الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              باب: رؤية .

                              حدثنا عفان، حدثنا حماد، عن يعلى بن عطاء، عن وكيع بن حدس، عن أبي رزين: قلت: يا رسول الله أكلنا يرى ربه؟، قال: "أليس كلكم يرى القمر مخليا به؟ فالله أعظم"   .

                              حدثنا عفان، وأبو ظفر، قالا: حدثنا جعفر بن سليمان، عن الجريري، عن أبي عثمان، عن حنظلة الكاتب: "كنا نكون عند النبي صلى الله عليه فيذكرنا الجنة والنار حتى كأنا رأي عين"   .

                              حدثنا ابن نمير، حدثنا أبي، عن إسماعيل، عن قيس، عن النبي صلى الله عليه، قال: "أنا بريء، من كل مسلم أقام مع مشرك"، قيل: لم لا؟، قال: "لا تراءى ناراهما"   [ ص: 767 ] قوله: "يرى ربه"، أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي، يقال: رأيته بعيني رؤية، وهو مرأى ومسمع حيث أراه وأسمعه وقال غير الأصمعي: من رؤية المنام رأيت رؤيا، ومن رأى القلب رأيت رأيا قوله: "رأي عين" : أي حيث يقع البصر عليه أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: رأي العين مصدر، فعل ذاك رأي عين ومسمع أذن وسمعت سعدان يقول: إن بهراء جاءت تريد الأراقم تغير عليها، فمروا بغلام لأبي زبيد في إبله، فسقاهم من لبنها، وذلك نصف النهار، والشرب في هذا الوقت يسمى القيل، وانطلقوا به يدلهم على عورة الأراقم، فقتله الأراقم، فقال أبو زبيد:


                              قد كنت في منظر ومستمع عن نصر بهراء غير ذي فرس     تسعى إلى فتية الأراقم واستعجلت
                              قيل الجمان والغبس



                              يعني ناقتين لأبي زبيد، يقول: قد كنت غنيا عن الذهاب مع بهراء، وكنت في منظر تنظر من بعيد وتسمع ما يصنعون [ ص: 768 ] قوله: "لا تراءى ناراهما"،  يقول: لا يقيم مسلم بموضع يقرب من المشركين، فإذا أوقدوا وأوقد المسلم رأت ناره نار المشرك وسمعت ابن الأعرابي يقول: يقال: الجبلان يتناظران إذا كان رجل على جبل وآخر على جبل آخر رأى كل واحد صاحبه فتركوا الرجلين وجعلوا النظر للجبلين قال: ويقال: الواديان يتراضعان: إذا صب أحدهما في الآخر .

                              [ ص: 769 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية