الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                معلومات الكتاب

                                                                                                                                بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

                                                                                                                                الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                ( ومنها ) إذا اشترى نخلا بكر من تمر فلم يقبض النخل حتى أثمر النخل كرا فقبض النخل مع الكر الحادث لا يطيب الكر ، وعليه أن يتصدق به عندنا ; لأن التمر الحادث عندنا زيادة متولدة من المبيع فكان مبيعا ، وله عند القبض حصة من الثمن كما لغيره من الزوائد ، والثمر من جنسه زيادة عليه فلو قسم على النخل والكر الحادث يصير ربا فيفسد البيع في الكر الحادث ، ولا يفسد في النخل بخلاف ما إذا باع نخلا وكرا من تمر بكر من تمر أن العقد يفسد في التمر ، والنخل جميعا لأن هناك الربا دخل في العقد باشتراطهما ، وصنعهما ; لأن بعض المبيع مال الربا ، وهو التمر ، والتمر مقسوم عليهما ، فيتحقق الربا ، وإدخال الربا في العقد يفسد العقد كله وههنا البيع كان صحيحا في الأصل ; لأن الثمن خلاف جنس المبيع ، وهو النخل وحده إلا أنه لما زاد بعد العقد صار مبيعا في حال البقاء لا بصنعهما ، فيفسد في الكر الحادث ، ويقتصر الفساد عليه .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية