الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
844 - وقال " أبو عبيد " في حديث " أبي هريرة" أنه سئل عن القبلة للصائم،  فقال: " إني لأرف شفتيها، وأنا صائم".

قال: حدثناه " ابن أبي عدي" ، عن " حبيب بن شهاب العنبري" ، عن " أبيه" عن " أبي هريرة".

قوله: أرف:  الرف: [هو] مثل المص والترشف ونحوه. يقال منه: رففت الشيء أرفه رفا. فأما يرف - بالكسر - فهو من غير هذا، يقال: رف الشيء يرف رفا ورفيفا: إذا برق لونه، وتلألأ، قال " الأعشى" يذكر ثغر امرأة:


ومها ترف غروبه يشفي المتيم ذا الحراره

وقد روي عن " أبي هريرة" في حديث آخر أنه سئل: أتقبل، وأنت صائم؟ [ ص: 209 ] فقال: " نعم، وأكفحها" ، وبعضهم يرويه: " نعم، وأقحفها".

فمن قال: أكفحها أراد بالكفح: اللقاء، والمباشرة بالجلد، وكل من واجهته، ولقيته كفة كفة، فقد كافحته كفاحا ومكافحة، وقال " ابن الرقاع [العاملي] ":


تكافح لوحات الهواجر والضحى     مكافحة للمنخرين وللفم

قال " أبو عبيد ": المنخرين - بالكسر - لا نعرف لها نظيرا في الكلام.

فهذا البيت قد فسر قول " أبي هريرة".

ومن رواه: أقحفها، فإنه [أراد] شرب الريق وترشفه.

ومنه يقال: قد قحف الرجل الإناء: إذا شرب ما فيه [ ص: 210 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية