باب: نصب .
حدثنا محمود بن غيلان، قالا: حدثنا وأبو كريب، عن أبو أسامة، محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، ويحيى بن عبد الرحمن، عن أسامة، عن زيد بن حارثة: زيد بن عمرو فقدمنا له السفرة، فقال: "إني لا آكل مما ذبح لغير الله" . خرج رسول الله صلى الله عليه مردفي إلى نصب من الأنصاب، فذبحنا له شاة وجعلناها في سفرتنا، فلقينا
حدثنا حدثنا عفان، حدثنا وهيب، حدثنا موسى بن عقبة، سالم، أنه سمع يحدث عن رسول الله صلى الله عليه: ابن عمر، زيد بن عمرو بأسفل بلدح، وذلك قبل أن ينزل عليه الوحي، فقدم إليه رسول الله صلى الله عليه سفرة لحم فأبى أن يأكل، وقال: "إنا لا نأكل على ما تذبحون على أنصابكم، ولا نأكل إلا ما ذكر اسم الله عليه" . أنه لقي
حدثنا إبراهيم بن محمد، حدثنا عن أبو قطن، عن المسعودي، نفيل بن هشام بن سعيد بن زيد، عن أبيه، عن جده، قال .
[ ص: 791 ] : زيد بن عمرو برسول الله صلى الله عليه وبزيد بن حارثة وهما يأكلان من سفرة لهما فدعواه، فقال: "إني لا آكل مما ذبح على النصب" قال مر إبراهيم: لذلك وجهان: إما أن يكون زيد فعله من غير أمر رسول الله صلى الله عليه ولا رضاه، إلا أنه كان معه فنسب ذلك إليه، لأن زيدا لم يكن معه من العصمة والتوفيق ما كان الله أعطاه نبيه صلى الله عليه، ومنعه مما لا يحل من أمر الجاهلية، وكيف يجوز ذلك وهو قد منع زيدا في حديثه هذا بعينه أن يمس صنما وما مسه النبي صلى الله عليه قبل نبوته ولا بعد، فهو ينهى زيدا عن مسه، ويرضى أن يذبح له هذا محال والوجه الثاني: أن يكون ذبح لزاده في خروجه فاتفق ذلك عند صنم كانوا يذبحون عنده، فكان الذبح منهم للصنم، والذبح منه لله تعالى، إلا أن الموضع جمع بين الذبحين، فأما ظاهر ما جاء به الحديث فمعاذ الله وأما حديث قوله: "ذبحنا شاة لنصب من الأنصاب"، ابن عمر، فليس فيهما بيان أنه ذبح أو أمر بذلك، ولعل وسعيد بن زيد زيدا ظن أن ذلك اللحم مما كانت قريش تذبحه لأنصابها، فامتنع لذلك ولم يكن الأمر كما ظن، فإن كان ذلك فعل فبغير أمره ولا رضاه .
[ ص: 792 ] وبعد: فإن الفقهاء من الصحابة والتابعين مختلفون فيما ذبح لصنم أو كنيسة، فرخص فيه قوم إذا كانت الذكاة وقعت موقعها، ولم يلتفتوا إلى ما أضمره الذابح، فرخص أبو الدرداء وأبو العرباض، وعبادة، وجماعة من التابعين وكرهه وعائشة، وجماعة من التابعين، وكراهة رسول الله صلى الله عليه أصوب وأحسن من غير طعن على من رخص ولا مخطئه . ابن عمر،
حدثنا حدثنا مسدد، عن سفيان، ابن أبي نجيح، عن عن مجاهد، ابن مسعود: مكة وحول البيت ثلاثمائة وستون نصبا، فجعل يطعنها بعود معه، ويقول: جاء الحق وزهق الباطل " قدم النبي صلى الله عليه .
حدثنا حدثنا مسدد، إسماعيل، عن أيوب، عن عن ابن أبي مليكة، ابن الزبير، قال النبي صلى الله عليه: بضعة مني، ينصبني ما أنصبها" "فاطمة .
[ ص: 793 ] حدثنا بندار، حدثنا حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن ابن شهاب، "كان السائب بن يزيد: رباح بن المعترف يحسن غناء النصب" .
حدثنا اليمامي، عن يعقوب، عن أبيه، عن حدثني ابن إسحاق، عن ليث، عن عطاء، " ابن عمر: قلت إن من أقذر الذنوب عند الله رجل ظلم امرأة صداقها لليث: أنصب الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه قال: وما علمه لولا أنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه . ابن عمر
حدثنا مصعب، حدثنا "فيمن أفاد ستة من الإبل لا صدقة عليه حتى يحول الحول، إلا أن يكون قبلها نصاب ماشية، فنصاب الماشية تجب فيه الصدقة" [ ص: 794 ] مالك: ودخل وحول البيت ثلاثمائة نصب، هي حجارة كانت تنصب: تعبد . قوله: "خرج إلى نصب"،
حدثنا إبراهيم بن محمد، حدثنا عن ابن مهدي، قرة، عن الحسن، في قوله: إلى نصب يوفضون : "يبتدرون نصبهم أيهم يستلمه" أخبرنا الأثرم، عن قال: النصب واحد، والجمع أنصاب أخبرني أبي عبيدة، أبو نصر، عن النصائب: حجارة يشرف بها الحوض قال الأصمعي: النصائب: حجارة تجعل حول الحوض تنصب واحدتها نصيبة، ويلزق بين كل حجرين بطين ويجعل وراء ذلك تراب والتراب: النشيبة وقال الشاعر: أبو زيد:
ظلت أقاطيع أنعام مؤبلة لدى صليب على الزوراء منصوب
وقال النابغة:
فلا لعمر الذي قد زرته حججا وما هريق على الأنصاب من جسد
[ ص: 795 ] يعني الدم النصب: الإعياء والمعنى معروف قال: قوله: "ينصبني ما أنصبها"
كأن راكبها يهوي بمنخرق من الجنوب إذا ما ركبها نصبوا
وقال طفيل:
تأوبني هم مع الليل منصب وجاء من الأخبار ما لا أكذب
قرأت على أبي نصر:
كليني لهم يا أميمة ناصب وليل أقاسيه بطيء الكواكب
قوله: "ناصب" أراد منصبا، كما قال طفيل، وقال الله تعالى: خلق من ماء دافق ، أي مدفوق، و عيشة راضية أي مرضية، وسر كاتم أي مكتوم، وليل نائم أي منوم فيه [ ص: 796 ] قوله: "غناء النصب"، أظنه الذي يحكى فيه من النشيد، وأقيم لحنه، ونصب وزنه، وأحكم قوله: "أنصب ذاك"، يقول: أقام ذاك، وأسنده إلى غيره أخبرني أبو نصر، عن يقال: تيس أنصب: منتصب القرن، وعنز نصباء: منصوبة القرن أخبرني عمرو، عن أبيه: النصباء من المعز: التي قرناها منتصبان وقال الأصمعي، أذن نصباء: التي تنتصب وتدنو من الأخرى قوله: "نصاب ماشية" هو الذي يرجع إليه، يقول: إن ضم ما أفاد إلى أصل ونصاب تجب فيه الزكاة زكاه، وإلا فلا زكاة عليه أخبرنا أبو عبيدة: عمرو، عن أبيه، يقال: إنه لنصاب مال إذا كان حسن القيام عليه، مهتما به ويقال: أنصب مديتي: أجعل لها نصابا قال أنصبت السكين، وأجزأتها، والجزأة: النصاب وأغلفتها: جعلت لها غلافا [ ص: 797 ] وقال أبو زيد: أقربتها: جعلت لها قرابا وناصبت فلانا الشر والعداوة ومنصب الرجل: أصله في قومه والمنتصب: الغبار المرتفع . الكسائي:
[ ص: 798 ]