[ ص: 583 ] سياق
ما روي في تكفير المشبهة
931 - أخبرنا أحمد بن محمد بن الجراح ، أخبرنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، ثنا نصر بن علي ، أخبرني أبي ، حدثني شعبة قال :
[ ص: 584 ] قال لي : ما عندك في قوله : ( الأعمش فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به ) ؟ فقلت : حدثني أبو حمزة قال :
قال لي : لا تقل : ( ابن عباس فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به ) ؛ فإنه ليس لله مثل ولكن قل : فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا .
[ ص: 585 ] 932 - ذكره عبد الرحمن قال : ثنا أبي قال : ثنا عبد الرحمن بن عمر الأصبهاني ، قال : سمعت ، يقول لفتى من ولد عبد الرحمن بن مهدي : مكانك ، فقعد حتى تفرق الناس : جعفر بن سليمان
ثم قال : تعرف ما في هذه الكورة من الأهواء ، والاختلاف ، وكل ذلك يجري مني على بال رضي إلا أمرك وما بلغني ، فإن الأمر لا يزال ( هينا ) ما لم يصر إليكم ، ( يعني السلطان ) ، فإذا صار إليكم ) جل وعظم :
فقال : يا أبا سعيد وما ذاك ؟
قال : بلغني أنك تتكلم في الرب تبارك وتعالى وتصفه وتشبهه ، فقال الغلام : نعم ، فأخذ يتكلم في الصفة :
فقال : رويدك يا بني ، حتى نتكلم أول شيء في المخلوق ، فإذا عجزنا عن المخلوقات ، فنحن عن الخالق أعجز وأعجز :
[ ص: 586 ] أخبرني عن حديث حدثنيه شعبة ، عن الشيباني قال : سمعت زرا قال :
قال عبد الله " في قوله ( لقد رأى من آيات ربه الكبرى )
قال : رأى جبريل له ستمائة جناح ؟
قال : نعم ، فعرف الحديث ، فقال عبد الرحمن صف لي خلقا من خلق الله له ستمائة جناح :
فبقي الغلام ينظر إليه :
فقال عبد الرحمن : يا بني ، فإني أهون عليك المسألة ، وأضع عنك خمسمائة ( وسبعة ) وتسعين ، صف لي خلقا بثلاثة أجنحة ركب الجناح الثالث منه موضعا غير الموضعين اللذين ركبهما الله ، حتى أعلم :
فقال : يا أبا سعيد ، نحن قد عجزنا عن صفة المخلوق ونحن عن صفة الخالق أعجز وأعجز :
فأشهدك أني قد رجعت عن ذلك وأستغفر الله .
933 - ذكره عبد الرحمن قال : ثنا إسماعيل بن أبي الحارث ، ثنا ، قال : ثنا سويد بن سعيد ، قال : تكلم علي بن عاصم داود الجواربي في التشبيه فاجتمع فيها أهل واسط ، منهم [ ص: 587 ] محمد بن يزيد ، ، وخالد الطحان وهشيم ، وغيرهم ، فأتوا الأمير وأخبروه بمقالته ، فأجمعوا على سفك دمه :
فمات في أيامه ، فلم يصل عليه علماء أهل واسط .
934 - ذكره عبد الرحمن قال : ثنا ، قال : سمعت أحمد بن سنان ، يقول : كنت قاعدا عند شاذ بن يحيى الواسطي ، فجاء رجل فقال : يا يزيد بن هارون أبا خالد ما تقول في الجهمية ؟
قال : " يستتابون ، إن الجهمية غلت ففرغت في غلوها إلى أن نفت ، وإن المشبهة غلت ففرغت في غلوها حتى مثلت :
فالجهمية يستتابون ، والمشبهة كذي ، رماهم بأمر عظيم " .
935 - ذكره عبد الرحمن قال : ( حدثنا ) يوسف بن إسحاق بن الحجاج ، قال : أخبرنا أحمد بن الوليد ، ( عن محمد بن الوليد ) ، عن محمد بن عمر بن كميت ، قال : سمعت وكيعا ، يقول : وصف داود الجواربي :
يعني الرب عز وجل ، فكفر في صفته ، فرد عليه فكفر المريسي في رده عليه ، إذ قال : هو في كل شيء " . المريسي
936 - ذكره عبد الرحمن قال : ثنا عبد الله بن محمد بن الفضل الصيداوي ، قال : قال : " من شبه الله بشيء من خلقه فقد كفر ، ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر ، فليس ما وصف الله به نفسه [ ص: 588 ] ورسوله تشبيه " . نعيم بن حماد
937 - ذكره عبد الرحمن قال : ثنا أحمد بن سلمة ، قال : سمعت ، يقول : " من وصف الله فشبه صفاته بصفات أحد من خلق الله فهو كافر بالله العظيم ، لأنه وصف لصفاته ، إنما هو استسلام لأمر الله ولما سن الرسول " . إسحاق بن إبراهيم بن راهويه
938 - قال : وسمعت 927 إسحاق ، يقول : " علامة جهم وأصحابه دعواهم على أهل الجماعة ، وما أولعوا به من الكذب ، إنهم مشبهة بل هم المعطلة ولو جاز أن يقال لهم : هم المشبهة لاحتمل ذلك ، وذلك أنهم يقولون : إن الرب تبارك وتعالى في كل مكان بكماله في أسفل الأرضين وأعلى السماوات على معنى واحد وكذبوا في ذلك ولزمهم الكفر :
939 - ذكره عبد الرحمن قال : سمعت أبي يقول : علامة الجهمية تسميتهم أهل السنة مشبهة ، وعلامة القدرية تسميتهم أهل السنة مجبرة ، وعلامة المرجئة تسميتهم أهل السنة نقصانية ، وعلامة المعتزلة تسميتهم أهل السنة حشوية ، وعلامة الرافضة تسميتهم أهل السنة نابتة .