الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
848 - وقال " أبو عبيد " في حديث " أبي هريرة": " أنه كانت رديته التأبط".

قال: حدثناه " معاذ" ، عن " ابن عون" ، عن " عمير بن إسحاق" ، عن " أبي هريرة".

قوله: التأبط:  هو أن يدخل رداءه تحت يده اليمنى، ثم يلقيه على عاتقه الأيسر كالرجل يريد أن يعالج الشيء فيتهيأ لذلك [ ص: 215 ] .

قال " أبو عمرو": والاضطباع بالثوب مثله.

يقال: قد اضطبعت بثوبي، وهو مأخوذ من الضبع، والضبع: العضد، ولهذا قيل: أخذ بضبعي الرجل.

والالتفاع بالثوب: هو مثل الاشتمال،  قال " الأصمعي": هو أن يتجلل بالثوب كله.

والاحتجاز: أن يشد ثوبه في وسطه، وإنما هو مأخوذ من الحجزة، ومنه حديث " النبي" - عليه السلام - أنه رأى رجلا محتجزا بحبل أبرق وهو محرم، فقال: " ويحك ألقه. ويحك ألقه".

قال: حدثناه " أبو معاوية" ، عن " ابن أبي ذئب" ، عن " صالح بن أبي حسان" ، رفعه.

والاعتجار: لي الثوب على الرأس مع الجسد، وبه سمي معجر المرأة.

والتلبب: أن يحتزم بثوبه، ويجمعه عليه، ومنه حديث " عمر" [ - رحمه الله - ] : " أنه رئي متلببا" [ ص: 216 ] .

والاضطغان: كالشيء تأخذه تحت حضنك، قاله " الأحمر" ، وأنشدني:


كأنه مضطغن صببا

أي حامله في حجره.

واشتمال الصماء: أن يتجلل بثوب واحد، ثم يرفع أحد جانبيه على عاتقه.

هذا تفسير الفقهاء، وهو عند العرب أن يشتمل [بثوب واحد] فلا يرفع شيئا بواحدة.

التالي السابق


الخدمات العلمية