فصل : النوع الثاني من الخطاب المسموع : ، وقد يكون المخاطب جنيا مؤمنا صالحا ، وقد يكون شيطانا ، وهذا أيضا نوعان : خطاب الهواتف من الجان
أحدهما : أن يخاطبه خطابا يسمعه بأذنه .
[ ص: 71 ] والثاني : أن يلقي في قلبه عندما يلم به ، ومنه وعده وتمنيته حين يعد الإنسي ويمنيه ، ويأمره وينهاه ، كما قال تعالى يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا وقال الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء وللقلب من هذا الخطاب نصيب ، وللأذن أيضا منه نصيب ، والعصمة منتفية إلا عن الرسل ، ومجموع الأمة .
فمن أين للمخاطب أن هذا الخطاب رحماني ، أو ملكي ؟ بأي برهان ؟ أو بأي دليل ؟ والشيطان يقذف في النفس وحيه ، ويلقي في السمع خطابه ، فيقول المغرور المخدوع : قيل لي وخوطبت ، صدقت لكن الشأن في القائل لك والمخاطب ، وقد قال رضي الله عنه عمر بن الخطاب لغيلان بن سلمة وهو من الصحابة لما طلق نساءه ، وقسم ماله بين بنيه : إني لأظن الشيطان فيما يسترق من السمع سمع بموتك ، فقذفه في نفسك . فمن يأمن القراء بعدك يا شهر ؟ .