[ حرج ]
حرج : الحرج والحرج : الإثم . والحارج : الآثم ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده : أراه على النسب ؛ لأنه لا فعل له . والحرج والحرج والمتحرج : الكاف عن الإثم . وقولهم : رجل متحرج ؛ كقولهم : رجل متأثم ومتحوب ومتحنث ، يلقي الحرج والحنث والحوب والإثم عن نفسه . ورجل متلوم إذا تربص بالأمر يريد إلقاء الملامة عن نفسه ; قال
الأزهري : وهذه حروف جاءت معانيها مخالفة لألفاظها ; وقال : قال ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=14327أحمد بن يحيى . وأحرجه أي آثمه . وتحرج : تأثم . والتحريج : التضييق ; وفي الحديث : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=10369391حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ) . قال
ابن الأثير : الحرج في الأصل الضيق ، ويقع على الإثم والحرام ; وقيل : الحرج أضيق الضيق ; فمعناه أي لا بأس ولا إثم عليكم أن تحدثوا عنهم ما سمعتم ، وإن استحال أن يكون في هذه الأمة مثل ما روي أن ثيابهم كانت تطول ، وأن النار كانت تنزل من السماء فتأكل القربان وغير ذلك ، لا أن نتحدث عنهم بالكذب . ويشهد لهذا التأويل ما جاء في بعض رواياته فإن فيهم العجائب ; وقيل : معناه أن الحديث عنهم إذا أديته على ما سمعته ، حقا كان أو باطلا ، لم يكن عليك إثم لطول العهد ووقوع الفترة ، بخلاف الحديث عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه إنما يكون بعد العلم بصحة روايته وعدالة رواته ; وقيل : معناه أن الحديث عنهم ليس على الوجوب لأن قوله ، عليه السلام ، في أول الحديث : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=10369392بلغوا عني ) على الوجوب ، ثم أتبعه بقوله : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=10369393وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج عليكم إن لم تحدثوا عنهم ) . قال : ومن أحاديث الحرج قوله ، عليه السلام ، في قتل الحيات : ( فليحرج عليها ) هو أن يقول لها : أنت في حرج أي في ضيق ، إن عدت إلينا فلا تلومينا أن نضيق عليك بالتتبع والطرد والقتل . قال : ومنها حديث اليتامى : (
تحرجوا أن يأكلوا معهم ) أي ضيقوا على أنفسهم . وتحرج فلان إذا فعل فعلا يتحرج به ، من الحرج ، الإثم والضيق ; ومنه الحديث : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=10369395اللهم إني أحرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة ) أي أضيقه وأحرمه على من ظلمهما ; وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في صلاة الجمعة : كره أن يحرجهم أي يوقعهم في الحرج . قال
ابن الأثير : وورد الحرج في أحاديث كثيرة وكلها راجعة إلى هذا المعنى . ورجل حرج وحرج : ضيق الصدر ; وأنشد :
لا حرج الصدر ولا عنيف
والحرج : الضيق . وحرج صدره يحرج حرجا : ضاق فلم ينشرح لخير ، فهو حرج وحرج ، فمن قال حرج ؛ ثنى وجمع ، ومن قال حرج أفرد ، لأنه مصدر . وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=125يجعل صدره ضيقا حرجا وحرجا ; قال
الفراء : قرأها
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وعمر ، رضي الله عنهما ، حرجا ، وقرأها الناس حرجا . قال : والحرج فيما فسر
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس هو الموضع الكثير الشجر الذي لا يصل إليه الراعية ; قال : وكذلك صدر الكافر لا يصل إليه الحكمة ; قال : وهو في كسره ونصبه بمنزلة الوحد والوحد ، والفرد والفرد ، والدنف والدنف . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : الحرج في اللغة أضيق الضيق ، ومعناه أنه ضيق جدا . قال : ومن قال رجل حرج الصدر فمعناه ذو حرج في صدره ، ومن قال حرج جعله فاعلا ; وكذلك رجل دنف ذو دنف ، ودنف نعت ;
الجوهري : ومكان حرج وحرج أي مكان ضيق كثير الشجر . والحرج : الذي لا يكاد يبرح القتال ; قال :
منا الزوين الحرج المقاتل
والحرج : الذي لا ينهزم كأنه يضيق عليه العذر في الانهزام . والحرج :
[ ص: 75 ] الذي يهاب أن يتقدم على الأمر ، وهذا ضيق أيضا . وحرج إليه : لجأ عن ضيق . وأحرجه إليه : ألجأه وضيق عليه . وحرج فلان على فلان إذا ضيق عليه ، وأحرجت فلانا : صيرته إلى الحرج ، وهو الضيق ; وأحرجته : ألجأته إلى مضيق ، وكذلك أحجرته وأحردته ، بمعنى واحد ; ويقال : أحرجني إلى كذا وكذا فحرجت إليه أي انضممت . وأحرج الكلب والسبع : ألجأه إلى مضيق فحمل عليه . وحرج الغبار ، فهو حرج : ثار في موضع ضيق ، فانضم إلى حائط أو سند ; قال :
وغارة يحرج القتام لها يهلك فيها المناجد البطل
قال
الأزهري : قال
الليث : يقال للغبار الساطع المنضم إلى حائط أو سند قد حرج إليه ; وقال
لبيد :
حرجا إلى أعلامهن قتامها
ومكان حرج وحريج ; قال :
وما أبهمت فهو حج حريج
وحرجت عينه تحرج حرجا أي حارت ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذو الرمة :
تزداد للعين إبهاجا إذا سفرت وتحرج العين فيها حين تنتقب
وقيل : معناه أنها لا تنصرف ولا تطرف من شدة النظر .
الأزهري : الحرج أن ينظر الرجل فلا يستطيع أن يتحرك من مكانه فرقا وغيظا . وحرج عليه السحور إذا أصبح قبل أن يتسحر ، فحرم عليه لضيق وقته . وحرجت الصلاة على المرأة حرجا : حرمت ، وهو من الضيق لأن الشيء إذا حرم فقد ضاق . وحرج علي ظلمك حرجا أي حرم . ويقال : أحرج امرأته بطلقة أي حرمها ; ويقال : أكسعها بالمحرجات ؟ يريد بثلاث تطليقات .
الأزهري : وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، رضي الله عنهما : وحرث حرج أي حرام ; وقرأ الناس : وحرث حجر .
الجوهري : والحرج لغة في الحرج ، وهو الإثم ; قال : حكاه
يونس . والحرجة : الغيضة لضيقها ; وقيل : الشجر الملتف ، وهي أيضا الشجرة تكون بين الأشجار لا تصل إليها الآكلة ، وهي ما رعى من المال . والجمع من كل ذلك : حرج وأحراج وحرجات ; قال الشاعر :
أيا حرجات الحي حين تحملوا بذي سلم لا جادكن ربيع !
وحراج ; قال
رؤبة :
عاذا بكم من سنة مسحاج شهباء تلقي ورق الحراج
وهي المحاريج . وقيل : الحرجة تكون من السمر والطلح والعوسج والسلم والسدر ; وقيل : هو ما اجتمع من السدر والزيتون وسائر الشجر ; وقيل : هي موضع من الغيضة تلتف فيه شجرات قدر رمية حجر ; قال
أبو زيد : سميت بذلك لالتفافها وضيق المسلك فيها . وقال
الجوهري : الحرجة مجتمع شجر . قال
الأزهري : قال
أبو الهيثم : الحراج غياض من شجر السلم ملتفة ، لا يقدر أحد أن ينفذ فيها ; قال
العجاج :
عاين حيا كالحراج نعمه يكون أقصى شله محرنجمه
وفي حديث حنين :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2010160حتى تركوه في حرجة ; الحرجة بالفتح والتحريك : مجتمع شجر ملتف كالغيضة . وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=151معاذ بن عمرو : نظرت إلى
أبي جهل في مثل الحرجة . والحديث الآخر : إن موضع البيت كان في حرجة وعضاه . وحراج الظلماء : ما كثف والتف ; قال
ابن ميادة :
ألا طرقتنا أم أوس ودونها حراج من الظلماء يعشى غرابها ؟
خص الغراب لحدة البصر ، يقول : فإذا لم يبصر فيها الغراب مع حدة بصره فما ظنك بغيره ؟ والحرجة : الجماعة من الإبل ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده : والحرجة مائة من الإبل . وركب الحرجة أي الطريق ; وقيل : معظمه ، وقد حكيت بجيمين . والحرج : سرير يحمل عليه المريض أو الميت ; وقيل : هو خشب يشد بعضه إلى بعض قال
امرؤ القيس :
فإما تريني في رحالة جابر على حرج كالقر تخفق أكفاني
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري : أراد بالرحالة الخشب الذي يحمل عليه في مرضه ، وأراد بالأكفان ثيابه التي عليه لأنه قدر أنها ثيابه التي يدفن فيها . وخفقها ضرب الريح لها . وأراد
بجابر جابر بن حني التغلبي ، وكان معه في بلاد
الروم ، فلما اشتدت علته صنع له من الخشب شيئا كالقر يحمل فيه ; والقر : مركب من مراكب الرجال بين الرحل والسرج . قال : كذا ذكره
أبو عبيد ، وقال غيره : هو الهودج .
الجوهري : الحرج خشب يشد بعضه إلى بعض تحمل فيه الموتى ، وربما وضع فوق نعش النساء . قال
الأزهري : وحرج النعش شجار من خشب جعل فوق نعش الميت ، وهو سريره . قال
الأزهري : وأما قول
عنترة يصف ظليما وقلصه :
يتبعن قلة رأسه وكأنه حرج على نعش لهن مخيم
هذا يصف نعامة يتبعها رئالها ، وهو يبسط جناحيه ويجعلها تحته . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده : والحرج مركب للنساء والرجال ليس له رأس . والحرج والحرج : الشخص . والحرج من الإبل : التي لا تركب ولا يضربها الفحل ليكون أسمن لها إنما هي معدة ; قال
لبيد :
حرج في مرفقيها كالفتل
قال
الأزهري : هذا قول
الليث ، وهو مدخول . والحرج والحرجوج : الناقة الجسيمة الطويلة على وجه الأرض ; وقيل : الشديدة ، وقيل : هي الضامرة وجمعها حراجيج . وأجاز بعضهم : ناقة حرجج ، بمعنى الحرجوج ، وأصل الحرجوج حرجج ، وأصل الحرجج حرج ، بالضم . وفي الحديث : قدم وفد مذحج على حراجيج ، جمع حرجوج وحرجيج ، وهي الناقة الطويلة ; وقيل : الضامرة ، وقيل : الحرجوج الوقادة الحادة القلب ; قال :
أذاك ولم ترحل إلى أهل مسجد [ ص: 76 ] برحلي حرجوج عليها النمارق
والحرجوج : الريح الباردة الشديدة ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذو الرمة :
أنقاء سارية حلت عزاليها من آخر الليل ، ريح غير حرجوج
وحرج الرجل أنيابه يحرجها حرجا : حك بعضها إلى بعض من الحرد ; قال الشاعر :
ويوم تحرج الأضراس فيه لأبطال الكماة ، به أوام
والحرج ، بكسر الحاء : القطعة من اللحم ، وقيل : هي نصيب الكلب من الصيد وهو ما أشبه الأطراف من الرأس والكراع والبطن ، والكلاب تطمع فيها . قال
الأزهري : الحرج ما يلقى للكلب من صيده ، والجمع أحراج ; قال
جحدر يصف الأسد :
وتقدمي لليث أمشي نحوه حتى أكابره على الأحراج
وقال
الطرماح :
يبتدرن الأحراج كالثول ، والحر ج لرب الكلاب يصطفده
يصطفده أي يدخره ويجعله صفدا لنفسه ويختاره ; شبه الكلاب في سرعتها بالزنابير ، وهي الثول . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : أحرج لكلبك من صيده فإنه أدعى إلى الصيد . وقال
المفضل : الحرج حبال تنصب للسبع ; قال الشاعر :
وشر الندامى من تبيت ثيابه مجففة كأنها حرج حابل
والحرج : الودعة ، والجمع أحراج وحراج ; وقول
الهذلي :
ألم تقتلوا الحرجين ، إذ أعرضا لكم يمران بالأيدي اللحاء المضفرا ؟
إنما عنى بالحرجين رجلين أبيضين كالودعة ؛ فإما أن يكون البياض لونهما ، وإما أن يكون كنى بذلك عن شرفهما ، وكان هذان الرجلان قد قشرا لحاء شجر الكعبة ليتخفرا بذلك . والمضفر : المفتول كالضفيرة . والحرج : قلادة الكلب ، والجمع أحراج وحرجة ; قال :
بنواشط غضف يقلدها الأ حراج ، فوق متونها لمع
الأزهري : ويقال ثلاثة أحرجة ، وكلب محرج ، وكلاب محرجة أي مقلدة ; وأنشد في ترجمة
عضرس :
محرجة حص كأن عيونها إذا أيه القناص بالصيد ، عضرس
محرجة : مقلدة بالأحراج ، جمع حرج للودعة . وحص : قد انحص شعرها ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي في قوله :
طاوي الحشا قصرت عنه محرجة
قال : محرجة : في أعناقها حرج ، وهو الودع . والودع : خرز يعلق في أعناقها .
الأزهري : والحرج القلادة لكل حيوان . قال : والحرج : الثياب التي تبسط على حبل لتجف ، وجمعها حراج في جمعها . والحرج : جماعة الغنم ، عن
كراع ، وجمعه أحراج .
والحرج : موضع معروف .
[ حرج ]
حرج : الْحِرْجُ وَالْحَرَجُ : الْإِثْمُ . وَالْحَارِجُ : الْآثِمُ ; قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابْنُ سِيدَهْ : أُرَاهُ عَلَى النَّسَبِ ؛ لِأَنَّهُ لَا فِعْلَ لَهُ . وَالْحَرَجُ وَالْحَرِجُ وَالْمُتَحَرِّجُ : الْكَافُّ عَنِ الْإِثْمِ . وَقَوْلُهُمْ : رَجُلٌ مُتَحَرِّجٌ ؛ كَقَوْلِهِمْ : رَجُلٌ مُتَأَثِّمٌ وَمُتَحَوِّبٌ وَمُتَحَنِّثٌ ، يُلْقِي الْحَرَجَ وَالْحِنْثَ وَالْحُوبَ وَالْإِثْمَ عَنْ نَفْسِهِ . وَرَجُلٌ مُتَلَوِّمٌ إِذَا تَرَبَّصَ بِالْأَمْرِ يُرِيدُ إِلْقَاءَ الْمُلَامَةِ عَنْ نَفْسِهِ ; قَالَ
الْأَزْهَرِيُّ : وَهَذِهِ حُرُوفٌ جَاءَتْ مَعَانِيهَا مُخَالِفَةً لِأَلْفَاظِهَا ; وَقَالَ : قَالَ ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=14327أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى . وَأَحْرَجَهُ أَيْ آثَمَهُ . وَتَحَرَّجَ : تَأَثَّمَ . وَالتَّحْرِيجُ : التَّضْيِيقُ ; وَفِي الْحَدِيثِ : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=10369391حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ ) . قَالَ
ابْنُ الْأَثِيرِ : الْحَرَجُ فِي الْأَصْلِ الضِّيقُ ، وَيَقَعُ عَلَى الْإِثْمِ وَالْحَرَامِ ; وَقِيلَ : الْحَرَجُ أَضْيَقُ الضِّيقِ ; فَمَعْنَاهُ أَيْ لَا بَأْسَ وَلَا إِثْمَ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحَدِّثُوا عَنْهُمْ مَا سَمِعْتُمْ ، وَإِنِ اسْتَحَالَ أَنْ يَكُونَ فِي هَذِهِ الْأَمَّةِ مِثْلُ مَا رُوِيَ أَنَّ ثِيَابَهُمْ كَانَتْ تَطُولُ ، وَأَنَّ النَّارَ كَانَتْ تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ فَتَأْكُلُ الْقُرْبَانَ وَغَيْرَ ذَلِكَ ، لَا أَنْ نَتَحَدَّثَ عَنْهُمْ بِالْكَذِبِ . وَيَشْهَدُ لِهَذَا التَّأْوِيلِ مَا جَاءَ فِي بَعْضِ رِوَايَاتِهِ فَإِنَّ فِيهِمُ الْعَجَائِبَ ; وَقِيلَ : مَعْنَاهُ أَنَّ الْحَدِيثَ عَنْهُمْ إِذَا أَدَّيْتَهُ عَلَى مَا سَمِعْتَهُ ، حَقًّا كَانَ أَوْ بَاطِلًا ، لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ إِثْمٌ لِطُولِ الْعَهْدِ وَوُقُوعِ الْفَتْرَةِ ، بِخِلَافِ الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ لِأَنَّهُ إِنَّمَا يَكُونُ بَعْدَ الْعِلْمِ بِصِحَّةِ رِوَايَتِهِ وَعَدَالَةِ رُوَاتِهِ ; وَقِيلَ : مَعْنَاهُ أَنَّ الْحَدِيثَ عَنْهُمْ لَيْسَ عَلَى الْوُجُوبِ لِأَنَّ قَوْلَهُ ، عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فِي أَوَّلِ الْحَدِيثِ : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=10369392بَلِّغُوا عَنِّي ) عَلَى الْوُجُوبِ ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=10369393وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ عَلَيْكُمْ إِنْ لَمْ تُحَدِّثُوا عَنْهُمْ ) . قَالَ : وَمِنْ أَحَادِيثِ الْحَرَجِ قَوْلُهُ ، عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فِي قَتْلِ الْحَيَّاتِ : ( فَلْيُحَرِّجْ عَلَيْهَا ) هُوَ أَنْ يَقُولَ لَهَا : أَنْتِ فِي حَرَجٍ أَيْ فِي ضِيقٍ ، إِنْ عُدْتِ إِلَيْنَا فَلَا تَلُومِينَا أَنْ نُضَيِّقَ عَلَيْكِ بِالتَّتَبُّعِ وَالطَّرْدِ وَالْقَتْلِ . قَالَ : وَمِنْهَا حَدِيثُ الْيَتَامَى : (
تَحَرَّجُوا أَنْ يَأْكُلُوا مَعَهُمْ ) أَيْ ضَيَّقُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ . وَتَحَرَّجَ فُلَانٌ إِذَا فَعَلَ فِعْلًا يَتَحَرَّجُ بِهِ ، مِنَ الْحَرَجِ ، الْإِثْمُ وَالضِّيقُ ; وَمِنْهُ الْحَدِيثُ : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=10369395اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ الْيَتِيمِ وَالْمَرْأَةِ ) أَيْ أُضَيِّقُهُ وَأُحَرِّمُهُ عَلَى مَنْ ظَلَمَهُمَا ; وَفِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي صَلَاةِ الْجُمْعَةِ : كَرِهَ أَنْ يُحْرِجَهُمْ أَيْ يُوقِعَهُمْ فِي الْحَرَجِ . قَالَ
ابْنُ الْأَثِيرِ : وَوَرَدَ الْحَرَجُ فِي أَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ وَكُلُّهَا رَاجِعَةٌ إِلَى هَذَا الْمَعْنَى . وَرَجُلٌ حَرَجٌ وَحَرِجٌ : ضَيِّقُ الصَّدْرِ ; وَأَنْشَدَ :
لَا حَرِجُ الصَّدْرِ وَلَا عَنِيفُ
وَالْحَرَجُ : الضِّيقُ . وَحَرِجَ صَدْرُهُ يَحْرَجُ حَرَجًا : ضَاقَ فَلَمْ يَنْشَرِحْ لِخَيْرٍ ، فَهُوَ حَرِجٌ وَحَرَجٌ ، فَمَنْ قَالَ حَرِجٌ ؛ ثَنَّى وَجَمَعَ ، وَمَنْ قَالَ حَرَجٌ أَفْرَدَ ، لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ . وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=125يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا وَحَرِجًا ; قَالَ
الْفَرَّاءُ : قَرَأَهَا
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَعُمَرُ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، حَرَجًا ، وَقَرَأَهَا النَّاسُ حَرِجًا . قَالَ : وَالْحَرَجُ فِيمَا فَسَّرَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ هُوَ الْمَوْضِعُ الْكَثِيرُ الشَّجَرِ الَّذِي لَا يَصِلُ إِلَيْهِ الرَّاعِيَةُ ; قَالَ : وَكَذَلِكَ صَدْرُ الْكَافِرِ لَا يَصِلُ إِلَيْهِ الْحِكْمَةُ ; قَالَ : وَهُوَ فِي كَسْرِهِ وَنَصْبِهِ بِمَنْزِلَةِ الْوَحَدِ وَالْوَحِدِ ، وَالْفَرَدِ وَالْفَرِدِ ، وَالدَّنَفِ وَالدَّنِفِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْحَرَجُ فِي اللُّغَةِ أَضْيَقُ الضِّيقِ ، وَمَعْنَاهُ أَنَّهُ ضَيِّقٌ جِدًّا . قَالَ : وَمَنْ قَالَ رَجُلٌ حَرِجُ الصَّدْرِ فَمَعْنَاهُ ذُو حَرَجٍ فِي صَدْرِهِ ، وَمَنْ قَالَ حَرِجٌ جَعَلَهُ فَاعِلًا ; وَكَذَلِكَ رَجُلٌ دَنِفٌ ذُو دَنَفٍ ، وَدَنِفٌ نَعْتٌ ;
الْجَوْهَرِيُّ : وَمَكَانٌ حَرَجٌ وَحَرِجٌ أَيْ مَكَانٌ ضَيِّقٌ كَثِيرُ الشَّجَرِ . وَالْحَرِجُ : الَّذِي لَا يَكَادُ يَبْرَحُ الْقِتَالَ ; قَالَ :
مِنَّا الزُّوَيْنُ الْحَرِجُ الْمُقَاتِلُ
وَالْحَرِجُ : الَّذِي لَا يَنْهَزِمُ كَأَنَّهُ يَضِيقُ عَلَيْهِ الْعُذْرُ فِي الِانْهِزَامِ . وَالْحَرِجُ :
[ ص: 75 ] الَّذِي يَهَابُ أَنْ يَتَقَدَّمَ عَلَى الْأَمْرِ ، وَهَذَا ضَيِّقٌ أَيْضًا . وَحَرِجَ إِلَيْهِ : لَجَأَ عَنْ ضِيقٍ . وَأَحْرَجَهُ إِلَيْهِ : أَلْجَأَهُ وَضَيَّقَ عَلَيْهِ . وَحَرَّجَ فُلَانٌ عَلَى فُلَانٍ إِذَا ضَيَّقَ عَلَيْهِ ، وَأَحْرَجْتُ فُلَانًا : صَيَّرْتُهُ إِلَى الْحَرَجِ ، وَهُوَ الضَّيِّقُ ; وَأَحْرَجْتُهُ : أَلْجَأْتُهُ إِلَى مَضِيقٍ ، وَكَذَلِكَ أَحْجَرْتُهُ وَأَحْرَدْتُهُ ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ ; وَيُقَالُ : أَحْرَجَنِي إِلَى كَذَا وَكَذَا فَحَرِجْتُ إِلَيْهِ أَيِ انْضَمَمْتُ . وَأَحْرَجَ الْكَلْبَ وَالسَّبُعَ : أَلْجَأَهُ إِلَى مَضِيقٍ فَحَمَلَ عَلَيْهِ . وَحَرِجَ الْغُبَارُ ، فَهُوَ حَرِجٌ : ثَارَ فِي مَوْضِعٍ ضَيِّقٍ ، فَانْضَمَّ إِلَى حَائِطٍ أَوْ سَنَدٍ ; قَالَ :
وَغَارَةٍ يَحْرَجُ الْقَتَامُ لَهَا يَهْلِكُ فِيهَا الْمُنَاجِدُ الْبَطَلُ
قَالَ
الْأَزْهَرِيُّ : قَالَ
اللَّيْثُ : يُقَالُ لِلْغُبَارِ السَّاطِعِ الْمُنْضَمِّ إِلَى حَائِطٍ أَوْ سَنَدٍ قَدْ حَرِجَ إِلَيْهِ ; وَقَالَ
لَبِيدٌ :
حَرِجًا إِلَى أَعْلَامِهِنَّ قَتَامُهَا
وَمَكَانٌ حَرِجٌ وَحَرِيجٌ ; قَالَ :
وَمَا أَبْهَمَتْ فَهُوَ حَجٌّ حَرِيجٌ
وَحَرِجَتْ عَيْنُهُ تَحْرَجُ حَرَجًا أَيْ حَارَتْ ; قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذُو الرُّمَّةِ :
تَزْدَادُ لِلْعَيْنِ إِبْهَاجًا إِذَا سَفَرَتْ وَتَحْرَجُ الْعَيْنُ فِيهَا حِينَ تَنْتَقِبُ
وَقِيلَ : مَعْنَاهُ أَنَّهَا لَا تَنْصَرِفُ وَلَا تَطْرِفُ مِنْ شِدَّةِ النَّظَرِ .
الْأَزْهَرِيُّ : الْحَرَجُ أَنْ يَنْظُرَ الرَّجُلُ فَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَحَرَّكَ مِنْ مَكَانِهِ فَرَقًا وَغَيْظًا . وَحَرِجَ عَلَيْهِ السُّحُورُ إِذَا أَصْبَحَ قَبْلَ أَنْ يَتَسَحَّرَ ، فَحَرُمَ عَلَيْهِ لِضِيقِ وَقْتِهِ . وَحَرِجَتِ الصَّلَاةُ عَلَى الْمَرْأَةِ حَرَجًا : حَرُمَتْ ، وَهُوَ مِنَ الضِّيقِ لِأَنَّ الشَّيْءَ إِذَا حَرُمَ فَقَدْ ضَاقَ . وَحَرِجَ عَلَيَّ ظُلْمُكَ حَرَجًا أَيْ حَرُمَ . وَيُقَالُ : أَحْرَجَ امْرَأَتَهُ بِطَلْقَةٍ أَيْ حَرَّمَهَا ; وَيُقَالُ : أَكَسَعَهَا بِالْمُحْرِجَاتِ ؟ يُرِيدُ بِثَلَاثِ تَطْلِيقَاتٍ .
الْأَزْهَرِيُّ : وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : وَحَرْثٌ حِرْجٌ أَيْ حَرَامٌ ; وَقَرَأَ النَّاسُ : وَحَرْثٌ حِجْرٌ .
الْجَوْهَرِيُّ : وَالْحِرْجُ لُغَةٌ فِي الْحَرَجِ ، وَهُوَ الْإِثْمُ ; قَالَ : حَكَاهُ
يُونُسُ . وَالْحَرَجَةُ : الْغَيْضَةُ لِضِيقِهَا ; وَقِيلَ : الشَّجَرُ الْمُلْتَفُّ ، وَهِيَ أَيْضًا الشَّجَرَةُ تَكُونُ بَيْنَ الْأَشْجَارِ لَا تَصِلُ إِلَيْهَا الْآكِلَةُ ، وَهِيَ مَا رَعَى مِنَ الْمَالِ . وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ : حَرَجٌ وَأَحْرَاجٌ وَحَرَجَاتٌ ; قَالَ الشَّاعِرُ :
أَيَا حَرَجَاتِ الْحَيِّ حِينَ تَحَمَّلُوا بِذِي سَلَمٍ لَا جَادَكُنَّ رَبِيعُ !
وَحِرَاجٌ ; قَالَ
رُؤْبَةُ :
عَاذَا بِكُمْ مِنْ سَنَةٍ مِسْحَاجِ شَهْبَاءَ تُلْقِي وَرَقَ الْحِرَاجِ
وَهِيَ الْمَحَارِيجُ . وَقِيلَ : الْحَرَجَةُ تَكُونُ مِنَ السَّمُرِ وَالطَّلْحِ وَالْعَوْسَجِ وَالسَّلَمِ وَالسَّدْرِ ; وَقِيلَ : هُوَ مَا اجْتَمَعَ مِنَ السَّدْرِ وَالزَّيْتُونِ وَسَائِرِ الشَّجَرِ ; وَقِيلَ : هِيَ مَوْضِعٌ مِنَ الْغَيْضَةِ تَلْتَفُّ فِيهِ شَجَرَاتٌ قَدْرَ رَمْيَةِ حَجَرٍ ; قَالَ
أَبُو زَيْدٍ : سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لَالْتِفَافِهَا وَضِيقِ الْمَسْلَكِ فِيهَا . وَقَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : الْحَرَجَةُ مُجْتَمَعُ شَجَرٍ . قَالَ
الْأَزْهَرِيُّ : قَالَ
أَبُو الْهَيْثَمِ : الْحِرَاجُ غِيَاضٌ مِنْ شَجَرِ السَّلَمِ مُلْتَفَّةٌ ، لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَنْفُذَ فِيهَا ; قَالَ
الْعَجَّاجُ :
عَايَنَ حَيًّا كَالْحِرَاجِ نَعَمُهْ يَكُونُ أَقْصَى شَلِّهِ مُحْرَنْجِمُهْ
وَفِي حَدِيثِ حُنَيْنٍ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2010160حَتَّى تَرَكُوهُ فِي حَرَجَةٍ ; الْحَرَجَةُ بِالْفَتْحِ وَالتَّحْرِيكِ : مُجْتَمَعُ شَجَرٍ مُلْتَفٍّ كَالْغَيْضَةِ . وَفِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=151مُعَاذِ بْنِ عَمْرٍو : نَظَرْتُ إِلَى
أَبِي جَهْلٍ فِي مِثْلِ الْحَرَجَةِ . وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ : إِنَّ مَوْضِعَ الْبَيْتِ كَانَ فِي حَرَجَةٍ وَعِضَاهِ . وَحِرَاجُ الظَّلْمَاءِ : مَا كَثُفَ وَالْتَفَّ ; قَالَ
ابْنُ مَيَّادَةَ :
أَلَا طَرَقَتْنَا أُمُّ أَوْسٍ وَدُونَهَا حِرَاجٌ مِنَ الظَّلْمَاءِ يَعْشَى غُرَابُهَا ؟
خَصَّ الْغُرَابَ لِحِدَّةِ الْبَصَرِ ، يَقُولُ : فَإِذَا لَمْ يُبْصِرْ فِيهَا الْغُرَابُ مَعَ حِدَّةِ بَصَرِهِ فَمَا ظَنُّكَ بِغَيْرِهِ ؟ وَالْحَرَجَةُ : الْجَمَاعَةُ مِنَ الْإِبِلِ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابْنُ سِيدَهْ : وَالْحَرَجَةُ مِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ . وَرَكِبَ الْحَرَجَةَ أَيِ الطَّرِيقَ ; وَقِيلَ : مُعْظَمُهُ ، وَقَدْ حُكِيَتْ بِجِيمَيْنِ . وَالْحَرَجُ : سَرِيرٌ يُحْمَلُ عَلَيْهِ الْمَرِيضُ أَوِ الْمَيِّتُ ; وَقِيلَ : هُوَ خَشَبٌ يُشَدُّ بَعْضُهُ إِلَى بَعْضٍ قَالَ
امْرُؤُ الْقَيْسِ :
فَإِمَّا تَرَيْنِي فِي رِحَالَةِ جَابِرٍ عَلَى حَرَجٍ كَالْقَرِّ تَخْفِقُ أَكْفَانِي
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابْنُ بَرِّيٍّ : أَرَادَ بِالرِّحَالَةِ الْخَشَبَ الَّذِي يُحْمَلُ عَلَيْهِ فِي مَرَضِهِ ، وَأَرَادَ بِالْأَكْفَانِ ثِيَابَهُ الَّتِي عَلَيْهِ لِأَنَّهُ قَدَّرَ أَنَّهَا ثِيَابُهُ الَّتِي يُدْفَنُ فِيهَا . وَخَفْقُهَا ضَرْبُ الرِّيحِ لَهَا . وَأَرَادَ
بِجَابِرٍ جَابِرَ بْنَ حُنَيٍّ التَّغْلَبِيَّ ، وَكَانَ مَعَهُ فِي بِلَادِ
الرُّومِ ، فَلَمَّا اشْتَدَّتْ عِلَّتُهُ صُنِعَ لَهُ مِنَ الْخَشَبِ شَيْئًا كَالْقَرِّ يُحْمَلُ فِيهِ ; وَالْقَرُّ : مَرْكَبٌ مِنْ مَرَاكِبِ الرِّجَالِ بَيْنَ الرَّحْلِ وَالسَّرْجِ . قَالَ : كَذَا ذَكَرَهُ
أَبُو عُبَيْدٍ ، وَقَالَ غَيْرُهُ : هُوَ الْهَوْدَجُ .
الْجَوْهَرِيُّ : الْحَرَجُ خَشَبٌ يُشَدُّ بَعْضُهُ إِلَى بَعْضٍ تُحْمَلُ فِيهِ الْمَوْتَى ، وَرُبَّمَا وُضِعَ فَوْقَ نَعْشِ النِّسَاءِ . قَالَ
الْأَزْهَرِيُّ : وَحَرَجُ النَّعْشِ شَجَارٌ مِنْ خَشَبٍ جُعِلَ فَوْقَ نَعْشِ الْمَيِّتِ ، وَهُوَ سَرِيرُهُ . قَالَ
الْأَزْهَرِيُّ : وَأَمَّا قَوْلُ
عَنْتَرَةَ يَصِفُ ظَلِيمًا وَقُلُصَهُ :
يَتْبَعْنَ قُلَّةَ رَأْسِهِ وَكَأَنَّهُ حَرَجٌ عَلَى نَعْشٍ لَهُنَّ مُخَيَّمِ
هَذَا يَصِفُ نَعَامَةً يَتْبَعُهَا رِئَالُهَا ، وَهُوَ يَبْسُطُ جَنَاحَيْهِ وَيَجْعَلُهَا تَحْتَهُ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابْنُ سِيدَهْ : وَالْحَرَجُ مَرْكَبٌ لِلنِّسَاءِ وَالرِّجَالِ لَيْسَ لَهُ رَأْسٌ . وَالْحَرَجُ وَالْحِرْجُ : الشَّخْصُ . وَالْحَرَجُ مِنَ الْإِبِلِ : الَّتِي لَا تُرْكَبُ وَلَا يَضْرِبُهَا الْفَحْلُ لِيَكُونَ أَسْمَنَ لَهَا إِنَّمَا هِيَ مُعَدَّةٌ ; قَالَ
لَبِيدٌ :
حَرَجٌ فِي مِرْفَقَيْهَا كَالْفَتَلْ
قَالَ
الْأَزْهَرِيُّ : هَذَا قَوْلُ
اللَّيْثِ ، وَهُوَ مَدْخُولٌ . وَالْحَرَجُ وَالْحُرْجُوجُ : النَّاقَةُ الْجَسِيمَةُ الطَّوِيلَةُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ ; وَقِيلَ : الشَّدِيدَةُ ، وَقِيلَ : هِيَ الضَّامِرَةُ وَجَمْعُهَا حَرَاجِيجُ . وَأَجَازَ بَعْضُهُمْ : نَاقَةٌ حُرْجُجٌ ، بِمَعْنَى الْحُرْجُوجِ ، وَأَصْلُ الْحُرْجُوجِ حُرْجُجٌ ، وَأَصْلُ الْحُرْجُجِ حُرْجٌ ، بِالضَّمِّ . وَفِي الْحَدِيثِ : قَدِمَ وَفْدُ مَذْحَجَ عَلَى حَرَاجِيجَ ، جَمْعُ حُرْجُوجٍ وَحُرْجِيجٍ ، وَهِيَ النَّاقَةُ الطَّوِيلَةُ ; وَقِيلَ : الضَّامِرَةُ ، وَقِيلَ : الْحُرْجُوجُ الْوَقَّادَةُ الْحَادَّةُ الْقَلْبِ ; قَالَ :
أَذَاكَ وَلَمْ تَرْحَلْ إِلَى أَهْلِ مَسْجِدٍ [ ص: 76 ] بِرَحْلِيَ حُرْجُوجٌ عَلَيْهَا النَّمَارِقُ
وَالْحُرْجُوجُ : الرِّيحُ الْبَارِدَةُ الشَّدِيدَةُ ; قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذُو الرُّمَّةِ :
أَنْقَاءُ سَارِيَةٍ حَلَّتْ عَزَالِيَهَا مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ ، رِيحٌ غَيْرُ حُرْجُوجِ
وَحَرَجَ الرَّجُلُ أَنْيَابَهُ يَحْرُجُهَا حَرْجًا : حَكَّ بَعْضَهَا إِلَى بَعْضٍ مِنَ الْحَرَدِ ; قَالَ الشَّاعِرُ :
وَيَوْمٌ تُحْرَجُ الْأَضْرَاسُ فِيهِ لِأَبْطَالِ الْكُمَاةِ ، بِهِ أُوَامُ
وَالْحِرْجُ ، بِكَسْرِ الْحَاءِ : الْقِطْعَةُ مِنَ اللَّحْمِ ، وَقِيلَ : هِيَ نَصِيبُ الْكَلْبِ مِنَ الصَّيْدِ وَهُوَ مَا أَشْبَهَ الْأَطْرَافَ مِنَ الرَّأْسِ وَالْكُرَاعِ وَالْبَطْنِ ، وَالْكِلَابُ تَطْمَعُ فِيهَا . قَالَ
الْأَزْهَرِيُّ : الْحِرْجُ مَا يُلْقَى لِلْكَلْبِ مِنْ صَيْدِهِ ، وَالْجَمْعُ أَحْرَاجٌ ; قَالَ
جَحْدَرٌ يَصِفُ الْأَسَدَ :
وَتَقَدُّمِي لِلَّيْثِ أَمْشِي نَحْوَهُ حَتَّى أُكَابِرَهُ عَلَى الْأَحْرَاجِ
وَقَالَ
الطِّرِمَّاحُ :
يَبْتَدِرْنَ الْأَحْرَاجَ كَالثَّوْلِ ، وَالْحِرْ جُ لِرَبِّ الْكِلَابِ يَصْطَفِدُهْ
يَصْطَفِدُهُ أَيْ يَدَّخِرُهُ وَيَجْعَلُهُ صَفَدًا لِنَفْسِهِ وَيَخْتَارُهُ ; شَبَّهَ الْكِلَابَ فِي سُرْعَتِهَا بِالزَّنَابِيرِ ، وَهِيَ الثَّوْلُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13721الْأَصْمَعِيُّ : أَحْرِجْ لِكَلْبِكَ مِنْ صَيْدِهِ فَإِنَّهُ أَدْعَى إِلَى الصَّيْدِ . وَقَالَ
الْمُفَضَّلُ : الْحِرْجُ حِبَالٌ تُنْصَبُ لِلسَّبُعِ ; قَالَ الشَّاعِرُ :
وَشَرُّ النُّدَامَى مَنْ تَبِيتُ ثِيَابُهُ مُجَفَّفَةً كَأَنَّهَا حِرْجُ حَابِلِ
وَالْحِرْجُ : الْوَدَعَةُ ، وَالْجَمْعُ أَحْرَاجٌ وَحِرَاجٌ ; وَقَوْلُ
الْهُذَلِيِّ :
أَلَمْ تَقْتُلُوا الْحِرْجَيْنِ ، إِذْ أَعْرَضَا لَكُمْ يَمُرَّانِ بِالْأَيْدِي اللِّحَاءَ الْمُضَفَّرَا ؟
إِنَّمَا عَنَى بِالْحِرْجَيْنِ رَجُلَيْنِ أَبْيَضَيْنِ كَالْوَدَعَةِ ؛ فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ الْبَيَاضُ لَوْنَهُمَا ، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ كَنَّى بِذَلِكَ عَنْ شَرَفِهِمَا ، وَكَانَ هَذَانِ الرَّجُلَانِ قَدْ قَشَرَا لِحَاءَ شَجَرِ الْكَعْبَةِ لِيَتَخَفَّرَا بِذَلِكَ . وَالْمُضَفَّرُ : الْمَفْتُولُ كَالضَّفِيرَةِ . وَالْحِرْجُ : قِلَادَةُ الْكَلْبِ ، وَالْجَمْعُ أَحْرَاجٌ وَحِرَجَةٌ ; قَالَ :
بِنَوَاشِطٍ غُضْفٍ يُقَلِّدُهَا الْأَ حْرَاجَ ، فَوْقَ مُتُونِهَا لُمَعُ
الْأَزْهَرِيُّ : وَيُقَالُ ثَلَاثَةُ أَحْرِجَةٍ ، وَكَلْبٌ مَحَرَّجٌ ، وَكِلَابٌ مُحَرَّجَةٌ أَيْ مُقَلَّدَةٌ ; وَأَنْشَدَ فِي تَرْجَمَةِ
عَضْرَسَ :
مُحَرَّجَةٌ حُصٌّ كَأَنَّ عُيُونَهَا إِذَا أَيَّهَ الْقَنَّاصُ بِالصَّيْدِ ، عَضْرَسُ
مُحَرَّجَةٌ : مُقَلَّدَةٌ بِالْأَحْرَاجِ ، جَمْعُ حِرْجٍ لِلْوَدَعَةِ . وَحُصٌّ : قَدِ انْحَصَّ شَعَرُهَا ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13721الْأَصْمَعِيُّ فِي قَوْلِهِ :
طَاوِي الْحَشَا قَصُرَتْ عَنْهُ مُحَرَّجَةٌ
قَالَ : مُحَرَّجَةٌ : فِي أَعْنَاقِهَا حِرْجٌ ، وَهُوَ الْوَدَعُ . وَالْوَدَعُ : خَرَزٌ يُعَلَّقُ فِي أَعْنَاقِهَا .
الْأَزْهَرِيُّ : وَالْحِرْجُ الْقِلَادَةُ لِكُلِّ حَيَوَانٍ . قَالَ : وَالْحِرْجُ : الثِّيَابُ الَّتِي تُبْسَطُ عَلَى حَبْلٍ لِتَجِفَّ ، وَجَمْعُهَا حِرَاجٌ فِي جَمْعِهَا . وَالْحِرْجُ : جَمَاعَةُ الْغَنَمِ ، عَنْ
كُرَاعٍ ، وَجَمْعُهُ أَحْرَاجٌ .
وَالْحُرْجُ : مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ .