قال : حدثناه إسماعيل بن جعفر ، عن حميد ، عن أنس ، عن عمر .
قال الأصمعي ، وأبو عمرو ، وغيرهما قوله : الشقاشق ، واحدتها شقشقة ، وهي التي إذا هدر الفحل من الإبل العراب خاصة خرجت من شدقه ، شبيهة بالرئة ، وهي التي يقول فيها الأعشى :
واقن فإني طبن عالم أقطع من شقشقة الهادر
وهذا مثل ، يقول : إني أقطع لسان المتكلم الذي يهدر كما يهدر ذاك ، فأسكته [ ص: 195 ] .وقوله : اقن ، يقول : الزم حظك ، واسكت ، يقال : قنيت حيائي : [أي ] لزمته .
قال أبو عبيد : فشبه عمر إكثار الخاطب من الخطبة بهدر البعير في شقشقته ، ثم نسبها إلى الشيطان ، وذلك لما يدخل فيها من الكذب ، وتزوير الباطل عند الإكثار من الخطب ، وإن كان الشيطان لا شقشقة له ، إنما هذا مثل .


