[ ص: 241 ] قالوا : وعلى لسانه أيضا قائلا : ( ) . وكان روح الله ترف على الماء
فيقال هذا في السفر الأول " سفر الخليقة " في أوله ، لما ذكر أنه في البدء خلق السماوات والأرض ، وأنه كانت الأرض مغمورة بالماء ، وكانت روح الله ترف على الماء ، أخبر أنه كان الماء فوق التراب والهواء فوق الماء ، وروح الله هي الريح التي كانت فوق الماء .
هذا تفسير جميع الأمم من المسلمين واليهود وعقلاء النصارى ، ولفظ الكلمة بالعبرية " روح " بضم الراء وتشديد الواو ، وهي الروح ، والريح تسمى روحا ، وجمعها أرواح ، ولم يرد بذلك أن حياة الله كانت ترف على الماء .
فإن هذا لا يقوله عاقل ، فإن والذي يرف على الماء ، جسم قائم بنفسه ، وهذا إخبار عن الريح التي كانت تتحرك فوق الماء . حياة الله صفة قائمة به لا تفارقه ولا تقوم بغيره فيمتنع أن تقوم بماء أو غيره فضلا عن أن ترف على الماء
ومثل هذا قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : وقوله : إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن لا تسبوا الريح [ ص: 242 ] فإنها من روح الله تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب فلا تسبوها ولكن تعوذوا بالله من شرها وسلوا الله خيرها