( وأما ) الاستدبار فعن رضي الله عنه فيه روايتان في رواية يكره وفي رواية لا يكره لما روى أبي حنيفة رضي الله تعالى عنهما أنه { عبد الله ابن سيدنا عمر الشام مستدبر القبلة } ولأن فرجه لا يوازي رأى النبي عليه الصلاة والسلام مستقبل وإنما يوازي الأرض بخلاف حالة الاستقبال هذا إذا كان في الفضاء فإن كان في البيوت فكذلك عندنا وعند القبلة حالة الاستدبار عليه الرحمة لا بأس بالاستقبال في البيوت واحتج بما روى الشافعي رضي الله تعالى عنهما سئل عن ذلك فقال إنما ذلك في الفضاء عبد الله ابن سيدنا عمر
( ولنا ) ما روينا من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مطلقا من غير فصل بين الفضاء والبيوت والعمل بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى من العمل بقول الصحابي ولأن الفارق بين الفضاء وبين البيوت إن كان وجود الحائل من الجدار ونحوه فقد وجد الحائل في الفضاء وهو الجبال وغيرها ولم يمنع الكراهة فكذا هذا .