الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
854 - وقال " أبو عبيد " في حديث " أبي هريرة": " مثل المؤمن الضعيف كمثل خافت الزرع يميل مرة، ويعتدل أخرى".  

قال: حدثناه " يزيد" ، عن " عمران بن حدير" ، عن " بحر بن سعيد" ، عن " بشير بن نهيك" ، عن " أبي هريرة".

قوله: الخافت:  يعني الذي قد لان ومات، ولهذا قيل للميت: قد خفت: إذا انقطع كلامه وسكت، قال الشاعر:


حتى إذا خفت الدعاء وصرعت قتلى كمنجدل من الغلان

وهذا مثل الحديث المرفوع: " مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تميلها الريح مرة [ ص: 224 ] هكذا ومرة هكذا".  يعني الغضة الرطبة [69 م] .

قال " أبو عبيد ": وإنما يراد من هذا الحديث أن المؤمن مرزأ، تصيبه المصائب في نفسه، وأهله، وماله، وليس كما جاء الحديث في الكافر: " مثله كالأرزة المجذية على الأرض حتى يكون انجعافها مرة".  والأرزة شجر طويل يكون في جبل اللكام، وتلك الجبال.

وبعضهم يروي حديث " أبي هريرة": " كمثل خافة الزرع" بالهاء، فإن كان هذا هكذا، فلا أدري ما هو، ومن روى: " خافتة الزرع" فهو مثل خافت، وهو الصواب.

التالي السابق


الخدمات العلمية