حبل : الحبل : الرباط ، بفتح الحاء ، والجمع أحبل وأحبال وحبال وحبول ؛ وأنشد الجوهري لأبي طالب :
أمن أجل حبل لا أباك ، ضربته بمنسأة ؟ قد جر حبلك أحبلا
قال : صوابه قد جر حبلك أحبل ؛ قال : وبعده : ابن بري
هلم إلى حكم ابن صخرة ، إنه سيحكم فيما بيننا ، ثم يعدل
والحبل : الرسن ، وجمعه حبول وحبال . وحبل الشيء حبلا : شده بالحبل ؛ قال :
في الرأس منها حبه محبول
ومن أمثالهم يا حابل اذكر حلا أي يا من يشد الحبل اذكر وقت حله . قال : ورواه ابن سيده اللحياني يا حامل ، بالميم ، وهو تصحيف ؛ قال : وذاكرت بنوادر ابن جني اللحياني شيخنا أبا علي فرأيته غير راض بها ، قال : وكان يكاد يصلي بنوادر أبي زيد إعظاما لها ، قال : وقال لي وقت قراءتي إياها عليه ليس فيها حرف إلا ولأبي زيد تحته غرض ما ، قال : وهو كذلك لأنها محشوة بالنكت والأسرار ؛ ابن جني الليث : المحبل الحبل في قول رؤبة :كل جلال يملأ المحبلا
وفي حديث قيس بن عاصم : يغدو الناس بحبالهم فلا يوزع رجل عن جمل يخطمه ؛ يريد الحبال التي تشد فيها الإبل أي يأخذ كل إنسان جملا يخطمه بحبله ويتملكه ؛ قال الخطابي : رواه يغدو الناس بجمالهم ، والصحيح بحبالهم . والحابول : الكر الذي يصعد به على النخل . والحبل : العهد والذمة والأمان وهو مثل الجوار ؛ وأنشد ابن الأعرابي الأزهري :
ما زلت معتصما بحبل منكم من حل ساحتكم بأسباب نجا
بعهد وذمة . والحبل التواصل . : الحبل الوصال . وقال الله ، عز وجل : ابن السكيت واعتصموا بحبل الله جميعا قال أبو عبيد : الاعتصام بحبل الله هو ترك الفرقة واتباع القرآن ، وإياه أراد بقوله : عليكم بحبل الله فإنه كتاب الله . وفي حديث الدعاء : عبد الله بن مسعود ؛ قال يا ذا [ ص: 21 ] الحبل الشديد ابن الأثير : هكذا يرويه المحدثون بالباء ، قال : والمراد به القرآن أو الدين أو السبب ؛ ومنه قوله تعالى : واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ووصفه بالشدة لأنها من صفات الحبال ، والشدة في الدين الثبات والاستقامة ؛ قال الأزهري : والصواب الحيل ، بالياء ، وهو القوة ، يقال حيل وحول بمعنى . وفي حديث الأقرع والأبرص والأعمى : " " ، من الحبل السبب . قال أنا رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري أي انقطعت بي الأسباب أبو عبيد : وأصل الحبل في كلام العرب ينصرف على وجوه منها العهد وهو الأمان . وفي حديث الجنازة : " ؛ كان من عادة العرب أن يخيف بعضها بعضا في الجاهلية ، فكان الرجل إذا أراد سفرا أخذ عهدا من سيد كل قبيلة فيأمن به ما دام في تلك القبيلة حتى ينتهي إلى الأخرى فيأخذ مثل ذلك أيضا ، يريد به الأمان ، فهذا حبل الجوار أي ما دام مجاورا أرضه أو هو من الإجارة الأمان والنصرة ؛ قال : فمعنى قول اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك وحبل جوارك عليكم بحبل الله أي عليكم بكتاب الله وترك الفرقة ، فإنه أمان لكم وعهد من عذاب الله وعقابه ؛ وقال ابن مسعود الأعشى يذكر مسيرا له :
وإذا تجوزها حبال قبيلة أخذت من الأخرى إليك حبالها
وفي الحديث : " بيننا وبين القوم حبال " أي عهود ومواثيق . وفي حديث ذي المشعار : " أتوك على قلص نواج متصلة بحبائل الإسلام " أي عهوده وأسبابه على أنها جمع الجمع . قال : والحبل في غير هذا المواصلة ؛ قال امرؤ القيس :
إني بحبلك واصل حبلي وبريش نبلك رائش نبلي
والحبل : حبل العاتق . قال : حبل العاتق عصب ، وقيل : عصبة بين العنق والمنكب ؛ قال ابن سيده : ذو الرمة
والقرط في حرة الذفرى معلقه تباعد الحبل منها ، فهو يضطرب
وقيل : حبل العاتق الطريقة التي بين العنق ورأس الكتف . الأزهري : حبل العاتق وصلة ما بين العاتق والمنكب . وفي حديث أبي قتادة : فضربته على حبل عاتقه ، قال : هو موضع الرداء من العنق ، وقيل : هو عرق أو عصب هناك . وحبل الوريد : عرق يدر في الحلق ، والوريد عرق ينبض من الحيوان لا دم فيه . الفراء في قوله ، عز وجل : ونحن أقرب إليه من حبل الوريد قال : الحبل هو الوريد فأضيف إلى نفسه لاختلاف لفظ الاسمين ، قال : والوريد عرق بين الحلقوم والعلباوين ؛ الجوهري : حبل الوريد عرق في العنق وحبل الذراع في اليد . وفي المثل : هو على حبل ذراعك أي في القرب منك . : حبل الذراع عرق ينقاد من الرسغ حتى ينغمس في المنكب ؛ قال : ابن سيده
خطامها حبل الذراع أجمع
وحبل الفقار : عرق ينقاد من أول الظهر إلى آخره ؛ عن ثعلب ؛ وأنشد البيت أيضا :
خطامها حبل الفقار أجمع
مكان قوله حبل الذراع ، والجمع كالجمع . وهذا على حبل ذراعك أي ممكن لك لا يحال بينكما ، وهو على المثل ، وقيل : حبال الذراعين العصب الظاهر عليهما ، وكذلك هي من الفرس . : من أمثالهم في تسهيل الحاجة وتقريبها : هو على حبل ذراعك أي لا يخالفك ، قال : وحبل الذراع عرق في اليد ، وحبال الفرس عروق قوائمه ؛ ومنه قول الأصمعي امرئ القيس :
كأن نجوما علقت في مصامه بأمراس كتان إلى صم جندل
والأمراس : الحبال ، الواحدة مرسة ، شبه عروق قوائمه بحبال الكتان ، وشبه صلابة حوافره بصم الجندل ، وشبه تحجيل قوائمه ببياض نجوم السماء . وحبال الساقين : عصبهما . وحبائل الذكر : عروقه . والحبالة : التي يصاد بها ، وجمعها حبائل ، قال : ويكنى بها عن الموت ؛ قال لبيد :
حبائله مبثوثة بسبيله ويفنى إذا ما أخطأته الحبائل
وفي الحديث : ( النساء حبائل الشيطان ) أي مصايده ، واحدتها حبالة ، بالكسر ، وهي ما يصاد بها من أي شيء كان . وفي حديث ابن ذي يزن : ( وينصبون له الحبائل ) . والحابل : الذي ينصب الحبالة للصيد . والمحبول : الوحشي الذي نشب في الحبالة . والحبالة : المصيدة مما كانت . وحبل الصيد حبلا واحتبله : أخذه وصاده بالحبالة أو نصبها له . وحبلته الحبالة : علقته ، وجمعها حبائل ؛ واستعاره الراعي للعين وأنها علقت القذى كما علقت الحبالة الصيد فقال :
وبات بثدييها الرضيع كأنه قذى ، حبلته عينها ، لا ينيمها
وقيل : المحبول الذي نصبت له الحبالة وإن لم يقع فيها . والمحتبل : الذي أخذ فيها ؛ ومنه قول الأعشى :
ومحبول ومحتبل
الأزهري : الحبل مصدر حبلت الصيد واحتبلته إذا نصبت له حبالة فنشب فيها وأخذته . والحبالة : جمع الحبل . يقال : حبل وحبال وحبالة مثل جمل وجمال وجمالة وذكر وذكار وذكارة . وفي حديث عبد الله السعدي : سألت عن أكل الضبع فقال : أويأكلها أحد ؟ فقلت : إن ناسا من قومي يتحبلونها فيأكلونها ، أي يصطادونها بالحبالة . ومحتبل الفرس : أرساغه ؛ ومنه قول ابن المسيب لبيد :
ولقد أغدو ، وما يعدمني صاحب غير طويل المحتبل
أي غير طويل الأرساغ ، وإذا قصرت أرساغه كان أشد . والمحتبل من الدابة : رسغها لأنه موضع الحبل الذي يشد فيه . والأحبول : الحبالة . وحبائل الموت : أسبابه ؛ وقد احتبلهم الموت . وشعر محبل : مضفور . وفي حديث قتادة في صفة الدجال ، لعنه الله : إنه محبل الشعر أي كأن كل قرن من قرون رأسه حبل لأنه جعله تقاصيب [ ص: 22 ] لجعودة شعره وطوله ، ويروى بالكاف محبك الشعر . والحبال : الشعر الكثير . والحبلان : الليل والنهار ؛ قال معروف بن ظالم :
ألم تر أن الدهر يوم وليلة وأن الفتى يمسي بحبليه عانيا ؟
وفي التنزيل العزيز في قصة اليهود وذلهم إلى آخر الدنيا وانقضائها : ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس قال الأزهري : تكلم علماء اللغة في تفسير هذه الآية واختلفت مذاهبهم فيها لإشكالها ، فقال الفراء : معناه ضربت عليهم الذلة إلا أن يعتصموا بحبل من الله فأضمر ذلك ؛ قال : ومثله قوله :
رأتني بحبليها فصدت مخافة وفي الحبل روعاء الفؤاد فروق
أراد رأتني أقبلت بحبليها فأضمر أقبلت كما أضمر الاعتصام في الآية ؛ وروى الأزهري عن أبي العباس أحمد بن يحيى أنه قال : الذي قاله الفراء بعيد أن تحذف أن وتبقى صلتها ، ولكن المعنى إن شاء الله ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا بكل مكان إلا بموضع حبل من الله ، وهو استثناء متصل كما تقول ضربت عليهم الذلة في الأمكنة إلا في هذا المكان ؛ قال : وقول الشاعر رأتني بحبليها فاكتفى بالرؤية من التمسك ، قال : وقال الأخفش إلا بحبل من الله إنه استثناء خارج من أول الكلام في معنى لكن ، قال الأزهري : والقول ما قال أبو العباس . وفي حديث النبي ، صلى الله عليه وسلم : ( ) أي نور ممدود ؛ قال أوصيكم بكتاب الله وعترتي أحدهما أعظم من الآخر وهو كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض أبو منصور : وفي هذا الحديث اتصال كتاب الله ، عز وجل ، وإن كان يتلى في الأرض وينسخ ويكتب ، ومعنى الحبل الممدود نور هداه ، والعرب تشبه النور الممتد بالحبل والخيط ؛ قال الله تعالى : حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر يعني نور الصبح من ظلمة الليل ، فالخيط الأبيض هو نور الصبح إذا تبين للأبصار وانفلق ، والخيط الأسود دونه في الإنارة لغلبة سواد الليل عليه ، ولذلك نعت بالأسود ونعت الآخر بالأبيض ، والخيط والحبل قريبان من السواء ، وفي حديث آخر : " " أي نور هداه ، وقيل : عهده وأمانه الذي يؤمن من العذاب . والحبل : العهد والميثاق . وهو حبل الله المتين الجوهري : ويقال للرمل يستطيل حبل ، والحبل الرمل المستطيل شبه بالحبل . والحبل من الرمل : المجتمع الكثير العالي . والحبل : رمل يستطيل ويمتد . وفي حديث عروة بن مضرس : " أتيتك من جبلي طيئ ما تركت من حبل إلا وقفت عليه ؛ الحبل : المستطيل من الرمل ، وقيل الضخم منه ، وجمعه حبال ، وقيل : الحبال في الرمل كالجبال في غير الرمل ؛ ومنه حديث بدر : صعدنا على حبل أي قطعة من الرمل ضخمة ممتدة . وفي الحديث : وجعل حبل المشاة بين يديه أي طريقهم الذي يسلكونه في الرمل ، وقيل : أراد صفهم ومجتمعهم في مشيهم تشبيها بحبل الرمل . وفي صفة الجنة : فإذا فيها حبائل اللؤلؤ ؛ قال ابن الأثير : هكذا جاء في كتاب ، والمعروف جنابذ اللؤلؤ ، وقد تقدم ، قال : فإن صحت الرواية فيكون أراد به مواضع مرتفعة كحبال الرمل كأنه جمع حبالة ، وحبالة جمع حبل أو هو جمع على غير قياس . البخاري : يقال للموت حبيل براح ؛ ابن الأعرابي : فلان حبيل براح أي شجاع ، ومنه قيل للأسد حبيل براح ، يقال ذلك للواقف مكانه كالأسد لا يفر . والحبل والحبل : الداهية ، وجمعها حبول ؛ قال ابن سيده كثير :
فلا تعجلي ، يا عز ، أن تتفهمي بنصح أتى الواشون أم بحبول
وقال الأخطل :
وكنت سليم القلب حتى أصابني من اللامعات المبرقات حبول
قال : فأما ما رواه ابن سيده الشيباني خبول ، بالخاء المعجمة ، فزعم الفارسي أنه تصحيف . ويقال للداهية من الرجال : إنه لحبل من أحبالها ، وكذلك يقال في القائم على المال . : الحبل الرجل العالم الفطن الداهي ؛ قال وأنشدني ابن الأعرابي المفضل :
فيا عجبا للخود تبدي قناعها ترأرئ بالعينين للرجل الحبل
يقال : رأرأت بعينيها وغيقت وهجلت إذا أدارتهما تغمز الرجل . وثار حابلهم على نابلهم إذا أوقدوا الشر بينهم . ومن أمثال العرب في الشدة تصيب الناس : قد ثار حابلهم ونابلهم ؛ والحابل : الذي ينصب الحبالة ، والنابل : الرامي عن قوسه بالنبل ، وقد يضرب هذا مثلا للقوم تتقلب أحوالهم ويثور بعضهم على بعض بعد السكون والرخاء . أبو زيد : من أمثالهم : إنه لواسع الحبل وإنه لضيق الحبل ، كقولك هو ضيق الخلق وواسع الخلق ؛ أبو العباس في مثله : إنه لواسع العطن وضيق العطن . والتبس الحابل بالنابل ؛ الحابل سدى الثوب ، والنابل اللحمة ؛ يقال ذلك في الاختلاط . وحول حابله على نابله أي أعلاه على أسفله ، واجعل حابله نابله ، وحابله على نابله كذلك . والحبلة والحبلة : الكرم ، وقيل الأصل من أصول الكرم ، والحبلة : طاق من قضبان الكرم . والحبل : شجر العنب ، واحدته حبلة . وحبلة عمرو : ضرب من العنب بالطائف ، بيضاء محددة الأطراف متداحضة العناقيد . وفي الحديث : ( ) بفتح الحاء والباء وربما سكنت هي القضيب من شجر الأعناب أو الأصل . وفي الحديث : ( لا تقولوا للعنب الكرم ولكن قولوا العنب والحبلة لما خرج نوح من السفينة غرس الحبلة ) . وفي حديث : ابن سيرين ( لما خرج نوح من السفينة فقد حبلتين كانتا معه ) فقال له الملك : ذهب بهما الشيطان ، يريد ما كان فيهما من الخمر والسكر . : الجفنة الأصل من أصول الكرم ، وجمعها الجفن ، وهي الحبلة ، بفتح الباء ، ويجوز الحبلة بالجزم . وروي عن الأصمعي : أنه كانت له حبلة تحمل كرا وكان يسميها أم العيال ، وهي الأصل من الكرم انتشرت قضبانها عن غراسها وامتدت وكثرت قضبانها حتى بلغ حملها كرا . والحبل : الامتلاء . وحبل من الشراب : امتلأ . ورجل حبلان وامرأة حبلى : ممتلئان من الشراب . والحبال : انتفاخ البطن من الشراب والنبيذ والماء [ ص: 23 ] وغيره ؛ قال أنس بن مالك أبو حنيفة : إنما هو رجل حبلان وامرأة حبلى ، ومنه حبل المرأة وهو امتلاء رحمها . والحبلان أيضا : الممتلئ غضبا . وحبل الرجل إذا امتلأ من شرب اللبن ، فهو حبلان ، والمرأة حبلى . وفلان حبلان على فلان أي غضبان . وبه حبل أي غضب ، قال : وأصله من حبل المرأة . قال : والحبل الحمل وهو من ذلك لأنه امتلاء الرحم . وقد حبلت المرأة تحبل حبلا ، والحبل يكون مصدرا واسما ، والجمع أحبال ؛ قال ابن سيده ساعدة فجعله اسما :
ذا جرأة تسقط الأحبال رهبته مهما يكن من مسام مكره يسم
ولو جعله مصدرا وأراد ذوات الأحبال لكان حسنا . وامرأة حابلة من نسوة حبلة نادر ، وحبلى من نسوة حبليات وحبالى ، وكان في الأصل حبال كدعاو تكسير دعوى ؛ الجوهري في جمعه : نسوة حبالى وحباليات ، قال : لأنها ليس لها أفعل ، ففارق جمع الصغرى والأصل حبالي ، بكسر اللام ، قال : لأن كل جمع ثالثه ألف انكسر الحرف الذي بعدها نحو مساجد وجعافر ، ثم أبدلوا من الياء المنقلبة من ألف التأنيث ألفا فقالوا حبالى ، بفتح اللام ، ليفرقوا بين الألفين كما قلنا في الصحاري ، وليكون الحبالى كحبلى في ترك صرفها ؛ لأنهم لو لم يبدلوا لسقطت الياء لدخول التنوين كما تسقط في جوار ، وقد رد على ابن بري الجوهري قوله في جمع حبلى حباليات ، قال : وصوابه حبليات . قال : وقد قيل امرأة حبلانة ، ومنه قول بعض نساء الأعراب : أجد عيني هجانة وشفتي ذبانة وأراني حبلانة ، واختلف في هذه الصفة ؛ أعامة للإناث أم خاصة لبعضها ؟ فقيل : لا يقال لشيء من غير الحيوان حبلى إلا في حديث واحد : نهي عن بيع حبل الحبلة ، وهو أن يباع ما يكون في بطن الناقة ، وقيل : معنى حبل الحبلة حمل الكرمة قبل أن تبلغ ، وجعل حملها قبل أن تبلغ حبلا ، وهذا كما نهي عن بيع ثمر النخل قبل أن يزهي ، وقيل : حبل الحبلة ولد الولد الذي في البطن ، وكانت العرب في الجاهلية تتبايع على حبل الحبلة في أولاد أولادها في بطون الغنم الحوامل ، وفي التهذيب : كانوا يتبايعون أولاد ما في بطون الحوامل فنهى النبي ، صلى الله عليه وسلم ، عن ذلك . وقال ابن سيده أبو عبيد : حبل الحبلة نتاج النتاج وولد الجنين الذي في بطن الناقة وهو قول ، وقيل : كل ذات ظفر حبلى ؛ قال : الشافعي
أو ذيخة حبلى مجح مقرب
الأزهري : يزيد بن مرة ، جعل في الحبلة هاء ، قال : وهي الأنثى التي هي حبل في بطن أمها فينتظر أن تنتج من بطن أمها ، ثم ينتظر بها حتى تشب ، ثم يرسل عليها الفحل فتلقح فله ما في بطنها ؛ ويقال : حبل الحبلة للإبل وغيرها ، قال نهي عن حبل الحبلة أبو منصور : جعل الأول حبلة بالهاء لأنها أنثى فإذا نتجت الحبلة فولدها حبل ، قال : وحبل الحبلة المنتظرة أن تلقح الحبلة المستشعرة هذي التي في الرحم لأن المضمرة من بعد ما تنتج إمرة . وقال ابن خالويه : الحبل ولد المجر وهو ولد الولد . ابن الأثير في قوله : " " ، قال : الحبل بالتحريك مصدر سمي به المحمول كما سمي به الحمل ، وإنما دخلت عليه التاء للإشعار بمعنى الأنوثة فيه ، والحبل الأول يراد به ما في بطون النوق من الحمل ، والثاني حبل الذي في بطون النوق ، وإنما نهي عنه لمعنيين : أحدهما أنه غرر وبيع شيء لم يخلق بعد وهو أن يبيع ما سوف يحمله الجنين الذي في بطن أمه على تقدير أن يكون أنثى فهو بيع نتاج النتاج ، وقيل : أراد بحبل الحبلة أن يبيعه إلى أجل ينتج فيه الحمل الذي في بطن الناقة ، فهو أجل مجهول ؛ ولا يصح ومنه حديث نهي عن حبل الحبلة عمر لما فتحت مصر : أرادوا قسمها فكتبوا إليه فقال لا حتى يغزو منها حبل الحبلة ؛ يريد حتى يغزو منها أولاد الأولاد ويكون عاما في الناس والدواب أي يكثر المسلمون فيها بالتوالد ، فإذا قسمت لم يكن قد انفرد بها الآباء دون الأولاد ، أو يكون أراد المنع من القسمة حيث علقه على أمر مجهول . وسنورة حبلى وشاة حبلى . والمحبل : أوان الحبل . والمحبل : موضع الحبل من الرحم ؛ وروي بيت المتنخل الهذلي :
إن يمس نشوان بمصروفة منها بري ، وعلى مرجل
لا تقه الموت وقياته خط له ذلك في المحبل
والأعرف : في المهبل ؛ ونشوان أي سكران ، بمصروفة أي بخمر صرف ، على مرجل أي على لحم في قدر ، وإن كان هذا دائما فليس يقيه الموت ، خط له ذلك في المحبل أي كتب له الموت حين حبلت به أمه ؛ قال أبو منصور : أراد معنى حديث عن النبي ، صلى الله عليه وسلم : ( ابن مسعود ) . ويقال : كان ذلك في محبل فلان أي في وقت حبل أمه به . وحبل الزرع : قذف بعضه على بعض . والحبلة : بقلة لها ثمرة كأنها فقر العقرب تسمى شجرة العقرب ، يأخذها النساء يتداوين بها تنبت إن النطفة تكون في الرحم أربعين يوما نطفة ثم علقة كذلك ثم مضغة كذلك ، ثم يبعث الله الملك فيقول له : اكتب رزقه وعمله وأجله وشقي أو سعيد فيختم له على ذلك ، فما من أحد إلا وقد كتب له الموت عند انقضاء الأجل المؤجل له بنجد في السهولة . والحبلة : ثمر السلم والسيال والسمر وهي هنة معقفة فيها حب صغار أسود كأنه العدس ، وقيل : الحبلة ثمر عامة العضاه ، وقيل : هو وعاء حب السلم والسمر ، وأما جميع العضاه بعد فإن لها مكان الحبلة السنفة ، وقد أحبل العضاه . والحبلة : ضرب من الحلي يصاغ على شكل هذه الثمرة يوضع في القلائد ؛ وفي التهذيب : كان يجعل في القلائد في الجاهلية ؛ قال عبد الله بن سليم من بني ثعلبة بن الدول :
ولقد لهوت ، وكل شيء هالك بنقاة جيب الدرع غير عبوس
ويزينها في النحر حلي واضح وقلائد من حبلة وسلوس
والسلس : خيط ينظم فيه الخرز ، وجمعه سلوس . والحبلة : شجرة يأكلها الضباب . وضب حابل : يرعى الحبلة . والحبلة : بقلة طيبة من ذكور البقل . والحبالة : الانطلاق ؛ وحكى اللحياني : أتيته على حبالة انطلاق ، وأتيته على حبالة ذلك أي على حين ذلك وإبانه . [ ص: 24 ] وهي على حبالة الطلاق أي مشرفة عليه . وكل ما كان على فعالة ، مشددة اللام ، فالتخفيف فيها جائز كحمارة القيظ وحمارته وصبارة البرد وصبارته إلا حبالة ذلك فإنه ليس في لامها إلا التشديد ؛ رواه اللحياني . والمحبل : الكتاب الأول . وبنو الحبلى : بطن ، النسب إليه حبلي ، على القياس ، وحبلي على غيره . والحبل : موضع . الليث : فلان الحبلي منسوب إلى حي من اليمن . قال أبو حاتم : ينسب من بني الحبلى ، وهم رهط عبد الله ابن أبي المنافق ، حبلي ، قال : وقال أبو زيد ينسب إلى الحبلى حبلوي وحبلي وحبلاوي . وبنو الحبلى : من الأنصار ؛ قال : والنسبة إليه حبلي ، بفتح الباء . والحبل : موضع ابن بري بالبصرة ؛ وقول أبي ذؤيب :
وراح بها من ذي المجاز ، عشية يبادر أولى السابقين إلى الحبل
قال السكري : يعني حبل عرفة . والحابل : أرض ؛ عن ثعلب ؛ وأنشد : ابن الأعرابي
أبني ، إن العنز تمنع ربها من أن يبيت وأهله بالحابل
والحبليل : دويبة يموت فإذا أصابه المطر عاش ، وهو من الأمثلة التي لم يحكها . سيبويه : الأحبل والإحبل والحنبل اللوبياء ، والحبل الثقل . ابن الأعرابي : الحبلة ، بالضم ، ثمر العضاه . وفي حديث ابن سيده : ( سعد بن أبي وقاص ) لقد رأيتنا مع رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وما لنا طعام إلا الحبلة وورق السمر أبو عبيد : الحبلة والسمر ضربان من الشجر ؛ شمر : السمر شبه اللوبياء وهو العلف من الطلح والسنف من المرخ ، وقال غيره : الحبلة ، بضم الحاء وسكون الباء ، ثمر للسمر يشبه اللوبياء ، وقيل : هو ثمر العضاه ؛ ومنه حديث عثمان ، رضي الله عنه : ( ألست ترعى معوتها وحبلتها ؟ ) الجوهري : ضب حابل يرعى الحبلة . وقال : ضب حابل ساح يرعى الحبلة والسحاء . وأحبله أي ألقحه . وحبال : اسم رجل من أصحاب ابن السكيت أصابه المسلمون في الردة فقال فيه : طليحة بن خويلد الأسدي
فإن تك أذواد أصبن ونسوة فلن تذهبوا فرغا بقتل حبال
وفي الحديث : ( أن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أقطع مجاعة بن مرارة الحبل ) بضم الحاء وفتح الباء ، موضع باليمامة ، والله أعلم .