الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
961 - وقال " أبو عبيد " في حديث " عائشة" حين قالت: " خرجت أقفو آثار الناس يوم الخندق، فسمعت وئيد الأرض خلفي، فالتفت، فإذا أنا بسعد بن معاذ".

قال: حدثناه " يزيد" ، عن " محمد بن عمرو" ، عن " أبيه" ، عن " جده" ، عن " عائشة" في حديث طويل.

قولها: وئيد الأرض:  تعني الصوت من شدة وطئه.

وفي الحديث أن " النبي" - صلى الله عليه وسلم - لما انصرف من الخندق، ووضع لأمته، أتاه " جبريل" [ - عليه السلام - ] ، فأمره بالخروج إلى " قريظة"   [ ص: 359 ] .

اللأمة: الدرع، وجمعها لؤم على مثال فعل، وهذا على غير قياس،  ومنها قيل: قد استلأم الرجل: إذا لبسها، فهو مستلئم.

وفي الحديث أنها ذكرت جراحة " سعد" فقالت: " وقد كان رقأ كلمه وبرأ، فلم يبق إلا مثل الخرص" ، والخرص: الحلقة الصغيرة من الحلي كحلقة القرط أو نحوها،  ويقال لتلك الحلقة: الخوق، وأنشدني " الأصمعي":


كأن خوق قرطها المعقوب


على دباة أو على يعسوب [ ص: 360 ]

ويقال أيضا للشيء اليسير من الحلي: خربصيصة، يقال: ما عليها خربصيصة، وما عليها هلبسيسة، ولا يقال ذلك إلا في الجحد، لا يقال في الوجوب.

وكذلك المقطع من الحلي إنما هو اليسير القليل، ومنه الحديث المرفوع: " أنه نهى عن لبس الذهب إلا مقطعا".  

قال: حدثناه " ابن علية" ، عن " خالد الحذاء" ، عن " ميمون القناد" ، عن " أبي قلابة" ، عن " معاوية" ، عن " النبي" - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 361 ] .

قال " أبو عبيد ": فسر لنا أن المقطع هو الشيء اليسير منه مثل الحلقة والشذرة ونحوها.

التالي السابق


الخدمات العلمية