وهي ؛ فإن الناس كلهم في هذه الدار غرباء ، فإنها ليست لهم بدار مقام ، ولا هي الدار التي خلقوا لها ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم الغربة عن الوطن رضي الله عنهما : لعبد الله بن عمر . وهكذا هو في نفس الأمر ؛ لأنه أمر أن يطالع ذلك بقلبه ويعرفه حق المعرفة ، ولي من أبيات في هذا المعنى : كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
وحي على جنات عدن فإنها منازلك الأولى وفيها المخيم ولكننا سبي العدو فهل ترى
نعود إلى أوطاننا ونسلم وأي اغتراب فوق غربتنا التي
لها أضحت الأعداء فينا تحكم وقد زعموا أن الغريب إذا نأى
وشطت به أوطانه ليس ينعم فمن أجل ذا لا ينعم العبد ساعة
من العمر إلا بعد ما يتألم
وما هذه الأيام إلا مراحل يحث بها داع إلى الموت قاصد
وأعجب شيء لو تأملت أنها منازل تطوى والمسافر قاعد