وصهباء طاف يهوديها وأبرزها وعليها ختم
أي عليها طينة مختومة ، مثل نفض بمعنى منفوض وقبض بمعنى مقبوض . والختم : المنع . والختم أيضا : حفظ ما في الكتاب بتعليم الطينة . وفي الحديث : ( آمين خاتم رب العالمين على عباده المؤمنين ) ; قيل : معناه طابعه ، وعلامته التي تدفع عنهم الأعراض والعاهات ، لأن خاتم الكتاب يصونه ويمنع الناظرين عما في باطنه ، وتفتح تاؤه وتكسر ، لغتان . والختم والخاتم والخاتم والخاتام والخيتام : من الحلي كأنه أول وهلة ختم به ، فدخل بذلك في باب الطابع ثم كثر استعماله لذلك وإن أعد الخاتم لغير الطبع ; وأنشد في الخيتام : ابن بري
يا هند ذات الجورب المنشق أخذت خيتامي بغير حق
ويروى : خاتامي ; قال : وقال آخر :
أتوعدنا بخيتام الأمير
قال : وشاهد الخاتام ما أنشده الفراء لبعض بني عقيل :
لئن كان ما حدثته اليوم صادقا أصم في نهار القيظ للشمس باديا
وأركب حمارا بين سرج وفروة وأعر من الخاتام صغرى شماليا
والجمع خواتم وخواتيم . وقال : الذين قالوا خواتيم إنما جعلوه تكسير فاعال ، وإن لم يكن في كلامهم ، وهذا دليل على أن سيبويه لم يعرف خاتاما ، وقد تختم به : لبسه ; ونهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن التختم بالذهب . وفي الحديث : ( سيبويه التختم بالياقوت ينفي الفقر ) ; يريد أنه إذا ذهب ماله باع خاتمه فوجد فيه غنى ; قال ابن الأثير : والأشبه ، إن صح الحديث ، أن يكون لخاصة فيه . وفي الحديث : ( ) أي إذا لبسه لغير حاجة وكان للزينة المحضة ، فكره له ذلك ورخصها للسلطان لحاجته إليها في ختم الكتب . وفي الحديث : ( أنه نهى عن لبس الخاتم إلا لذي سلطان ) لأنها كانت تتخذ من الشبه ، وقال في خاتم الحديد : ( أنه جاءه رجل عليه خاتم شبه ؛ فقال : ما لي أجد منك ريح الأصنام ؟ ؟ ) لأنه كان من زي الكفار الذين هم أصحاب النار . ويقال : فلان ختم عليك بابه أعرض عنك . وختم فلان لك بابه إذا آثرك على غيرك . وختم فلان القرآن إذا قرأه إلى آخره . ما لي أرى عليك حلية أهل النار : ختم الشيء يختمه ختما بلغ آخره وختم الله له بخير . وخاتم كل شيء وخاتمته : عاقبته وآخره . واختتمت الشيء : نقيض افتتحته . وخاتمة السورة : آخرها ; وقوله أنشده ابن سيده : الزجاج
إن الخليفة إن الله سربله سربال ملك به ترجى الخواتيم
إنما جمع خاتما على خواتيم اضطرارا . وختام كل مشروب : آخره . وفي التنزيل العزيز : ختامه مسك ، أي آخره لأن آخر ما يجدونه رائحة المسك ، وقال علقمة : أي خلطه مسك ، ألم تر إلى المرأة تقول للطيب خلطه مسك خلطه كذا ؟ وقال مجاهد : معناه مزاجه مسك ، قال : وهو قريب من قول علقمة ; وقال : عاقبته طعم المسك ، وقال ابن مسعود الفراء : قرأ علي - عليه السلام - خاتمه مسك ; وقال : أما رأيت المرأة تقول للعطار اجعل لي خاتمه مسكا ، تريد آخره ؟ قال الفراء : والخاتم والختام متقاربان في المعنى ، إلا أن الخاتم الاسم ، والختام المصدر ; قال : الفرزدق
فبتن جنابتي مصرعات وبت أفض أغلاق الختام
وقال : ومثل الخاتم والختام قولك للرجل : هو كريم الطابع والطباع ، قال : وتفسيره أن أحدهم إذا شرب وجد آخر كأسه ريح المسك . وختام الوادي : أقصاه . وختام القوم وخاتمهم وخاتمهم : آخرهم ; عن اللحياني ; ومحمد - صلى الله عليه وسلم - خاتم الأنبياء ، عليه وعليهم الصلاة والسلام . التهذيب : والخاتم والخاتم من أسماء النبي - صلى الله عليه وسلم - . وفي التنزيل العزيز : محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ما كان ; أي آخرهم ، قال : وقد قرئ وخاتم ; وقول العجاج :
مبارك للأنبياء خاتم
إنما حمله على القراءة المشهورة فكسر ، ومن أسمائه العاقب أيضا ومعناه آخر الأنبياء . وأعطاني ختمي أي حسبي ، قال دريد بن الصمة :
وإني دعوت الله لما كفرتني دعاء فأعطاني على ماقط ختمي
[ ص: 20 ] وهو من ذلك لأن حسب الرجل آخر طلبه . وختم زرعه يختمه ختما وختم عليه : سقاه أول سقية ، وهو الختم ، والختام اسم له لأنه إذا سقي ختم بالرجاء ، وقد ختموا على زروعهم أي سقوها وهي كراب بعد ; قال الطائفي : الختام أن تثار الأرض بالبذر حتى يصير البذر تحتها ثم يسقونها ، يقولون ختموا عليه ; قال أبو منصور : وأصل الختم التغطية ، وختم البذر تغطيته ، ولذلك قيل للزراع كافر لأنه يغطي البذر بالتراب . والختم : أفواه خلايا النحل . والختم : أن تجمع النحل من الشمع شيئا رقيقا أرق من شمع القرص فتطليه به ، والخاتم أقل وضح القوائم . وفرس مختم : بأشاعره بياض خفي كاللمع دون التخديم . وخاتم الفرس الأنثى : الحلقة الدنيا من ظبيتها . : الختم فصوص مفاصل الخيل ، واحدها ختام وختام . وتختم عن الشيء : تغافل وسكت . والمختم : الجوزة التي تدلك لتملاس فينقد بها ، تسمى التير بالفارسية . وجاء متختما أي متعمما . وما أحسن تختمه ، عن ابن الأعرابي الزجاجي ، والله أعلم .