الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
842 - وقال " أبو عبيد " في حديث " أبي هريرة": " إن للإسلام صوى ومنارا كمنار الطريق"   [ ص: 205 ] .

قال: حدثناه " يحيى بن سعيد" ، عن " ثور" ، عن " خالد بن معدان" ، قال: قال " ثور": حدثنيه رجل عن " أبي هريرة" يرفعه.

قال " أبو عمرو": الصوى: أعلام من حجارة منصوبة في الفيافي المجهولة، فيستدل بتلك الأعلام على طرقها، وواحدتها صوة.

وقال " الأصمعي": الصوى: ما غلظ وارتفع من الأرض، ولم يبلغ أن يكون جبلا،  وقول " أبي عمرو" أعجب إلي في هذا، وهو أشبه بمعنى الحديث، لأن الأرض المرتفعة لا تكون أعلاما، وعلى هذا تأويل الأشعار، قال " لبيد":


ثم أصدرناهما في وارد صادر وهم صواه قد مثل

[مثل] : يعني انتصب في وارد، الوارد والصادر يعني به الطريق، وقال الشاعر:


ودوية غبراء خاشعة الصوى     لها قلب عفى الحياض أجون [ ص: 206 ]

يعني البرية، [ويروى: قلب عادية وصحون] خاشعة الصوى، يقول:

صواها قد خشعت، وتواضعت من طول الزمان، وقال " أبو النجم":


بين طريق الرفق القوافل


وبين أميال الصوى المواثل

[وهو كثير في الشعر] .

قال " أبو عبيد ": فأراد أن للإسلام صوى: يعني علامات وشرائع يعرف الإسلام بها كمنار الطريق، فذكر شهادة أن لا إله إلا الله، وإقام الصلاة، وغير ذلك من الشرائع.

التالي السابق


الخدمات العلمية