وأما أو نحوه فهو أن يجيب صاحبه إذا دعاه ولا يشترط فيه الإمساك على صاحبه حتى لو أخذ الصيد فأكل منه فلا بأس بأكل صيده بخلاف الكلب ونحوه ، والفرق من وجوه : أحدها أن التعلم بترك العادة والطبع ، والبازي من عادته التوحش من الناس والتنفر منهم بطبعه فإلفه بالناس وإجابته صاحبه إذا دعاه يكفي دليلا على تعلمه بخلاف الكلب فإنه ألوف بطبعه يألف بالناس ولا يتوحش منهم فلا يكفي هذا القدر دليل التعلم في حقه فلا بد من زيادة أمر وهو ترك [ ص: 55 ] الأكل ، والثاني أن البازي إنما يعلم بالأكل فلا يحتمل أن يخرج بالأكل عن حد التعليم بخلاف الكلب والثالث أن الكلب يمكن تعليمه بترك الأكل بالضرب ; لأن جثته تتحمل الضرب والبازي لا ; لأن جثته لا تتحمل ، وقد روي عن سيدنا تعليم ذي المخلب كالبازي علي وابن عباس رضي الله عنهم أنهم قالوا : إذا أكل الصقر فكل وإن أكل الكلب فلا تأكل . وسلمان الفارسي