الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              باب: سهم.

                              حدثنا إبراهيم بن محمد، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي، سمعت يحيى بن أيوب، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن عمر: دخلت على جابر وهو يصلي في برد أخضر مسهم، قد خالف بين طرفيه".

                              حدثنا محمد بن علي، سمعت أبي يقول: أخبرنا أبو حمزة، عن جابر، عن عبد الله بن نجي: رأيت جلد عمار فما رأيته إلا ذكرت البرود المسهمة".

                              حدثنا إبراهيم، حدثنا الفضيل بن عبد الوهاب، حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي، عن أم سلمة: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وهو ساهم الوجه، فخشيت أن يكون ذاك من وجع، قلت: ما لك؟ قال: "من أجل الدنانير السبعة التي أتتنا أمس لم أنفقها".

                              حدثنا أبو بكر، حدثنا وكيع، عن أسامة بن زيد، عن عبد الله بن رافع، عن أم سلمة، أن النبي صلى الله عليه قال لرجلين: "استهما ثم توخيا الحق، ثم ليحلل كل واحد منكما صاحبه".

                              [ ص: 1112 ] حدثنا موسى، حدثنا حماد، عن علي بن زيد، عن أيوب بن عبد الله اللخمي، أن ابن عمر، قال: وقع في سهمي يوم جلولاء جارية كأن عنقها إبريق فضة، فما ملكت نفسي أن وثبت إليها، فجعلت أقبلها".

                              حدثنا علي، أخبرنا شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، عن سعيد بن جبير، عن عدي بن حاتم: قلت: يا رسول الله، أرمي الصيد فلا أجده إلا بعد ليلة؟ قال: "إذا رأيت سهمك فيه ولم يأكل منه سبع فكل" قوله: "برد مسهم": يقول: مخطط قال أبو نصر: فيه وشي كوشي السهام، وأنشدنا:


                              كأنها بعد أحوال مضين لها بالأشيمين يمان فيه تسهيم



                              قوله: "هو ساهم الوجه"  السهوم: عبوس الوجه من الهم، والرجل في الحرب ساهم الوجه [ ص: 1113 ] قال الأخفش: سهم لونه يسهم سهوما وأنشدنا غيره:


                              إن أكن موثقا لكسرى أسيرا     في هموم وكربة وسهوم
                              رهن قيد فما وجدت بلاء     كإسار الكريم عند اللئيم



                              وأنشدنا الأخفش:


                              وأن قد بدا مني لما قد أصابني     من الحزن أني ساهم الوجه ذو هم



                              وقال:


                              وإذا نظرت رأيت جسمي ساهما     وهم أشابوا الرأس قبل المكبر



                              وأخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: السهام: الريح الحارة، وهي السموم، يقال: إنها لذات سهام، وإنها لترمينا بسهام وسهائم ويكون ذلك بالليل والنهار، وكذلك الحرور قال أبو عبيدة: السهمة: القرابة والحظ وأنشد:


                              قد يوصل النازح النائي وقد     يقطع ذو السهمة القريب



                              [ ص: 1114 ] وقال أبو عمرو: السهام: مخاط الشيطان قوله: "استهما" يقول: اقترعا قال الله تعالى: فساهم فكان من المدحضين .

                              حدثنا إبراهيم، حدثنا أحمد بن نيزك، عن الخفاف، عن سعيد، عن قتادة، "تساهموا فقرع يونس عليه السلام" قوله: "وقع في سهمي" يريد في نصيبي، من الفيء، السهم: النصيب، وفي الأمر سهمة أي: نصيب وحظ، كما قال: ساهمت القوم: قارعتهم قوله: "إذا رأيت سهمك" أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: السهم والمرماة والمعبل والمشقص والمريخ، كل هذا اسم للسهم، والغالب على المرماة سهم الهدف، والغالب على المريخ الذي يغلى به، وهو سهم طويل له أربعة آذان.

                              [ ص: 1115 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية