[ ص: 1199 ] سياق  
ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في أن  المسلمين إذا دلوا في حفرتهم يسألهم منكر ونكير   وأن  عذاب القبر حق والإيمان به واجب   
2121 - أنا  جعفر بن عبد الله بن يعقوب  قال : أنا  محمد بن   [ ص: 1200 ] هارون الروياني  قال : نا   محمد بن بشار  قال : نا   محمد بن جعفر  قال : نا  شعبة  ، عن   علقمة بن مرثد  ، عن  سعد بن عبيدة  ، عن  البراء  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : \ح\ :  
2122 - وأنا  عبد العزيز بن محمد بن أحمد  ، أنا   الحسين بن إسماعيل  قال : نا   يوسف بن موسى  قال : نا  أبو الوليد  قال : نا   شعبة بن الحجاج  قال : أخبرني   علقمة بن مرثد  ، عن  سعد بن عبيدة  ، عن  البراء  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :  
(  إن المسلم إذا سئل في القبر شهد أن لا إله إلا الله وأن  محمدا   رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذلك قوله : (  يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا      ) ، وهذا لفظ  أبي الوليد     .  
أخرجاه جميعا عن   محمد بن بشار  ،   والبخاري  وأبو داود  ، عن  أبي الوليد     .  
2123 - أنا  كوهي بن الحسن  قال : أنا   محمد بن هارون الحضرمي  ،      [ ص: 1201 ] قال : نا إسحاق بن أبي إسرائيل قال : نا   هشام بن يوسف  قال : حدثني  عبد الله بن بحير  أنه سمع  هانئا مولى عثمان  يذكر عن  عثمان  قال :  
(  كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الرجل وقف عليه وقال : استغفروا لأخيكم وسلوا الله له التثبيت فإنه الآن يسأل     ) .  
أخرجه  أبو داود  والساجي     .  
2124 - أنا  كوهي بن الحسن  قال : نا  أحمد بن القاسم  قال : نا  أبو همام  قال : نا   عبيدة بن حميد  قال : أخبرني  عبيد الله  ، عن  نافع  ، عن   ابن عمر  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  
(  إن أحدكم يعرض على مقعده بالغداة والعشي ، إن كان من أهل الجنة ، أو من أهل النار يقال له : هذا مكانك إلى يوم القيامة     ) .  
2125 - أنا  محمد بن عبد الرحمن بن جعفر البزار  قال : نا  محمد بن عبد الله بن غيلان  قال : نا  الحسن بن الجنيد  قال : نا   إسحاق الأزرق  قال : نا   الفضيل بن غزوان  ، عن  نافع  ، عن   ابن عمر  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  
(  ما من عبد يموت إلا وعرضت روحه إن كان من أهل الجنة على الجنة ، وإن كان من أهل النار على النار     ) .  
 [ ص: 1202 ]    2126 - أنا  علي بن محمد بن علي الواسطي  قال : نا  عبد الله بن عمر  قال : نا  محمد بن إسحاق الخياط  قال : نا  أبو منصور  قال : نا  سفيان  ، عن  ليث  ، عن  مجاهد  قال :  
(  ما من ميت يموت حتى يعرض عليه أهل مجلسه ، إن كانوا من أهل لهو فأهل لهو ، وإن كانوا أهل ذكر فأهل ذكر     ) .  
2127 - أنا  علي بن محمد بن أحمد بن يعقوب  ، أنا   عبد الرحمن بن أبي حاتم  قال : نا  عمرو بن علي بن عبد الله الأودي  قال : نا   وكيع  ، عن  شعبة  ، عن : \ح\ :  
2128 - وأنا  عبيد الله بن أحمد  ، أنا   الحسين بن إسماعيل  قال : نا  محمد بن حسان  قال : نا   يحيى بن سعيد  قال : نا  شعبة  ، عن   عون بن أبي جحيفة  ، عن أبيه ، عن  البراء  ، عن  أبي أيوب  قال :  
(  سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أصوات يهود حين غربت الشمس قال : هذه يهود يعذبون في قبورهم     ) .  
لفظهما سواء أخرجاه جميعا من حديث  يحيى     .  
2129 - أنا  محمد بن عبد الرحمن بن العباس  قال : أنا   عبد الله بن محمد البغوي  قال : نا   أبو بكر بن أبي شيبة  قال : نا   إسماعيل بن علية  ، عن  الجريري  ، عن   أبي نضرة  ، عن   أبي سعيد الخدري  قال : نا   زيد بن ثابت  قال :  
(  بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حائط  بني النجار   على بغلة له فحادت      [ ص: 1203 ] به فكادت تقلبه ، وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة فقال : ( إن هذه الأمة لتبتلى في قبورها ، فلولا أن لا تدافنوا دعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه ، ثم قال : تعوذوا بالله من عذاب القبر ، قلنا : نعوذ بالله من عذاب القبر قال : تعوذوا بالله من الفتن ، قلنا : نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن قال : تعوذوا بالله من الدجال ، قلنا : نعوذ بالله من الدجال     ) .  
أخرجه  مسلم  عن   أبي بكر بن أبي شيبة     .  
2130 - أنا  محمد بن عبد الرحمن بن العباس  قال : أنا  عبد الله بن محمد  قال : نا   داود بن رشيد  قال : نا   مروان الفزاري  قال : نا  حميد  ، عن  أنس     : \ح\ :  
2131 - وأنا  محمد بن عمر بن محمد بن حميد  قال : أنا  أحمد بن عبد الله الوكيل  قال : نا  عمرو بن علي  قال : نا  معتمر  قال : نا  حميد  ، عن  ثابت  ، عن  أنس  ، أو سمعت من  أنس     :  
(  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع صوتا من قبر من حيطان  بني النجار   فسأل عنه : فقال : دفن في الجاهلية فأعجبه قال : لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر     ) .  
2132 - أنا  عبد الله بن مسلم  ،  وعبيد الله بن أحمد  ، قالا : أنا   الحسين بن إسماعيل  قال : نا   يوسف بن موسى  قال : نا  عمرو بن حمران  ، عن  سعيد  ، عن  قتادة  ، عن  أنس  أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  
(  إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه حتى إنه ليسمع      [ ص: 1204 ] خفق نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه ، فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل في  محمد   صلى الله عليه وسلم ؟ فأما المؤمن فيقول : أشهد أنه عبد الله ورسوله قال : فيقول : انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فيراهما كليهما ) قال : قال  قتادة     : وذكر لنا أنه يفسح له في قبره سبعون ذراعا ويملأ عليه خضرا إلى يوم يبعثون .  
ثم رجع إلى حديث  أنس     : ( وأما الكافر والمنافق فيقول : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول : لا أدري كنت أقول كما يقول الناس قال : فيقال له : لا دريت ولا تليت ثم يضرب بمطراق من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة فيسمعها من يليه غير الثقلين ، وقال بعضهم : فيضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه     ) .  
أخرجه   البخاري  ،  ومسلم  من حديث  سعيد     .  
2133 - أنا  محمد بن عبد الرحمن  ، أنا   يحيى بن محمد بن صاعد  قال : نا  الحسين بن الحسن  قال : نا  أبو معاوية  ، نا   الأعمش  ، عن  مجاهد  ، عن  عطاء  ، عن   ابن عباس  قال :  
(  مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبرين ، فقال : إنهما ليعذبان ، وما يعذبان في كبير ، أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول ، وأما الآخر فكان يمشي بين الناس بالنميمة قال : ثم أخرج جريدة فشقها نصفين فغرز في كل      [ ص: 1205 ] قبر واحدة ، فقيل : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم فعلت هذا ؟ قال : لعله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا     ) .  
أخرجاه جميعا .  
2134 - أنا   عيسى بن علي  ، أنا   عبد الله بن محمد البغوي  قال : نا   عثمان بن أبي شيبة  قال : نا أبو الأحوص ، عن : \ح\ :  
2135 - وأنا   عبد العزيز بن محمد  ، أنا   الحسين بن إسماعيل  قال : نا   يوسف بن موسى  قال : نا  جرير  ، عن  منصور  ، عن  أبي وائل  ، عن  مسروق  ، عن  عائشة  ، قالت :  
(  دخلت علي عجوز من عجائز يهود  المدينة   ، فقالت : إن أهل القبور يعذبون في قبورهم ، قالت : وكذبتها ولم أنعم أن أصدقها ، قالت : فخرجت فدخل علي النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله إن عجوزا من عجائز يهود دخلت علي فزعمت أن أهل القبور يعذبون في قبورهم ، فقال : صدقت ، إنهم يعذبون عذابا تسمعه البهائم كلها ، قالت : فما رأيته في صلاة إلا يتعوذ من عذاب القبر     ) .  
أخرجه   البخاري  ومسلم     .  
2136 - أنا   عبد العزيز بن محمد  ، أنا   الحسين بن إسماعيل  قال : نا  سلمة بن جنادة  قال : نا   وكيع  ، عن   هشام بن عروة  ، عن أبيه ، عن  عائشة     :  
(  أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ يقول في دعائه : اللهم أعوذ بك من      [ ص: 1206 ] فتنة النار ، وفتنة القبر ، ومن عذاب القبر ، ومن شر فتنة الغنى والفقر ، ومن شر فتنة المسيح  الدجال  ، اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والغرم والمأثم     ) .  
أخرجه   البخاري  ومسلم     .  
وفي الباب عن  أنس   وزيد بن أرقم     : مثله سواء .  
2137 - أنا  محمد بن عبد الرحمن بن جعفر  قال : نا   أحمد بن علي بن العلاء  قال : نا   أبو الأشعث أحمد بن المقدام  قال : نا   يزيد بن زريع  قال : نا \ح\  
2138 - وأنا  عبيد الله بن مسلم بن يحيى  قال : أنا   الحسين بن إسماعيل  قال : نا   أحمد بن المقدام  قال : نا   يزيد بن زريع  قال : نا  عبد الرحمن بن إسحاق  قال : نا  سعيد  عن : \ح\ :  
2139 - وأنا  عبد الله بن محمد بن جعفر  قال : نا  يعقوب بن محمد بن عبد الوهاب  قال : نا  حفص بن عمرو  ، وقال : نا   بشر بن المفضل  ، عن  عبد الرحمن بن إسحاق  ، عن   سعيد المقبري  ، عن   أبي هريرة  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  
(  إذا قبر أحدكم أو المقبور . وفي حديث  يزيد  أحدكم أتاه ملكان أزرقان أسودان يقال لأحدهما منكر والآخر نكير فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل - زاد  يزيد     -  محمد   صلى الله عليه وسلم قال : فهو قائل ما كان يقوله - ثم اتفقا - فإن كان مؤمنا قال : هو عبد الله ورسوله ، أشهد أن لا إله إلا الله وأن  محمدا   عبده ورسوله قال : فيقولان له : قد كنا - وقال  يزيد     : أنا كنا نعلم أنك تقول هذا فيفسح      [ ص: 1207 ] له في قبره سبعون ذراعا ، وينور له فيه - زاد  يزيد     - ثم يقال له : نم - ثم اتفقا - فيقول : أرجع إلى أهلي فأخبرهم مرتين ولم يقل  يزيد     : مرتين وقال : فيقولان : وقال : فيقال : نم كنومة العروس وقال  يزيد     : الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه حتى يبعثه الله من مضجعه زاد  يزيد  ذلك ، فإن كان منافقا قال : لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا - زاد  يزيد     - فكنت أقوله - ثم اتفقا قال : فيقولان له : إن كنا لنعلم - وفي حديث  بشر     - لقد كنا نعلم أنك تقول هذا ، فيقولان للأرض : التئمي عليه فتلتئم عليه وتختلف عليه أضلاعه ، فلا يزال معذبا حتى يبعثه الله عز وجل من مضجعه - زاد  يزيد     - ذلك     ) .  
2140 - أنا  محمد بن عبد الرحمن بن العباس  قال : نا   يحيى بن محمد بن صاعد  قال : نا   الحسين بن الحسن أبو عبد الله المروزي  بمكة   قال : نا   أبو معاوية الضرير  قال : نا   الأعمش  ، عن   المنهال بن عمرو  ، عن   زاذان أبي عمر  ، عن   البراء بن عازب  قال :  
(  خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من  الأنصار   ، فانتهينا إلى القوم ولم يلحد له ، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأن على رءوسنا الطير في يده عود ينكت به في الأرض ، فرفع رأسه ، فقال : استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا ، ثم قال : إن العبد المؤمن إذا كان في إقبال من الآخرة وانقطاع من الدنيا ، نزلت إليه الملائكة بيض الوجوه ، كأن وجوههم الشمس معهم كفن من كفن الجنة ، وحنوط من حنوط الجنة فيجلسون منه مد البصر ، ثم يجيء ملك      [ ص: 1208 ] الموت حتى يجلس عند رأسه ، فيقول : أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان قال : فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من السقاء فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلونها في ذلك الكفن وذلك الحنوط ، فيخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على ظهر الأرض قال : فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذه الروح الطيبة ؟ فيقولون : فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه في الدنيا حتى ينتهون به إلى سماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح له قال : فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهى به إلى السماء السابعة ، فيقول الله تعالى : اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض ، فإني منها خلقتهم ، وفيها أعيدهم ، ومنها أخرجهم تارة أخرى قال : فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان ، فيجلسانه ، فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : ديني الإسلام ، فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيقولان له : وما علمك ؟ فيقول : قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت قال : فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي ، أفرشوه من الجنة ، وألبسوه من الجنة ، وافتحوا له بابا إلى الجنة ، فيأتيه من ريحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره ، ويأتيه رجل حسن الوجه ، طيب الريح فيقول له : أبشر بالذي يسرك ، فهذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول له : من أنت ؟ فوجهك الوجه يجيء بالخير ، فيقول : أنا عملك الصالح ، فيقول : رب أقم الساعة ، رب أقم الساعة ثلاثا ، حتى أرجع إلى أهلي .  
قال : وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا ، وإقبال من      [ ص: 1209 ] الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ، ثم يجيء ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند رأسه ، فيقول : أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط الله وغضبه ، فتفرق في أعضائه كلها فينزعها كما ينزع السفود من الصوف المبلول ، فتقطع معها العروق والعصب فيجعلوها في تلك المسوح قال : ويخرج منها كأنتن جيفة وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها ، فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذه الروح الخبيثة ؟ فيقولون : فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهون به إلى السماء الدنيا فيستفتحون لها فلا يفتح لها قال : ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : (  لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط      ) قال : ثم يقول الله : اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى قال : فتطرح روحه طرحا قال : ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : (  ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق      ) قال : فتعاد روحه إلى جسده ، فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان : من ربك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري ، فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري ، فيقولان : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري ، فينادي مناد من السماء أن كذب عبدي ، فأفرشوه من النار ، وألبسوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار ، فيدخل عليه من حرها وسمومها ، ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه قال : ( ويأتيه رجل قبيح الوجه ، قبيح منتن الريح فيقول : أبشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول : من أنت ؟ فوجهك الوجه يجيء      [ ص: 1210 ] بالشر ، فيقول : أنا عملك السيئ ، فيقول : رب لا تقم الساعة     ) .  
2141 - أنا  أحمد بن عبيد  ، أنا   علي بن عبد الله بن مبشر  قال : نا  أبو الأشعث  ، نا   حماد بن زيد  ، عن   يحيى بن سعيد  ، عن   سعيد بن المسيب  قال :  
(  رأيت   أبا هريرة  صلى على منفوس إن عمل خطيئة قط ، فقال : اللهم أعذه من عذاب القبر     ) .  
2142 - أنا   عيسى بن علي  ، أنا   عبد الله بن محمد البغوي  قال : نا   داود بن عمرو الضبي  قال : نا  هشيم  ، عن   يعلى بن عطاء  ، عن  ميمون بن أبي ميسرة  قال :  
(  كان   لأبي هريرة  صبحتان في كل يوم أول النهار فيقول ذهب الليل ، وجاء النهار وعرض  آل فرعون   على النار ، وإذا كان العشي قال : ذهب النهار وعرض  آل فرعون   على النار ، فلا يسمع أحد صوته إلا استعاذ بالله من النار     ) .  
2143 - أنا  عبيد الله بن محمد  ، أنا  عثمان بن أحمد  قال : نا  حنبل  قال : نا   معلى بن أسد  قال : نا  عبد العزيز بن المختار  ، عن  أبي عبد الله الداناج  قال :  
(  شهدت   أنس بن مالك  وقال له رجل : إن قوما يكذبون بالشفاعة ، فقال : لا تجالسوهم ، فسأله آخر فقال : إن قوما يكذبون بعذاب القبر      [ ص: 1211 ] فقال : لا تجالسوهم     ) .  
2144 - أنا   عبد العزيز بن محمد  قال : نا  الحسين بن يحيى  قال : نا   أحمد بن المقدام  قال : نا   فضيل بن عياض  ، عن  منصور  ،  عن  مجاهد  قال :  
( (  يوم هم على النار يفتنون      ) قال : يحرقون عليها ويعذبون     ) .  
2145 - أنا  عبيد الله بن أحمد بن علي  قال : أنا   أبو عبد الله الصفار     - يعني  محمد بن عبد الله بن عمرويه     - قال :  سمعت  محمد بن نصر الصايغ  يقول :  
( كان أبي مولعا بالصلاة على الجنائز من عرف ومن لم يعرف ، فقال : يا بني خرجت يوما من السوق أشتري حاجة فصادفت جنازة رجل معها خلق كثير ما أعرف منهم أحدا ، قلت : أمضي مع هذه الجنازة أصلي عليها ، وأقف حتى أواريها ، فتبعتها ، فصلوا عليها وصليت معهم وأدخلوها المقبرة ، وجاءوا بها إلى قبر محفور ، فنزل إلى القبر نفسان وجذبوا الميت فأخذوه وسرحوا عليه التراب ، وخرج واحد وبقي الآخر ، وحثى الناس التراب عليه ، فقلت يا قوم : يدفن حي مع ميت ؟ ! ليت لا يكون شبه لي ، ثم رجعت فقلت : ما رأيت إلا اثنين خرج الواحد وبقي الآخر ، لا أبرح من هاهنا حتى يكشف الله لي عما رأيت ، فجئت إلى القبر فقرأت عشر مرات ياسين وتبارك الملك وبكيت ورفعت يدي وقلت : يا رب اكشف لي عما رأيت ، فإني خائف على عقلي وديني ، فانشق القبر وخرج منه شخص ، فولى مدبرا فقمت وراءه ، فقلت : يا هذا بمعبودك إلا وقفت حتى أسألك فما التفت إلي وولى ومضيت خلفه ، فقلت : يا هذا بمعبودك إلا وقفت حتى أسألك فما التفت إلي وولى الثالث ، فقلت : يا هذا أنا رجل شيخ ليس يمكنني      [ ص: 1212 ] النهوض فبمعبودك إلا وقفت حتى أسألك ، فالتفت إلي وقال لي :  نصر الصايغ  ؟ فقلت : نعم قال : ألا تعرفني ؟ قلت : لا قال : فنحن ملكان من ملائكة الرحمة ، وقد وكلنا بأهل السنة إذا وضعوا في قبورهم ، ونزلنا حتى نلقنهم الحجة ، وغاب عني     ) .  
2146 - أنا  محمد بن أحمد بن سهل  قال : نا  أحمد بن جعفر بن سلمان  قال : نا  أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الخالق  قال : نا  أبو العباس محمد بن غالب السني  قال : نا   إبراهيم بن بشار  قال :  قال لي   إبراهيم بن أدهم     :  
( تبعت جنازة بالساحل فقلت : بارك الله لي في الموت ، فقال قائل من السرير : وما بعد الموت ؟ فقال لي  إبراهيم     : فدخل علي منه رعب حتى ما قدرت أحمل قائمة السرير ، فدفن الميت وانصرفوا ، وقعدت عند القبر مفكرا في القائل لي من السرير : وما بعد الموت ؟ فغلبتني عيناي على ركبتي فإذا أنا بشخص من القبر أحسن الناس وجها وأطيبه ريحا وأنقاه ثيابا ، وهو يقول : يا  إبراهيم  ، قلت : لبيك فمن أنت يرحمك الله ؟ قال : أنا القائل لك من السرير : وما بعد الموت ؟ فقلت له : فبالذي فلق الحبة ، وبرأ النسمة ، وتردى بالعظمة إلا قلت لي : من أنت ، فقال : أنا السنة أكون لصاحبي في الدنيا حافظا ، وعليه رقيبا ، وفي القبر نورا ومؤنسا ، وفي القيامة سائقا وقائدا إلى الجنة     ) .  
2147 - أنا  محمد بن المظفر بن علي بن حرب  ، نا  إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري  قال : سمعت  محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد الخيري المزكي  قال : حدثني  عبد الله بن الحارث الصنعاني  ،      [ ص: 1213 ] قال :  سمعت  حوثرة بن محمد المنقري البصري  يقول :  
( رأيت   يزيد بن هارون الواسطي  في المنام بعد موته بأربع ليال فقلت : ما فعل الله بك ؟ قال : تقبل مني الحسنات ، وتجاوز عن السيئات ، ووهب لي التبعل ، قلت : وما كان بعد ذلك ؟ قال : وهل يكون من الكريم إلا الكرم غفر لي ذنوبي ، وأدخلني الجنة ، قلت له : بما نلت الذي نلت ؟ قال : بمجالس الذكر ، وتولي الحق ، وصدقي في الحديث ، وطول قيامي في الصلاة ، وصبري على الفقر ، قلت : ومنكر ونكير حق ؟ قال : إي والله الذي لا إله إلا هو لقد أقعداني وقالا لي : من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ فجعلت أنفض لحيتي البيضاء من التراب ، فقلت : مثلي يسأل . أنا   يزيد بن هارون الواسطي  ، وكنت في دار الدنيا ستين سنة أعلم الناس ، فقال أحدهما لصاحبه : صدق هو   يزيد بن هارون     . نم نومة العروس فلا روعة عليك بعد اليوم     ) .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					