قال : حدثنا هشيم ، قال : أخبرنا مغيرة ، عن إبراهيم ، وأبي وائل ، عن حذيفة ، عن عمر .
قوله : جدب السمر : يعني عابه وذمه ، وكل عائب فهو جادب ، قال ذو الرمة :
فيا لك من خد أسيل ومنطق رخيم ومن خلق تعلل جادبه
ويروى "ومن وجه تعلل جادبه " .يقول : لم يجد فيه مقالا ، فهو يتعلل بالشيء يقوله ، وليس بعيب .
وهذا من عمر في كراهة السمر مثل حديثه الآخر ، "أنه كان ينش الناس بعد [ ص: 207 ] العشاء بالدرة ، ويقول : انصرفوا إلى بيوتكم " .
[حدثنا أبو عبيد ] قال : حدثنيه حجاج ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن أبي رافع عن عمر .
هكذا حدث به "ينش " .
[قال أبو عبيد ] : ونرى أن هذا ليس بمحفوظ ، وقال بعض أهل العلم : إنما هو ينس - بالسين - يقول : يسوق الناس ، والنس : هو السوق ، ومنه قول "الحطيئة " :
وقد نظرتكم إيناء صادرة     للورد طال بها حوزي وتنساسي 
يقول : مرة أسوقها كذا ، ومرة كذا .
قال : أبو عبيد : فإن كان هذا الحرف هكذا "ينش " فهذا تصحيف بين [ ص: 208 ] على المحدث ، ولكني أحسبه ينوش الناس ، وهذا قد يقرب في اللفظ من "ينش" ، ومعنى النوش صحيح ها هنا ، إنما هو التناول يقول : يتناولهم بالدرة .
وقال الله - تبارك وتعالى - : وأنى لهم التناوش من مكان بعيد إذا لم يهمز ، فهو من التناول .
ومنه قيل : تناوش القوم في القتال ، وكل من أنلته خيرا أو شرا فقد نشته نوشا .
ومنه حديث علي - رحمه الله - حين سئل عن الوصية ، فقال : "نوش بالمعروف " .
يعني أن يتناول الميت الموصى له بالشيء المعروف ، ولا يجحف بماله .
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					