فالغرار : هو النقصان ، يقال منه للناقة إذا نقص لبنها هي مغار قالها الكسائي ، وفي لبنها غرار .
قال أبو عبيد : وأخبرني محمد بن كثير ، عن الأوزاعي ، عن الزهري ، قال : كانوا لا يرون بغرار النوم بأسا ، يعني أنه لا ينقض الوضوء . قال الفرزدق في مرثيته الحجاج بن يوسف [ ص: 91 ] :
إن الرزية بن ثقيف هالك ترك العيون ونومهن غرار
أي قليل .فكأن معنى هذا الحديث : لا نقصان في صلاة ، يعني في ركوعها وسجودها وطهورها ، كقول "سلمان [الفارسي ] " : الصلاة مكيال فمن وفى له ومن طفف فقد علمتم ما قال الله [سبحانه ] في المطففين .
والحديث في مثل هذا كثير . فهذا الغرار في الصلاة .
وأما الغرار في التسليم ، فنراه أن يقول : السلام عليك ، أو يرد فيقول : وعليك ، ولا يقول : وعليكم .
والغرار أيضا في أشياء من الكلام سوى هذا ، يقال لحد الشفرة والسيف ، وكل شيء له حد فحده غرار .
والغرار أيضا : المثال الذي يطبع عليه نصال السهام ، قالها الأصمعي [ ص: 92 ] .
والغرار أيضا : أن يغر الطائر الفرخ غرارا ، يعني أن يزقه .
وقد روى بعض المحدثين هذا الحديث : "لا إغرار في صلاة " - بألف - ولا أعرف هذا في الكلام ، وليس له عندي وجه .
ويقال : لا غرار في صلاة [ولا تسليم ] أي : لا نقصان في صلاة ، ولا تسليم في صلاة ، أي : أن المصلى لا يسلم ، ولا يسلم عليه .


