الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                معلومات الكتاب

                                                                                                                                بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

                                                                                                                                الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                ولو قال : عبدي هذا حر إن دخلت هذه الدار ، فقال آخر : علي مثل ذلك إن دخلت هذه الدار ، فدخل الثاني - لم يعتق عبده ; لأنه أوجب على نفسه بدخول الدار عتقا غير معين ، فكان له أن يخرج منه بشراء عبد يعتقه فلا يتعلق العتق بعبيده الموجودين لا محالة ، وإذا لم يتعلق بهم لا يلزمه عتق في ذمته ; لأنه لو لزمه لم يكن ذلك مثل ما فعله الحالف .

                                                                                                                                ولو أن رجلا قال : لله علي نسمة إن دخلت هذه الدار ، فقال آخر : علي مثل ذلك إن دخلت - فهذا لازم للأول ولازم للثاني ; أيهما دخل لزمه نسمة ; لأن الأول أوجب [ ص: 90 ] عتقا في ذمته ، وذلك مما يجب بالنذر ، وإذا أوجب آخر مثله وجب عليه ، بخلاف الفصل الأول ; لأن ثمة ما أوجب العتق بل علق ، فلا يكون على الثاني إيجاب ; لأنه ليس بمثل .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية