الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              باب: ورا .

                              حدثنا خالد بن خداش، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه كان إذا أراد سفرا ورى إلى غيره، وقال: "الحرب خدعة"   .

                              حدثنا أبو بكر، حدثنا أبو أسامة، عن إسماعيل بن رزين، قال: رأى الشعبي معي صبيا، فقال: "ابنك هذا؟"، قال: ابن ابني، قال: "هو ابنك من الوراء"  حدثنا ابن نمير، حدثنا أبي، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، حدثنا إسماعيل الودي، عن بنت معقل: أن أباها، حدث ابن زياد، بحديث، فقال: "أشيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه أو من وراء وراء" [ ص: 760 ] قوله: "ورى إلى غيره"، قال أبو عمرو: وريت الخبر: سترته وأظهرت غيره والتورية: إخفاء الخبر: وريته أوريه تورية قوله: "هذا ابنك من الوراء" حدثنا شجاع، حدثنا ابن علية، عن داود، عن الشعبي قال: الوراء: ولد الولد قوله: "أو من وراء"، يعني خلفا ويكون وراء قداما، قال الله تعالى: وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا .

                              حدثنا ابن زنجويه، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة: وراءهم : "أمامهم" .

                              حدثنا نصر بن علي، عن ابن محصن، عن سفيان بن حسين: " وكان وراءهم : أمامهم " .

                              أخبرني أبو عمر، عن الكسائي: " وكان وراءهم : بين أيديهم " .

                              أخبرنا سلمة، عن الفراء: وراءهم : "أمامهم من ورائه جهنم : "أي بين يديه" ولا يجوز أن تقول لرجل وراءك: هو بين يديك: ولا لرجل بين يديك: هو وراءك وإنما يجوز هذا في المواقيت من الأيام والليالي والدهر أن تقول: وراءك برد شديد وبين [ ص: 761 ] يديك برد شديد لأنك أنت وراءه فجاز لأنه شيء يأتي فكأنه إذا لحقك صار من ورائك وكأنك إذا بلغته كان بين يديك .

                              أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: " وكان وراءهم : أي بين أيديهم وأمامهم " قال أبو نصر: وراء: بعد وأنشدني:


                              حلفت فلم أترك لنفسك ريبة وليس وراء الله للمرء مهرب



                              وأنشدنا الأثرم:


                              أترجو بنو مروان سمعي وطاعتي     وقومي تميم والولاة ورائيا



                              والورى: الخلق وقال الشاعر:


                              ويسجد لي شعراء الورى     سجود الوزاغ لثعبانها

                              .

                              [ ص: 762 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية