[ ص: 1308 ] سياق ما دل من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم في أن بني آدم خير من الملائكة
قال الله عز وجل : وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين .
وقال تعالى : الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا .
وقال تعالى : والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار .
وروي ذلك من التابعين عن عمر بن عبد العزيز . ومحمد بن كعب القرظي
2318 - أخبرنا محمد بن علي بن محمد العطار قال : نا عبيد الله بن محمد بن عبيد الله المكتب قال : نا قال : نا إبراهيم بن عبد الله بن أيوب صالح بن مالك قال : نا أبو معشر قال : نا قال : محمد بن كعب القرظي
" كنا جلوسا عند رضي الله عنه بخناصرة ، وعنده [ ص: 1309 ] عمر بن عبد العزيز أمية ، وعمرو بن سعيد بن العاص ، ، فتماروا . وعراك بن مالك الغفاري
فقال : ما أحد أكرم على الله من بني آدم . عمر بن عبد العزيز
فقال : ما أحد أكرم على الله من الملائكة قال الله عز وجل : عراك بن مالك بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون . وما خدع إبليس آدم عليه السلام إلا بالملائكة ، فقال : ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين . فالملائكة أمناء الله ورسله وخزنة الدار في الجنة والنار ، قال : فقال عمر رحمه الله : فما تقول أنت يا أبا حمزة ؟ فقلت : يا أمير المؤمنين ، خلق الله آدم بيده ، وأمر ملائكته أن يسجدوا له ، وجعل من ذريته أنبياء ورسلا ، وجعل من ذريته من تزوره الملائكة قال الله عز وجل : والملائكة يدخلون عليهم من كل باب ، وأما قولك يا أمير المؤمنين : إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية . ليس هذا لبني آدم خاصة قال الله عز وجل : الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ، والملائكة يؤمنون ، وقال في سورة الجن : فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا ، ثم جمع الخلائق كلهم فقال عز وجل : إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية . فهم خير الملإ في الجن والإنس .