[ ص: 226 ] سياق
ما روي - من كرامات سفيان بن سعيد الثوري - رحمه الله
161 - أخبرنا عبد الوهاب بن علي قال : أنا قال : قرئ على يوسف بن عمر أبي الحسن المصري - وأنا أسمع - : حدثكم قال : ثنا يوسف بن موسى عبد الله بن خبيق الأنطاكي قال : حدثني أبو علي السجستاني ، عن عبد الرحمن بن يعقوب بن إسحاق بن أبي عباد المكي ، قال : قدم علينا من هراة شيخ صدوق ، ( قال : دخلت زمزم ، فإذا بشيخ ينزع الدلو الذي يلي الركن ، فلما شرب أدخل الدلو ، فأخذت فضلته فشربتها فإذا بسويق لوز لم أذق قط أطيب منه ، ثم التفت فإذا الشيخ قد ذهب ، ثم عدت من الغد في السحر فجلست إلى بئر زمزم ، فإذا الشيخ قد دخل من باب زمزم قد سدل ثوبه على وجهه فأتى البئر فنزع بالدلو فأخذت فضلته فشربت فإذا ماء مضروب بعسل لم أذق قط أطيب منه ، [ ص: 227 ] ثم التفت فإذا الشيخ قد ذهب ، ثم عدت من الغد في السحر فجلست إلى بئر زمزم ، فإذا الشيخ قد دخل من باب زمزم قد سدل ثوبه على وجهه فأتى البئر فنزع بالدلو ، فأخذت ملحفته ، فلففتها على يدي وأخذت فضلته فشربته ، فإذا لبن مضروب بالسكر لم أذق قط أطيب منه ، فقلت : أيا شيخ ، بحق هذه البنية عليك من أنت ؟ قال : تكتم علي ؟ قلت : نعم ، قال : حتى أموت ؟ قلت : نعم ، قال : أنا . سفيان الثوري
162 - أخبرنا أحمد بن محمد بن الخليل قال : ثنا محمد بن أحمد بن سلمة ، قال : سمعت أبا نصر أحمد بن سهل بن حمدويه يقول : سمعت أبا الحسن علي بن الحسن بن عبدة النجار يقول : سمعت يقول : كنت أبا عبد الله محمد بن أحمد بن حفص بالبصرة في مجلس ومعنا عارم بن الفضل ، فقال لي أحمد بن شبويه المروزي أحمد بن شبويه : أفيدك فائدة حسنة تريدها ؟ قلت : نعم ، [ ص: 228 ] فأقبل على ، فقال : يا عارم أبا النعمان ، كيف كان قصة الطير ، ؟ فقال : نعم نعم ، فأومأ برأسه ، وأومأ وسفيان الثوري أبو عبد الله أحمد بن حفص برأسه ، وأومأ علي بن الحسن بن عبدة برأسه ، وأومأ أحمد بن سهل برأسه ، فقال : كان قدم ههنا سفيان الثوري البصرة فارا من القوم ، فاستخفى في بعض بيوت أصحابنا وكان لابن صاحب المنزل طير يلعب به ، فقال له سفيان يوما : إن لي إليك حاجة ، قال : ما هي ؟ قال : أحب أن تستوهب هذا الطير من أبيك وتهبه لي قال : نعم ، فاستوهب ذلك الطير من أبيه فوهبه لسفيان ، فقبضه سفيان فأطاره ، فطار وخرج من الكوة ، فكان ذلك دأبه يسرح بالنهار ... أمره فخرجوا إلى جنازته بشر كثير ، فلما صلوا عليه ، ودفنوه وأهيل عليه التراب ، وانصرف الناس ، ويأتي ذلك الطير حتى قعد على قبر سفيان كئيبا حزينا ، ثم طار فذهب ، فكان ذلك دأبه كل يوم حتى مات ذلك الطير فعمد صاحبه فدفنه إلى جنب سفيان الثوري ، وأومأ الشيخ برأسه .