قال ابن القيم رحمه الله تعالى : المذهب السادس الكرامية ) ، وهو أنه متعلق بالمشيئة والقدرة ، قائم بذات الرب تعالى ، وهو حروف وأصوات مسموعة ، وهو حادث بعد أن لم يكن ، فهو عندهم متكلم بقدرته ومشيئته بعد أن لم يكن فاعلا ، كما ألزموا به مذهب ( الكرامية في مسألة الكلام ، فهو لازم لهم في مسألة الفعل ، والكرامية أقرب إلى الصواب منهم ، فإنهم أثبتوا كلاما وفعلا حقيقة قائمين بذات المتكلم الفاعل ، وجعلوا لها أولا فرارا من القول بحوادث لا أول [ ص: 379 ] لها ، ومنازعوهم أبطلوا حقيقة الكلام والفعل ، وقالوا لم يقم به فعل ولا كلام البتة ، وأما من أثبت منهم معنى قائما بنفسه - سبحانه - فلو كان ما أثبته مفعولا ، لكان من جنس الإرادة والعلم لم يكن شيئا خارجا عنهما ، فهم لم يثبتوا لله كلاما ولا فعلا ، وأما الكرامية فإنهم جعلوه متكلما بعد أن لم يكن متكلما ، كما جعله خصومهم فاعلا بعد أن لم يكن فاعلا .