( ) قوم لم يتدينوا بمعرفة آية من كتاب الله في تلاوة أو دراية ، ولم يتفكروا في معنى آية ففسروها أو تأولوها على معنى اتباع من سلف من صالح علماء الأمة إلا على ما أحدثوا من آرائهم الحديثة ، ولا اغبرت أقدامهم في طلب سنة ، أو عرفوا من شرائع الإسلام مسألة . جهل المعتزلة بالكتاب والسنة
فيعد رأي هؤلاء حكمة وعلما وحججا وبراهين ، ويعد كتاب الله وسنة رسوله حشوا وتقليدا ، وحملتها [ ص: 12 ] جهالا وبلها - ذلك - ظلما وعدوانا وتحكما وطغيانا .
ثم تكفيره للمسلمين بقول هؤلاء ، إذ لا حجة عندهم بتكفير الأمة إلا مخالفتهم قولهم من غير أن يتبين لهم خطؤهم في كتاب أو سنة ، وإنما وجه خطئهم عندهم إعراضهم عما نصبوا من آرائهم لنصرة جدلهم ، وترك اتباعهم لمقالتهم ، واستحسانهم لمذاهبهم ، فهو كما قال الله - عز وجل : ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزي ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق ) .