[ ص: 276 ] سياق
ما روي - من كرامات شاب وصيف لمعروف الكرخي - رضي الله عنهما
217 - أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب ، أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الله بن إسماعيل البزار المقرئ ، قال : سمعت أحمد بن علي البزار - يعرف بوكيع ، يفهم الحديث جدا ، قال : سمعت أحمد بن علي الجلا يقول : سمعت أبي يقول : كنت جالسا عند معروف يوما فجاء رجل فقال : يا أبا محفوظ ، رأيت أمس عجبا ، قال : ماذا رأيت ؟ قال : اشتهى أهلي سمكا فخرجت إلى باب الكرخ فأخذت [ ............ ] يذكر الله [ ص: 277 ] فمر بنا بمسجد يؤذن فيه الظهر فقال : يا عم هل لك من أن تصلي ؟ فقلت : صبي يدعوني إلى الصلاة ولا أجيبه ! فقلت : نعم ، فوضع الطبق والسمكة على باب المسجد ودخل المسجد فلم يزل يركع وأنا أحفظ السمكة ، فلما أقيمت الصلاة قلت : صبي توكل على الله في طبقه ولا أتوكل عليه في سمكتي ؟ فدخلت ، فصليت ، وخرجت ، فإذا هي بحالها ، فأخذها على رأسه ، ثم عاد إلى ما كان عليه من الذكر إلى أن وصلت إلى منزلي ، وأخبرت أهلي خبره ، فقالوا لي : قل له يأكل معنا ، فقلت له : إنهم يسألوني أن تفطر عندهم ، قال : نعم ، فأين طريق المسجد ؟ فدللته على المسجد فلم يزل راكعا وساجدا إلى العصر ، فلما صلى العصر جعل رأسه بين ركبتيه ثم لم يزل كذلك إلى المغرب ، فلما صليت المغرب قلت : هل لك في الحضور للإفطار ، قال : قد جرت لي عادة إن حملتني عليها فأنا أجيبك ، قلت : ما هي ؟ قال : عادة قد جرت لي أن أفطر بعد عشاء الآخرة فصبرت له ، قال : وكنت قد أعددت في بيتي ما يحتاج إليه ، فلما صلى أخذته إلى البيت وزرفت عليه الباب وكانت لنا ابنة لا تبطش بيدها ، ولا تمشي برجليها عمياء ، قطعة لحم قد أتى لها أربعة [ ص: 278 ] وعشرون سنة ... لا تنام في جوف الليل ، فإذا بداق يدق علينا باب البيت ، فقلنا من هذا ؟ قالت فلانة ، فناديناها فإذا هي تمشي وتبطش ، وتبصر ، فقلنا ما شأنك ؟ فقالت : ما أدري إلا أني سهرت في جوف الليل فألقي في نفسي : سلي الله بحق ضيفكم ، فقلت : اللهم بحق ضيفنا إلا أطلقتني فأنا كما ترون ، قال : فبادرت إلى البيت فإذا الغلام ليس [ ...... ] صغار وكبار ، هذا أو نحوه . 217 م - ... . القاسم الضبي ، حدثني رجل صدوق وحلف .... علي كما حدث به أنه رأى في طريق مكة هميانا ، قال : فنزلت لآخذه ، قال : فانقلب حجرا ، فصعدت إلى محملي فاطلعت من فوق المحمل فإذا بهميان حقيقة ، فنزلت من الرأس فانقلب حجرا [ ص: 279 ] فرآني عديلي وأنا مبهوت ، لما صعدت المحمل فقال : ما لك ؟ فحدثته بذلك فاطلع فرآه هميانا ، ونزل ليأخذه فانقلب حجرا ، فتركناه ، فإذا برجل خراساني يعدو ويلهث ، فلم يكن أكثر من أن رأى هميانه فأخذه ، وقال : مال مزكى حفظه الله .
218 - أخبرنا أحمد ، قال : ثنا أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن جعفر ، سمعت ، يقول : كان لي حبشي نافذ في الثمانين ، ثقة فحكى لنا أنه اقتضى في يوم خميس من الجانبين نحوا من خمسمائة دينار وأنه شاهد سكينا جيدا في طريقه فاشتراه ، قال : فقضي أنني في الفرضة صادفت مسجدا تقام فيه الصلاة فدخلت فتركت الكيس ، والسكين جميعا ، فلما حضرت بين يدي أستاذي مددت يدي إلى كمي فلم أجد الكيس وذكرت تركي له مع السكين في القبلة فرجعت مسرعا فإذا بذلك السكين بين يدي رجل ، فتعلقت به وقلت : هو لي فأين الكيس ؟ فحلف ما رأى كيسا فاستصحبته إلى المسجد ، فإذا بالناس على كثرتهم والكيس موضوع خلف صاحبي ما كان إلا السكين فأخذت الجميع . أبا بكر بن شاذان