الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
حديث ابن عباس

رضي الله عنهما

865 - وقال " أبو عبيد " في حديث " ابن عباس": أنه سئل عن رجل جعل أمر امرأته بيدها، فقالت: فأنت طالق ثلاثا،  فقال " ابن عباس": " خطأ الله نوءها، ألا طلقت نفسها ثلاثا؟ ".

قال: حدثناه " أبو معاوية" ، عن " الأعمش" ، عن " حبيب بن أبي ثابت" ، عن " ابن عباس".

قال " أبو عبيد ": النوء: هو النجم الذي يكون به المطر، فمن همز الحرف،  فقال: خطأ الله [نوءها] ، فإنه أراد الدعاء عليها: أي أخطأها المطر، ومن قال: خط الله نوءها، فلم يهمز فإنه يجعله من الخطيطة، وهي الأرض التي لا تمطر بين أرضين ممطورتين، وجمع الخطيطة: خطائط، وأنشدني " أبو عبيدة " [ ص: 235 ] :


على قلاص تختطي الخطائطا

قال " الأصمعي" في الخطيطة مثل ذلك، وكره الوجه الذي في الأنواء.

قال " أبو عبيد ": ولم يقل " ابن عباس" هذا، وهو يريد الأنواء بعينها، إنما هي كلمة جارية على ألسنتهم، يقولونها من غير نية الدعاء، كقول " النبي" - صلى الله عليه وسلم: " عقرى حلقى"  وكقوله: " تربت يداك"  فكذلك مذهب " ابن عباس" ، ولم يكن ممن يقر بالأنواء، ولا يقبلها.

وكذلك حديث " عمر" [ - رحمه الله - ] حين صعد المنبر يستسقي، فلم يزد على الاستغفار، وقال: " لقد استسقيت بمجاديح السماء". والمجاديح من النجوم. ولكنه تكلم على ما كانت العرب تكلم به، لم يرد غير هذا، وليس للحديث عندي وجه غيره [ ص: 236 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية