[ ص: 8 ] فصل
قال : . وتزري بالأعواض والدرجات . وتنحو عن النعوت نحو الذات . الدرجة الثالثة : همة تتصاعد عن الأحوال والمعاملات
أي هذه الهمة أعلى من أن يتعلق صاحبها بالأحوال التي هي آثار الأعمال والواردات ، أو يتعلق بالمعاملات . وليس المراد تعطيلها . بل القيام بها مع عدم الالتفات إليها ، والتعلق بها .
ووجه صعود هذه المهمة عن هذا : ما ذكره من قوله : تزري بالأعواض والدرجات ، وتنحو عن النعوت نحو الذات ، أي صاحبها لا يقف عند عوض ولا درجة . فإن ذلك نزول من همته . ومطلبه أعلى من ذلك . فإن صاحب هذه الهمة قد قصر همته على المطلب الأعلى ، الذي لا شيء أعلى منه . والأعواض والدرجات دونه . وهو يعلم أنه إذا حصل له فهناك كل عوض ودرجة عالية .
وأما نحوها نحو الذات فيريد به : أن صاحبها لا يقتصر على شهود الأفعال والأسماء والصفات . بل الذات الجامعة لمتفرقات الأسماء والصفات والأفعال . كما تقدم . والله أعلم .