[ ص: 260 ] قالوا : أشعياء النبي - ونص على خاتم النبوة - : " ولد لنا غلام ، يكون عجبا وبشرا ، والشامة على كتفيه ، أركون السلام ، إله جبار ، وسلطانه سلطان السلام ، وهو ابن عالمه ، يجلس على كرسي وقال داود .
قالوا : الأركون ، هو العظيم بلغة الإنجيل ، والأراكنة المعظمون . ولما أبرأ المسيح مجنونا من جنونه ، قال اليهود : " إن هذا لا يخرج الشياطين من الآدميين إلا بأركون الشياطين " يعنون عظيمهم . وقال المسيح في الإنجيل : " إن أركون العالم يدان " يريد إما إبليس [ ص: 261 ] أو الشرير العظيم الشر من الآدميين ، وسماه إلها على نحو قول التوراة : " إن الله جعل موسى إلها لفرعون " ؛ أي حاكما عليه ومتصرفا فيه ، وعلى نحو قول داود للعظماء من قومه : " إنكم آلهة " .
فقد أشعياء بصحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ووصفه بأخص علاماته وأوضحها ، وهي شامته ، فلعمري لم تكن الشامة شهد لسليمان ، ولا للمسيح ، وقد وصفه بالجلوس على كرسي داود ، يعني أنه سيرث بني إسرائيل ، نبوتهم وملكهم ، ويبتزهم رياستهم .