الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
[ ص: 260 ] قالوا : وقال أشعياء النبي - ونص على خاتم النبوة - : " ولد لنا غلام ، يكون عجبا وبشرا ، والشامة على كتفيه ، أركون السلام ، إله جبار ، وسلطانه سلطان السلام ، وهو ابن عالمه ، يجلس على كرسي داود .

قالوا : الأركون ، هو العظيم بلغة الإنجيل ، والأراكنة المعظمون . ولما أبرأ المسيح مجنونا من جنونه ، قال اليهود : " إن هذا لا يخرج الشياطين من الآدميين إلا بأركون الشياطين " يعنون عظيمهم . وقال المسيح في الإنجيل : " إن أركون العالم يدان " يريد إما إبليس [ ص: 261 ] أو الشرير العظيم الشر من الآدميين ، وسماه إلها على نحو قول التوراة : " إن الله جعل موسى إلها لفرعون " ؛ أي حاكما عليه ومتصرفا فيه ، وعلى نحو قول داود للعظماء من قومه : " إنكم آلهة " .

فقد شهد أشعياء بصحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ووصفه بأخص علاماته وأوضحها ، وهي شامته ، فلعمري لم تكن الشامة لسليمان ، ولا للمسيح ، وقد وصفه بالجلوس على كرسي داود ، يعني أنه سيرث بني إسرائيل ، نبوتهم وملكهم ، ويبتزهم رياستهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية