جمح : جمحت المرأة تجمح جماحا من زوجها : خرجت من بيته إلى أهلها قبل أن يطلقها ، ومثله طمحت طماحا ; قال :
إذا رأتني ذات ضغن حنت وجمحت من زوجها وأنت
وفرس جموح إذا لم يثن رأسه . وجمح الفرس بصاحبه جمحا وجماحا : ذهب يجري جريا غالبا واعتز فارسه وغلبه . وفرس جامح وجموح ، الذكر والأنثى في جموح سواء ; وقال الأزهري عند النعتين : الذكر والأنثى فيه سواء ; وكل شيء مضى لشيء على وجهه فقد جمح به ، وهو جموح ; قال :
إذا عزمت على أمر جمحت به لا كالذي صد عنه ثم لم ينب
والجموح من الرجال : الذي يركب هواه فلا يمكن رده ; قال الشاعر :
خلعت عذاري جامحا لا يردني عن البيض أمثال الدمى زجر زاجر
وجمح إليه أي : أسرع . وقوله تعالى : لولوا إليه وهم يجمحون ; أي : يسرعون ; وقال : يسرعون إسراعا لا يرد وجوههم شيء ، ومن هذا قيل : فرس جموح ، وهو الذي إذا حمل لم يرده اللجام . ويقال : جمح وطمح إذا أسرع ولم يرد وجهه شيء . قال الزجاج الأزهري : فرس جموح له معنيان : أحدهما يوضع موضع العيب ، وذلك إذا كان من عادته ركوب الرأس ، لا يثنيه راكبه . وهذا من الجماح الذي يرد منه بالعيب ، والمعنى الثاني في الفرس الجموح أن يكون سريعا نشيطا مروحا ، وليس بعيب يرد منه ، ومصدره الجموح ; ومنه قول امرئ القيس :
جموحا مروحا وإحضارها كمعمعة السعف الموقد
وإنما مدحها فقال :
وأعددت للحرب وثابة جواد المحثة والمرود
ثم وصفها فقال : جموحا مروحا أو سبوحا أي : تسرع براكبها . وفي الحديث : أنه جمح في أثره أي : أسرع إسراعا لا يرده شيء . وجمحت السفينة تجمح جموحا : تركت قصدها فلم يضبطها الملاحون . وجمحوا بكعابهم : كجبحوا . وتجامح الصبيان بالكعاب إذا رموا كعبا بكعب حتى يزيله عن موضعه . والجماميح : رءوس الحلي والصليان ; وفي التهذيب : مثل رءوس الحلي والصليان ونحو ذلك مما يخرج على أطرافه شبه السنبل ، غير أنه لين كأذناب الثعالب ، واحدته جماحة . والجماح : شيء يتخذ من الطين الحر أو التمر والرماد فيصلب ويكون في رأس المعراض يرمى به الطير ; قال :
أصابت حبة القلب فلم تخطئ بجماح
وقيل : الجماح تمرة تجعل على رأس خشبة يلعب بها الصبيان ، وقيل : هو سهم أو قصبة يجعل عليها طين ثم يرمى به الطير ; قال رقيع الوالبي :
حلق الحوادث لمتي فتركن لي رأسا يصل كأنه جماح
أي يصوت من املاسه ; وقيل : الجماح سهم صغير بلا نصل مدور الرأس يتعلم به الصبيان الرمي ، وقيل : بل يلعب به الصبيان ، يجعلون على رأسه تمرة أو طينا لئلا يعقر ; قال الأزهري : يرمى به الطائر فيلقيه ولا يقتله حتى يأخذه راميه ; وروت العرب عن راجز من الجن زعموا :
هل يبلغنيهم إلى الصباح هيق كأن رأسه جماح
بزب اللحى جرد الخصى كالجمامح
فأما أن يجمع الجماح على جمامح في غير ضرورة الشعر فلا ; لأن حرف اللين فيه رابع ، وإذا كان حرف اللين رابعا في مثل هذا كان ألفا أو واوا أو ياء ، فلا بد من ثباتها ياء في الجمع والتصغير على ما أحكمته صناعة الإعراب ، فإذا لا معنى لقول أبي حنيفة في جمع جماح جماميح وجمامح ، وإنما غره بيت الحطيئة وقد بينا أنه اضطرار . الأزهري : العرب تسمي ذكر الرجل جميحا ورميحا ، وتسمي هن المرأة شريحا ; لأنه من الرجل يجمح فيرفع رأسه ، وهو منها يكون مشروحا أي : مفتوحا . : الجماح المنهزمون من الحرب ، وأورد ابن الأعرابي ابن الأثير في هذا الفصل ما صورته . وفي حديث عمر بن عبد [ ص: 191 ] العزيز : فطفق يجمح إلى الشاهد النظر أي : يديمه مع فتح العين ، قال : هكذا جاء في كتاب أبي موسى وكأنه ، والله أعلم ، سهو ، فإن الأزهري والجوهري وغيرهما ذكروه في حرف الحاء قبل الجيم ، وفسروه بهذا التفسير ، وهو مذكور في موضعه ; قال : ولم يذكره أبو موسى في حرف الحاء . وقد سموا جماحا وجميحا وجمحا : وهو أبو بطن من قريش .