الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
681 - وقال " أبو عبيد " في حديث "علي " [رحمة الله [ ص: 327 ] عليه ] حين أقبل يريد العراق ، فأشار عليه " الحسن بن علي " أن يرجع ، فقال : "والله ، لا أكون مثل الضبع ، تسمع اللدم حتى تخرج فتصاد " .

قال : حدثناه "محمد بن الحسن " عن "أبي عاصم الثقفي " عن "قيس بن مسلم " عن "طارق بن شهاب " عن "علي " .

قال " الأصمعي " : اللدم : صوت الحجر ، أو الشيء يقع بالأرض ،  وليس بالصوت الشديد .

يقال منه : لدمت الدم لدما ، وقال الشاعر :


وللفؤاد وجيب تحت أبهره لدم الغلام وراء الغيب بالحجر [ ص: 328 ]

قال : "الأبهر : عرق مستبطن الصلب ، يقال : إن القلب متصل به ، قال " أبو عبيد " : فشبه وجيب القلب بصوت الحجر يرمي به الغلام .

وإنما قيل للضبع : إنها تسمع اللدم ؛ لأنهم إذا أرادوا أن يصيدوها رموا في جحرها بحجر ، أو ضربوا بأيديهم باب الجحر ، فتحسبه شيئا تصيده ، فتخرج ؛ لتأخذه ، فتصاد عند ذلك .

وهي - زعموا - من أحمق الدواب ، ويبلغ من حمقها أن يدخل عليها ، فيقال لها : ليست هذه أم عامر ، فتسكت حتى تصاد .

فأراد "علي " : أني لا أخدع كما تخدع الضبع باللدم .

ويقال : ليست هي أم عامر .

ويقال في التدام النساء : إنما هو مأخوذ من اللدم ، إنما هو افتعال منه .

قال " الأصمعي " : ويقال في غير هذا : لدمت الثوب وردمته : إذا رقعته .

وكذلك قال " أبو عبيدة " في المردم .

[قال ] : ومنه قول الشاعر [ ص: 329 ] :


هل غادر الشعراء من متردم     أم هل عرفت الدار بعد توهم

قوله : متردم ، أي : مترقع مستصلح .

التالي السابق


الخدمات العلمية