الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
752 - وقال " أبو عبيد " في حديث " عبد الله" [ - رحمه الله - ] :

" عليكم بالعلم، فإن أحدكم لا يدري متى يختل إليه".  

قال: حدثناه " أبو معاوية" ، عن " الأعمش" ، عن " أبي وائل" ، عن " عبد الله" [ ص: 74 ] .

قال " الأصمعي": يقول: متى يحتاج إليه، وهو من الخلة والحاجة.

قال: وأمل على أعرابي وصيته، فقال: " وإن نخلاتي للأخل الأقرب"

يعني الأحوج من أهل بيته.

وكان " الكسائي" يذهب إلى الخلة، والخلة من النبات، ما أكلته الإبل من غير الحمض.

قال " الأصمعي": والعرب تقول: الخلة خبز الإبل، والحمض فاكهتها، وهو كل نبت فيه ملوحة، فإذا ملت الخلة حولت إلى الحمض، لتذهب عنها تلك الملالة، ثم تعاد إلى الخلة.

قال " أبو عبيد ": فأراد " الكسائي" بقوله: متى يختل إليه: أي متى يشتهى إلى ما عنده كشهوة الإبل للخلة. وقول " الأصمعي" في هذا أعجب إلي، وأشبه بالمعنى، قال " كثير" [ ص: 75 ] :


فما أصبحت نفسي تبثك ما بها ولا الأرض لا تشكو إليك اختلالها

ويروى: تبثك، وتبثك لغتان: يعني لا تشكو حاجتها.

يقال: أبثثته ما في نفسي وبثثته.

التالي السابق


الخدمات العلمية