الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              باب: زي .

                              حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا يزيد، عن داود، عن الشعبي، عن سويد بن غفلة: هبطنا مع عمر الجابية، فاستقبله ناس عليهم ثياب الحرير، فجعل بهم رميا ويقول: "تالله ما رأيت كاليوم زي قوم، إن الله لو رضي هذا الزي لأهله لم يسلبهم إياه" .

                              حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا أبو أسامة، عن نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله بن عمرو، عن رسول الله صلى الله عليه: "حوضي مسيرة شهر، وزاويتاه سواء"   .

                              حدثنا محمد بن عثمان عن علي بن حكيم، عن حميد بن عبد الرحمن، عن قيس، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، في رجل ضرب عنق وزة، قال: هي مثلة" [ ص: 986 ] قوله: "ما رأيت كاليوم زي قوم" الزي: حسن الهيئة من اللباس، تزيا بزي حسن، وزييته .

                              حدثنا أحمد بن منصور الترمذي، حدثنا يعقوب بن إسحاق، عن الحسن بن أبي جعفر، عن أبي الصهباء، عن سعيد بن جبير، قرأ: (أثاثا وزيا) بالزاي " أخبرنا سلمة، عن الفراء: قرأ بعضهم: (وزيا) ، بالزاي، وهو الهيئة والمنظر، تقول العرب: زييت الجارية: أي زينتها وهيأتها وقال غيره: والأزي: وضعك شيئا في مجرى الماء إلى الحوض قال:


                              لعمرو أبي عمرو لقد ساقه المنا إلى جدث يؤزى له بالأهاضب

                              .

                              [ ص: 987 ] قوله: "زاويتاه سواء" ، الزاوية من البيت والحوض: إذا انتهى الطول، وحيث انعطف العرض، فهي الزاوية، والمعنى: ما بين زاويتيه سواء، فإذا استوى ما بين زاويتيه دل أن عرضه مثل طوله قال أبو عمرو، وأبو نصر: الزيزاء: أرض غليظة مرتفعة ليس فيها شجر وأنشدنا أبو نصر:


                              إذا علا الزيزاء من زيزائه     كان الذي يشخص من ورائه



                              كلمعة بالثوب من خفائه قوله: "ضرب عنق وزة"، أراد إوزة، والإوز: بط الماء، يقال: إوز وإوزين قال النابغة:


                              يلقي الإوزين في أكناف دارتها     بيضا وبين يديها التبن منشور



                              يقال: رجل إوز، وامرأة إوزة، أي غليظة لحيمة في غير طول، والوز: البط ما كان في الماء أخبرنا أبو نصر، عن الأصمعي: يقال: رجل زواز، وزوازية، وحزاب وحزابية: إذا كان غليظا إلى القصر.

                              [ ص: 988 ] أخبرنا عمرو، عن أبيه: يقال: إنه لمستوزي، كأنه يريد أن ينهض والإوزى: الذي يمشي توقصا في ناحيتيه، كأنه يعتمد على الأيمن مرة، وعلى الأيسر مرة .

                              [ ص: 989 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية