حوا : الحوة : سواد إلى الخضرة ، وقيل : حمرة تضرب إلى السواد ، وقد حوي حوى واحواوى واحووى ، مشدد ، واحووى فهو أحوى ، والنسب إليه أحوي ؛ قال : قال ابن سيده إنما ثبتت الواو في احوويت واحواويت حيث كانتا وسطا ، كما أن التضعيف وسطا أقوى نحو اقتتل فيكون على الأصل ، وإذا كان مثل هذا طرفا اعتل ، وتقول في تصغير يحيى يحي ، وكل اسم اجتمعت فيه ثلاث ياءات أولهن ياء التصغير فإنك تحذف منهن واحدة ، فإن لم يكن أولهن ياء التصغير أثبتهن ثلاثتهن ، تقول في تصغير حية حيية ، وفي تصغير أيوب أيييب بأربع ياءات ، واحتملت ذلك لأنها في وسط الاسم ولو كانت طرفا لم يجمع بينهن ، قال سيبويه : ومن قال احواويت بالمصدر احوياء لأن الياء تقلبها كما قلبت واو أيام ، ومن قال احوويت فالمصدر احوواء لأنه ليس هنالك ما يقلبها كما كان ذلك في احوياء ، ومن قال قتال قال حواء ، وقالوا حويت فصحت الواو بسكون الياء بعدها . ابن سيده الجوهري : الحوة لون يخالطه الكمتة مثل صدأ الحديد ، والحوة سمرة الشفة . يقال : رجل أحوى وامرأة حواء وقد حويت . : شفة حواء حمراء تضرب إلى السواد ، وكثر في كلامهم حتى سموا كل أسود أحوى ؛ وقوله أنشده ابن سيده : ابن الأعرابي
كما ركدت حواء ، أعطي حكمه بها القين ، من عود تعلل جادبه
يعني بالحواء بكرة صنعت من عود أحوى أي : أسود ، وركدت : دارت ، ويكون وقفت ، والقين : الصانع . التهذيب : والحوة في الشفاه شبيه باللعس واللمى ؛ قال : [ ص: 281 ] ذو الرمة
لمياء في شفتيها حوة لعس وفي اللثات وفي أنيابها شنب
وفي حديث أبي عمرو النخعي : ولدت جديا أسفع أحوى ، أي : أسود ليس بشديد السواد . واحواوت الأرض : اخضرت . قال : وتقديره افعالت كاحمارت ، ابن جني والكوفيون يصححون ويدغمون ولا يعلون فيقولون : احواوت الأرض واحووت ؛ قال : والدليل على فساد مذهبهم قول العرب احووى على مثال ارعوى ولم يقولوا احوو . وجميم أحوى : يضرب إلى السواد من شدة خضرته ، وهو أنعم ما يكون من النبات . قال ابن سيده : هو مما يبالغون به . ابن الأعرابي الفراء في قوله تعالى : والذي أخرج المرعى فجعله غثاء أحوى قال : إذا صار النبت يبيسا فهو غثاء ، والأحوى الذي قد اسود من القدم والعتق ، وقد يكون معناه أيضا أخرج المرعى أحوى أي : أخضر فجعله غثاء بعد خضرته فيكون مؤخرا معناه التقديم . والأحوى : الأسود من الخضرة ، كما قال : مدهامتان . النضر : الأحوى من الخيل هو الأحمر السراة . وفي الحديث : خير الخيل الحو ؛ جمع أحوى وهو الذي يعلوه سواد . والحوة : الكمتة . الكميت أبو عبيدة : الأحوى هو أصفى من الأحم ، وهما يتدانيان حتى يكون الأحوى محلفا يحلف عليه أنه أحم . ويقال : احواوى يحواوي احويواء . الجوهري : احووى الفرس يحووي احوواء ، قال : وبعض العرب يقول حوي يحوى حوة ؛ حكاه عن الأصمعي في كتاب الفرس . قال في بعض النسخ : احووى ، بالتشديد ، وهو غلط ، قال : وقد أجمعوا على أنه لم يجئ في كلامهم فعل في آخره ثلاثة أحرف من جنس واحد إلا حرف واحد وهو ابيضض ؛ وأنشدوا : ابن بري
فالزمي الخص واخفضي تبيضضي
أبو خيرة : الحو من النمل نمل حمر يقال لها نمل سليمان . والأحوى : فرس قتيبة بن ضرار . والحواء : نبت يشبه لون الذئب ، واحدته حواءة . وقال أبو حنيفة : الحواءة بقلة لازقة بالأرض ، وهي سهلية ويسمو من وسطها قضيب عليه ورق أدق من ورق الأصل ، وفي رأسه برعومة طويلة فيها بزرها . والحواءة : الرجل اللازم بيته ، شبه بهذه النبتة . : هما حواءان أحدهما حواء الذعاليق وهو حواء البقر وهو من أحرار البقول ، والآخر حواء الكلاب وهو من الذكور ينبت في الرمث خشنا ؛ وقال : ابن شميل
كما تبسم للحواءة الجمل
وذلك لأنه لا يقدر على قلعها حتى يكشر عن أنيابه للزوقها بالأرض . الجوهري : وبعير أحوى إذا خالط خضرته سواد وصفرة . قال : وتصغير أحوى أحيو في لغة من قال أسيود ، واختلفوا في لغة من أدغم فقال عيسى بن عمر أحيي : فصرف ، وقال : هذا خطأ ، ولو جاز هذا لصرف أصم لأنه أخف من أحوى ولقالوا أصيم فصرفوا ، وقال سيبويه فيه أحيو ، قال أبو عمرو بن العلاء : ولو جاز هذا لقلت في عطاء عطي وقيل : أحي وهو القياس والصواب . وحوة الوادي : جانبه . سيبويه وحواء : زوج آدم ، عليهما السلام ، والحواء : اسم فرس علقمة بن شهاب . وحو : زجر للمعز وقد حوحى بها . والحو والحي : الحق . واللو واللي : الباطل . ولا يعرف الحو من اللو أي : لا يعرف الكلام البين من الخفي ، وقيل : لا يعرف الحق من الباطل . أبو عمرو : الحوة الكلمة من الحق . والحوة : موضع ببلاد كلب ؛ قال : ابن الرقاع
أو ظبية من ظباء الحوة ابتقلت مذانبا ، فجرت نبتا وحجرانا
قال : الذي في شعر ابن بري فجرت ، والحجران جمع حاجر مثل حائر وحوران ، وهو مثل الغدير يمسك الماء . والحواء ، مثل المكاء : نبت يشبه لون الذئب ، الواحدة حواءة ؛ قال ابن الرقاع : شاهده قول الشاعر : ابن بري
وكأنما شجر الأراك لمهرة حواءة نبتت بدار قرار
وحوي خبت : طائر ؛ وأنشد :
حوي خبت أين بت الليله ؟ بت قريبا أحتذي نعيله
وقال آخر :
كأنك في الرجال حوي خبت يزقي في حويات بقاع
وحوى الشيء يحويه حيا وحواية واحتواه واحتوى عليه : جمعه وأحرزه . واحتوى على الشيء : ألمأ عليه . وفي الحديث : ؛ الحواء : اسم المكان الذي يحوي الشيء أي : يجمعه ويضمه . وفي الحديث : أن امرأة قالت : إن ابني هذا كان بطني له حواء أن رجلا قال : يا رسول الله ، هل علي في مالي شيء إذا أديت زكاته ؟ قال : فأين ما تحاوت عليك الفضول ؟ هي تفاعلت من حويت الشيء إذا جمعته ؛ يقول : لا تدع المواساة من فضل مالك ، والفضول جمع فضل المال عن الحوائج ، ويروى : تحاوأت ، بالهمز ، وهو شاذ مثل لبأت بالحج . والحية : من الهوام معروفة ، تكون للذكر والأنثى بلفظ واحد ، وسنذكرها في ترجمة حيا ، وهو رأي الفارسي ؛ قال : وذكرتها هنا لأن ابن سيده أبا حاتم ذهب إلى أنها من حوى قال لتحويها في لوائها . ورجل حواء وحاو : يجمع الحيات ، قال : وهذا يعضد قول أبي حاتم أيضا . وحوى الحية : انطواؤها ؛ وأنشد ابن بري لأبي عنقاء الفزاري :
طوى نفسه طي الحرير ، كأنه حوى حية في ربوة ، فهو هاجع
وأرض محواة : كثيرة الحيات . قال الأزهري : اجتمعوا على ذلك . والحوية : كساء يحوى حول سنام البعير ثم يركب . الجوهري : الحوية كساء محشو حول سنام البعير وهي السوية . قال عمير بن وهب الجمحي يوم بدر وحنين لما نظر إلى أصحاب النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وحزرهم وأخبر عنهم : رأيت الحوايا عليها المنايا نواضح يثرب تحمل الموت الناقع . والحوية لا تكون إلا للجمال ، والسوية قد تكون [ ص: 282 ] لغيرها ، وهي الحوايا . : العرب تقول المنايا على الحوايا أي : قد تأتي المنية الشجاع وهو على سرجه . وفي حديث ابن الأعرابي صفية : كانت تحوي وراءه بعباءة أو كساء ؛ التحوية : أن تدير كساء حول سنام البعير ثم تركبه ، والاسم الحوية . والحوية : مركب يهيأ للمرأة لتركبه ، وحوى حوية عملها ؛ والحوية : استدارة كل شيء . وتحوى الشيء : استدار . الأزهري : الحوي استدارة كل شيء كحوي الحية وكحوي بعض النجوم إذا رأيتها على نسق واحد مستديرة . : الحوي المالك بعد استحقاق ، والحوي العليل ، والدوي الأحمق ، مشددات كلها . ابن الأعرابي الأزهري : والحوي أيضا الحوض الصغير يسويه الرجل لبعيره يسقيه فيه ، وهو المركو يقال : قد احتويت حويا . والحوايا : التي تكون في القيعان فهي حفائر ملتوية يملؤها ماء السماء فيبقى فيها دهرا طويلا ، لأن طين أسفلها علك صلب يمسك الماء ، واحدتها حوية ، وتسميها العرب الأمعاء تشبيها بحوايا البطن يستنقع فيها الماء . وقال أبو عمرو : الحوايا المساطح ، وهو أن يعمدوا إلى الصفا فيحوون له ترابا وحجارة تحبس عليهم الماء ، واحدتها حوية . قال : الحوايا آبار تحفر ببلاد ابن بري كلب في أرض صلبة يحبس فيها ماء السيول يشربونه طول سنتهم ؛ عن ابن خالويه . قال : والحوية صفاة يحاط عليها بالحجارة أو التراب فيجتمع فيها الماء . والحوية والحاوية والحاوياء : ما تحوى من الأمعاء ، وهي بنات اللبن ، وقيل : هي الدوارة منها ، والجمع حوايا ، تكون فعائل إن كانت جمع حوية ، وفواعل إن كانت جمع حاوية أو حاوياء . ابن سيده الفراء في قوله تعالى : أو الحوايا أو ما اختلط بعظم هي المباعر وبنات اللبن . : الحوية والحاوية واحدة وهي الدوارة التي في بطن الشاة . ابن الأعرابي : الحاويات بنات اللبن ، يقال : حاوية وحاويات وحاوياء ، ممدود . ابن السكيت أبو الهيثم : حاوية وحوايا مثل زاوية وزوايا ، ومنهم من يقول : حوية وحوايا مثل الحوية التي توضع على ظهر البعير ويركب فوقها ، ومنهم من يقول لواحدتها حاوياء ، وجمعها حوايا ؛ قال جرير :
تضغو الخنانيص ، والغول التي أكلت في حاوياء دروم الليل مجعار
الجوهري : حوية البطن وحاوية البطن وحاوياء البطن كله بمعنى ؛ قال جرير :
كأن نقيق الحب في حاويائه نقيق الأفاعي ، أو نقيق العقارب
وأنشد ابن بري لعلي ، كرم الله وجهه :
أضربهم ولا أرى معاويه الجاحظ العين ، العظيم الحاويه
وقال آخر :
وملح الوشيقة في الحاويه
يعني اللبن . وجمع الحوية حوايا وهي الأمعاء ، وجمع الحاوياء حواو على فواعل ، وكذلك جمع الحاوية ؛ قال : حواو لا يجوز عند ابن بري لأنه يجب قلب الواو التي بعد ألف الجمع همزة ، لكون الألف قد اكتنفها واوان ، وعلى هذا قالوا في جمع شاوية : شوايا ولم يقولوا شواو ، والصحيح أن يقال في جمع حاوية وحاوياء حوايا ، ويكون وزنها فواعل ومن قال في الواحدة حوية ، فوزن حوايا فعائل كصفية وصفايا ، والله أعلم . سيبويه الليث : الحواء أخبية يدانى بعضها من بعض ، تقول : هم أهل حواء واحد ، والعرب تقول لمجتمع بيوت الحي محتوى ومحوى وحواء ، والجمع أحوية ومحاو ؛ وقال :
ودهماء تستوفي الجزور كأنها بأفنية المحوى ، حصان مقيد
: والحواء والمحوى كلاهما جماعة بيوت الناس إذا تدانت ، والجمع الأحوية ، وهي من الوبر . وفي حديث ابن سيده قيلة : فوألنا إلى حواء ضخم ، الحواء : بيوت مجتمعة من الناس على ماء ، ووألنا أي : لجأنا ؛ ومنه الحديث الآخر : ويطلب في الحواء العظيم الكاتب فما يوجد . والتحوية : الانقباض ؛ قال : هذه عبارة ابن سيده اللحياني قال : وقيل للكلبة : ما تصنعين مع الليلة المطيرة ؟ فقالت : أحوي نفسي وأجعل نفسي عند استي ؛ قال : وعندي أن التحوي الانقباض ، والتحوية القبض . والحوية : طائر صغير ؛ عن كراع . وتحوى أي : تجمع واستدار . يقال : تحوت الحية . والحواة : الصوت كالخواة ، والخاء أعلى . وحوي : اسم ؛ أنشدثعلب لبعض اللصوص :
تقول وقد نكبتها عن بلادها : أتفعل هذا يا حوي على عمد ؟
وفي حديث أنس : ( شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي حتى حكم وحاء ) هما حيان من اليمن من وراء رمل يبرين ؛ قال أبو موسى : يجوز أن يكون حا من الحوة ، وقد حذفت لامه ، ويجوز أن يكون من حوى يحوي ، ويجوز أن يكون مقصورا . لا ممدودا . قال : والحاء حرف هجاء ، قال : وحكى ابن سيده صاحب العين حييت حاء ، فإذا كان هذا فهو من باب عييت ، قال : وهذا عندي من صاحب العين صنعة لا عربية ، قال : وإنما قضيت على الألف أنها واو لأن هذه الحروف وإن كانت صوتا في موضوعاتها فقد لحقت ملحق الأسماء وصارت كمال ، وإبدال الألف من الواو عينا أكثر من إبدالها من الياء ، قال : هذا مذهب وإذا كانت العين واوا كانت الهمزة ياء لأن باب لويت أكثر من باب قوة ، أعني أنه أن تكون الكلمة من حروف مختلفة أولى من أن تكون من حروف متفقة ، لأن باب ضرب أكثر من باب رددت ، قال : ولم أقض أنها همزة لأن حا وهمزة على النسق معدوم . وحكى سيبويه ثعلب عن معاذ الهراء أنه سمع العرب تقول : هذه قصيدة حاوية أي : على الحاء ، ومنهم من يقول حائية ، فهذا يقوي أن الألف الأخيرة همزة وضعية ، وقد قدمنا عدم حا وهمزة على نسق . وحم ، قال ثعلب : معناه لا ينصرون ، قال : والمعنى يا منصور اقصد بهذا لهم أو يا الله . قال : حم لا ينصرف جعلته اسما للسورة أو أضفت إليه ، لأنهم أنزلوه بمنزلة اسم أعجمي نحو هابيل وقابيل ؛ وأنشد : سيبويه
[ ص: 283 ]
وجدنا لكم ، في آل حميم ، آية تأولها منا تقي ومعرب
قال : هكذا أنشده ابن سيده ، ولم يجعل هنا حا مع ميم كاسمين ضم أحدهما إلى صاحبه ، إذ لو جعلهما كذلك لمد حا ، فقال حاء ميم ليصير كحضرموت . وحيوة : اسم رجل ، قال سيبويه : وإنما ذكرتها هاهنا لأنه ليس في الكلام ح ي و ، وإنما هي عندي مقلوبة من ح و ي ، إما مصدر حويت حية مقلوب ، وإما مقلوب عن الحية التي هي الهامة فيمن جعل الحية من ح و ي ، وإنما صحت الواو لنقلها إلى العلمية ، وسهل لهم ذلك القلب ، إذ لو أعلوا بعد القلب والقلب علة لتوالى إعلالان ، وقد تكون فيعلة من حوى يحوي ثم قلبت الواو ياء للكسرة فاجتمعت ثلاث ياءات ، فحذفت الأخيرة فبقي حية ، ثم أخرجت على الأصل فقيل حيوة . ابن سيده