تخبط الأرض بصم وقح وصلاب كالملاطيس سمر
أراد أنها تضربها بأخفافها إذا سارت . وفي حديث سعد أنه قال : لا تخبطوا خبط الجمل ولا تمطوا بآمين ، يقول : إذا قام قدم رجله يعني من السجود ، نهاه أن يقدم رجله عند القيام من السجود . والخبط في الدواب : الضرب بالأيدي دون الأرجل ، وقيل : يكون للبعير باليد والرجل . وكل ما ضربه بيده ، فقد خبطه ; أنشد : سيبويهفطرت بمنصلي في يعملات دوامي الأيد يخبطن السريحا
رأيت المنايا خبط عشواء من تصب تمته ومن تخطئ يعمر فيهرم
عنا ومد غاية المنحط قصر ذو الخوالع الأخبط
ونؤي كأعضاد الخبيط المهدم
وخبط القوم بسيفه يخبطهم خبطا : جلدهم . وخبط الشجرة بالعصا يخبطها خبطا : شدها ثم ضربها بالعصا ونفض ورقها منها ليعلفها [ ص: 13 ] الإبل والدواب ; قال الشاعر :
والصقع من خابطة وجرز
قال : صواب إنشاده والصقع ، بالخفض ، لأن قبله : ابن بري
بالمشرفيات وطعن وخز
الوخز : الطعن غير النافذ . والجرز : عمود من أعمدة الخباء . وفي التهذيب أيضا : الخبط ضرب ورق الشجر ، حتى ينحات عنه ثم يستخلف من غير أن يضر ذلك بأصل الشجرة وأغصانها . قال الليث : الخبط خبط ورق العضاه من الطلح ونحوه يخبط يضرب بالعصا فيتناثر ثم يعلف الإبل ، وهو ما خبطته الدواب أي كسرته . وفي حديث تحريم مكة والمدينة : نهى أن تخبط شجرها ; هو ضرب الشجر بالعصا ليتناثر ورقها ، واسم الورق الساقط الخبط ، بالتحريك ، فعل بمعنى مفعول ، وهو من علف الإبل . وفي حديث أبي عبيدة : . والمخبطة : القضيب والعصا ; قال خرج في سرية إلى أرض جهينة فأصابهم جوع فأكلوا الخبط فسموا جيش الخبط كثير :
إذا خرجت من بيتها حال دونها بمخبطة يا حسن من أنت ضارب
يعني زوجها أنه يخبطها . وفي الحديث : فضربتها ضرتها بمخبط فأسقطت جنينا ; المخبط ، بالكسر : العصا التي يخبط بها الشجر . وفي حديث عمر : لقد رأيتني بهذا الجبل أحتطب مرة وأختبط أخرى أي أضرب الشجر لينتثر الورق منه ، وهو الخبط . وفي الحديث : ( ; الغبط : حسد خاص فأراد - صلى الله عليه وسلم - أن الغبط لا يضر ضرر الحسد ، وأن ما يلحق الغابط من الضرر الراجع إلى نقصان الثواب دون الإحباط بقدر ما يلحق العضاه من خبط ورقها الذي هو دون قطعها واستئصالها ، ولأنه يعود بعد الخبط ورقها ، فهو وإن كان فيه طرف من الحسد فهو دونه في الإثم . والخبط : ما انتفض من ورقها إذا خبطت ، وقد اختبط له خبطا . والناقة تختبط الشوك : تأكله ; أنشد سئل هل يضر الغبط ؟ قال : لا إلا كما يضر العضاه الخبط ثعلب :
حوكت على نيرين إذ تحاك تختبط الشوك ولا تشاك
أي لا يؤذيها الشوك . وحوكت على نيرين أي أنها شحيمة قوية مكتنزة ، وخبط الليل يخبطه خبطا : سار فيه على غير هدى ; قال : ذو الرمة
سرت تخبط الظلماء من جانبي قسا وحب بها من خابط الليل زائر
وقولهم ما أدري أي خابط الليل هو أو أي خابط ليل هو أي أي الناس هو . وقيل : الخبط كل سير على غير هدى . وفي حديث علي - كرم الله وجهه : خباط عشوات ; أي يخبط في الظلام ، وهو الذي يمشي في الليل بلا مصباح فيتحير ويضل ، فربما تردى في بئر ، فهو كقولهم يخبط في عمياء إذا ركب أمرا بجهالة . والخباط ، بالضم : داء كالجنون وليس به . وخبطه الشيطان وتخبطه : مسه بأذى وأفسده . ويقال : بفلان خبطة من مس . وفي التنزيل : الذي يتخبطه الشيطان من المس ; أي يتوطؤه فيصرعه ، والمس الجنون . وفي حديث الدعاء : ( ) ; أي يصرعني ويلعب بي . والخبط باليدين : كالرمح بالرجلين . وخباطة معرفة : الأحمق كما قالوا للبحر خضارة . وروي عن وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان مكحول : أنه مر برجل نائم بعد العصر فدفعه برجله فقال : لقد عوفيت ، لقد دفع عنك ، إنها ساعة مخرجهم وفيها ينتشرون ، ففيها تكون الخبتة ; قال شمر : كان مكحول في لسانه لكنة وإنما أراد الخبطة من تخبطه الشيطان إذا مسه بخبل أو جنون ، وأصل الخبط ضرب البعير الشيء بخف يده . أبو زيد : خبطت الرجل أخبطه خبطا إذا وصلته . ابن بزرج : قالوا عليه خبطة جميلة أي مسحة جميلة في هيئته وسحنته . والخبط : طلب المعروف ، خبطه يخبطه خبطا واختبطه . والمختبط : الذي يسألك بلا وسيلة ولا قرابة ولا معرفة . وخبطه بخير : أعطاه من غير معرفة بينهما ; قال علقمة بن عبدة :
وفي كل حي قد خبطت بنعمة فحق لشأس من نداك ذنوب
وشأس : اسم أخي علقمة ، ويروى : قد خبط أراد خبطت فقلب التاء طاء وأدغم الطاء الأولى فيها ، ولو قال : خبت يريد خبطت لكان أقيس اللغتين ، لأن هذه التاء ليست متصلة بما قبلها اتصال تاء افتعلت بمثالها الذي هي فيه ، ولكنه شبه تاء خبطت بتاء افتعل فقلبها طاء لوقوع الطاء قبلها كقوله اطلع واطرد ، وعلى هذا قالوا فحصط برجلي كما قالوا اصطبر ; قال الشاعر :
ومختبط لم يلق من دوننا كفى وذات رضيع لم ينمها رضيعها
وقال لبيد :
ليبك على النعمان شرب وقينة ومحتبطات كالسعالي أرامل
ويقال : خبطه إذا سأله ; ومنه قول زهير :
يوما ولا خابطا من ماله ورقا
وقال أبو زيد : خبطت فلانا أخبطه إذا وصلته ; وأنشد في ترجمة جزح :
وإني إذا ضن الرفود برفده لمختبط من تالد المال جازح
قال : يقال اختبطني فلان إذا جاء يطلب المعروف من غير آصرة ; ومعنى البيت إني إذا بخل الرفود برفده فإني لا أبخل بل أكون مختبطا لمن سألني وأعطيه من تالد مالي أي القديم . ابن بري أبو مالك : الاختباط طلب المعروف والكسب . تقول : اختبطت فلانا واختبطت معروفه فاختبطني بخير . وفي حديث ابن عامر : قيل له في مرضه الذي مات فيه قد كنت تقري الضيف وتعطي المختبط ; هو طالب الرفد من غير سابق معرفة ولا وسيلة ، شبه بخابط الورق أو خابط الليل . والخباط ، بالكسر : سمة تكون في الفخذ طويلة عرضا وهي لبني سعد ، وقيل : هي التي تكون على الوجه ، حكاه ، وقال [ ص: 14 ] سيبويه : هي فوق الخد ، والجمع خبط ; قال ابن الأعرابي وعلة الجرمي :
أم هل صبحت بني الديان موضحة شنعاء باقية التلحيم والخبط ؟
وخبطه خبطا : وسمه بالخباط ; قال ابن الرماني في تفسير الخباط في كتاب : إنه الوسم في الوجه ، والعلاط والعراض في العنق ، قال : والعراض في العنق ، قال : والعراض يكون عرضا والعلاط يكون طولا . وخبط الرجل خبطا : طرح نفسه حيث كان ونام ; قال سيبويه أباق الدبيري
[ ويكنى أبا قريبة ] :
قوداء تهدي قلصا ممارطا يشدخن بالليل الشجاع الخابطا
الممارط : السراع ، واحدتها ممرطة . أبو عبيد : خبط مثل هبغ إذا نام . والخبطة : كالزكمة تأخذ قبل الشتاء ، وقد خبط ، فهو مخبوط . والخبطة : القطعة من كل شيء . والخبط والخبطة والخبيط : الماء القليل يبقى في الحوض ; قال :
إن تسلم الدفواء والضروط يصبح لها في حوضها خبيط
والدفواء والضروط : ناقتان . والخبطة ، بالكسر : اللبن القليل يبقى في السقاء ، ولا فعل له . قال أبو عبيد : الخبطة الجرعة من الماء تبقى في قربة أو مزادة أو حوض ، ولا فعل لها ; قال : هي الخبطة والخبطة والحقلة والحقلة والفرسة والفراسة والسحبة والسحابة ، كله : بقية الماء في الغدير . والحوض الصغير يقال له : الخبيط . ابن الأعرابي : الخبط والرفض نحو من النصف ويقال له الخبيط ، وكذلك الصلصلة . وفي الإناء خبط : وهو نحو النصف ، ويقال خبيط ; وأنشد : ابن السكيت
يصبح لها في حوضها خبيط
ويقال خبيطة ; وأنشد : ابن الأعرابي
هل رامني أحد يريد خبيطتي أم هل تعذر ساحتي ومكاني ؟
والخبطة : ما بقي في الوعاء من طعام أو غيره . قال أبو زيد : الخبط من الماء الرفض ، وهو ما بين الثلث إلى النصف من السقاء والحوض والغدير والإناء . قال : وفي القربة خبطة من ماء وهو مثل الجرعة ونحوها . ويقال : كان ذلك بعد خبطة من الليل أي بعد صدر منه . والخبطة : القطعة من البيوت والناس ، تقول منه : أتونا خبطة خبطة أي قطعة قطعة ، والجمع خبط ; قال :
افزع لجوف قد أتتك خبطا مثل الظلام والنهار اختلطا
قال أبو الربيع الكلابي : كان ذلك بعد خبطة من الليل وحذفة وخدمة أي قطعة . والخبيط : لبن رائب أو مخيض يصب عليه الحليب من اللبن ثم يضرب حتى يختلط ; وأنشد :
أو قبضة من حازر خبيط
والخباط : الضراب ; عن كراع . والخبطة : ضربة الفحل الناقة ; قال يصف جملا : ذو الرمة
خروج من الخرق البعيد نياطه وفي الشول يرضى خبطة الطرق ناجله