ومن ذلك  التصريح بنزوله - تبارك وتعالى      - كما في الصحيحين ، عن   أبي هريرة     - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل ، فيقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له ؟  وقد ثبت في ذلك أحاديث كثيرة عن نحو ثلاثين صحابيا ، وقد ثبت أيضا نزوله - تعالى - ليلة النصف من شعبان ، وعشية عرفة ، وعند فناء الخلق ، حين ينزل إلى السماء الدنيا فينادي : لمن الملك اليوم ؟ لله الواحد      [ ص: 167 ] القهار ، وكذا نزوله - تعالى - لفصل القضاء بين عباده كما يشاء ، وعلى ما يليق بجلاله وعظمته ، وسيأتي إن شاء الله - تعالى - بسط ذلك كله في آخر هذا الفصل من المتن .  
ومن ذلك تنزل الملائكة ، ونزول الأمر من عنده ، وتنزيل الكتاب منه تبارك وتعالى ، قال الله عز وجل : (ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده      ) ، ( النحل : 2 ) ، وقال حكاية عنهم : (  وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك      ) ، ( مريم : 64 ) ، وقال تعالى : (  يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه      ) ، ( السجدة : 5 ) الآية ، وقال تعالى : (  الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن      ) ، ( الطلاق : 12 ) ، وقال تعالى : (  ياأيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا      ) ، ( النساء : 136 ) ، وقال تعالى : (  نزل عليك الكتاب بالحق      ) ، ( آل عمران 3 ) ، (  كتاب أنزلناه إليك      ) ، ( إبراهيم : 1 ) ، (  وهذا ذكر مبارك أنزلناه      ) ، ( الأنبياء : 50 ) ، (  تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين      ) ، ( السجدة : 2 ) ، (  تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم      ) ، ( الزمر : 1 ) ، (  إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين      ) ، ( الزمر : 2 ) ، (  تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم      ) ، ( غافر : 2 ) ، (  تنزيل من الرحمن الرحيم      ) ، ( فصلت : 2 ) ، (  تنزيل من حكيم حميد      ) ، ( فصلت : 42 ) ، (  وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا      ) ، ( الإسراء : 106 ) ، (  وإنه لتنزيل رب العالمين      ) ، ( الشعراء : 192 ) ، (  نزل به الروح الأمين   على قلبك لتكون من المنذرين      ) ، ( الشعراء : 193 ) ، وغير ذلك من الآيات .  
وفي الصحيح عن   ابن عباس  رضي الله عنهما :  بلغ  أبا ذر  مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لأخيه : اعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه يأتيه الخبر من [ ص: 168 ] السماء     . وقد تقدم في حديث الذهيبة قوله صلى الله عليه وسلم :  يأتيني خبر السماء صباحا ومساء     . وفي الصحيح قال  المغيرة  رضي الله عنه :  أخبرنا نبينا  محمد      - صلى الله عليه وسلم - عن رسالة ربنا - تبارك وتعالى - أنه من قتل منا ، صار إلى الجنة     . وفيه قالت  عائشة     - رضي الله عنها :  من حدثك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كتم شيئا من الوحي ، فلا تصدقه ، إن الله - تعالى - يقول : (  ياأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس      )  ، وفيه من حديث   ابن مسعود     - رضي الله عنه -  قال رجل : يا رسول الله ، أي الذنب أعظم ؟ وذكر الحديث إلى أن قال : فأنزل الله تصديقها : (  والذين لا يدعون مع الله إلها آخر      )  الآيات ، وغير ذلك من نصوص الكتاب والسنة .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					