[ ص: 237 ] فصل
داود في مزاميره - وهي الزبور - : من أجل هذا بارك الله عليه إلى الأبد ، فتقلد - أيها الجبار - بالسيف ؛ لأن البهاء لوجهك ، والحمد الغالب عليك . اركب كلمة الحق وسمة التأله ، فإن ناموسك وشرائعك مقرونة بهيبة يمينك ، وسهامك مسنونة ، والأمم يخرون تحتك . وقال
قالوا : فليس متقلد السيف من الأنبياء بعد داود سوى محمد - صلى الله عليه وسلم - وهو الذي خرت الأمم تحته ، وقرنت شرائعه بالهيبة ، كما قال - صلى الله عليه وسلم - : " " . وقد أخبر نصرت بالرعب مسيرة [ ص: 238 ] شهر داود أنه له ناموسا وشرائع ، وخاطبه بلفظ الجبار ، إشارة إلى قوته وقهره لأعداء الله ، بخلاف المستضعف المقهور .
وهو - صلى الله عليه وسلم - نبي الرحمة ، ونبي الملحمة . وأمته أشداء على الكفار رحماء بينهم ، أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين . بخلاف من كان ذليلا للطائفتين من النصارى المقهورين مع الكفار ، أو كان عزيزا على المؤمنين من اليهود ، بل كان مستكبرا كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم كذبوا فريقا وقتلوا فريقا .