[ ألف ]
ألف : الألف من العدد معروف مذكر ، والجمع آلف : قال
بكير أصم بني الحارث بن عباد :
عربا ثلاثة آلف وكتيبة ألفين أعجم من بني الفدام
وآلاف وألوف ، يقال ثلاثة آلاف إلى العشرة ، ثم ألوف جمع الجمع . قال الله - عز وجل - :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=243وهم ألوف حذر الموت ; فأما قول الشاعر :
وكان حاملكم منا ورافدكم وحامل المين بعد المين والألف
إنما أراد الآلاف فحذف للضرورة ، وكذلك أراد المئين فحذف الهمزة . ويقال : ألف أقرع لأن العرب تذكر الألف ، وإن أنث على أنه جمع فهو جائز ، وكلام العرب فيه التذكير ; قال
الأزهري : وهذا قول جميع النحويين . ويقال : هذا ألف واحد ولا يقال واحدة ، وهذا ألف أقرع أي تام ولا يقال قرعاء . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12758ابن السكيت : ولو قلت هذه ألف بمعنى هذه الدراهم ألف لجاز ; وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري في التذكير :
فإن يك حقي صادقا وهو صادقي نقد نحوكم ألفا من الخيل أقرعا
قال : وقال آخر :
ولو طلبوني بالعقوق أتيتهم بألف أؤديه إلى القوم أقرعا
وألف العدد وآلفه : جعله ألفا . وآلفوا : صاروا ألفا . وفي الحديث : أول حي آلف مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنو فلان . قال
أبو عبيد : يقال كان القوم تسعمائة وتسعة وتسعين فآلفتهم ، ممدود ، وآلفوا هم إذا صاروا ألفا ، وكذلك أمأيتهم فأمأوا إذا صاروا مائة .
الجوهري : آلفت القوم إيلافا أي كملتهم ألفا ، وكذلك آلفت الدراهم وآلفت هي . ويقال : ألف مؤلفة أي مكملة . وألفه يألفه ، بالكسر ، أي أعطاه ألفا ; قال الشاعر :
وكريمة من آل قيس ألفته حتى تبذخ فارتقى الأعلام
أي ورب
كريمة ، والهاء للمبالغة ، وارتقى إلى الأعلام ، فحذف إلى وهو يريده . وشارطه مؤالفة أي على ألف ; عن
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي . وألف الشيء ألفا وإلافا وولافا ; الأخيرة شاذة ، وألفانا وألفه : لزمه ، وآلفه إياه : ألزمه . وفلان قد ألف هذا الموضع ، بالكسر ، يألفه ألفا وآلفه أياه غيره ، ويقال أيضا : آلفت الموضع أولفه إيلافا ، وكذلك آلفت الموضع أؤالفه مؤالفة وإلافا ، فصارت صورة أفعل وفاعل في الماضي واحدة ،
[ ص: 133 ] وألفت بين الشيئين تأليفا فتألفا وأتلفا . وفي التنزيل العزيز :
nindex.php?page=tafseer&surano=106&ayano=1لإيلاف قريش nindex.php?page=tafseer&surano=106&ayano=2إيلافهم رحلة الشتاء والصيف ; فيمن جعل الهاء مفعولا ورحلة مفعولا ثانيا ، وقد يجوز أن يكون المفعول هنا واحدا على قولك آلفت الشيء كألفته ، وتكون الهاء والميم في موضع الفاعل كما تقول عجبت من ضرب زيد عمرا ، وقال
أبو إسحاق : في إيلاف
قريش ثلاثة أوجه : لإيلاف ، ولإلاف ، ووجه ثالث لإلف
قريش ، قال : وقد قرئ بالوجهين الأولين .
أبو عبيد : ألفت الشيء وآلفته بمعنى واحد لزمته ، فهو مؤلف ومألوف . وآلفت الظباء الرمل إذا ألفته ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذو الرمة :
من المؤلفات الرمل أدماء حرة شعاع الضحى في متنها يتوضح
أبو زيد : ألفت الشيء وألفت فلانا إذا أنست به ، وألفت بينهم تأليفا إذا جمعت بينهم بعد تفرق ، وألفت الشيء تأليفا إذا وصلت بعضه ببعض ; ومنه تأليف الكتب . وألفت الشيء أي وصلته . وآلفت فلانا الشيء إذا ألزمته إياه أولفه إيلافا ، والمعنى في قوله - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=106&ayano=1لإيلاف قريش لتؤلف
قريش الرحلتين فتتصلا ، ولا تنقطعا ، فاللام متصلة بالسورة التي قبلها ، أي أهلك الله أصحاب الفيل لتؤلف
قريش رحلتيها آمنين .
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : أصحاب الإيلاف أربعة إخوة :
هاشم وعبد شمس والمطلب ونوفل بنو عبد مناف ، وكانوا يؤلفون الجوار يتبعون بعضه بعضا يجيرون
قريشا بميرهم وكانوا يسمون المجيرين ، فأما هاشم فإنه أخذ حبلا من ملك الروم ، وأخذ
نوفل حبلا من
nindex.php?page=showalam&ids=16848كسرى ، وأخذ
عبد شمس حبلا من
nindex.php?page=showalam&ids=888النجاشي ، وأخذ
المطلب حبلا من ملوك حمير ، قال : فكان تجار
قريش يختلفون إلى هذه الأمصار بحبال هؤلاء الإخوة فلا يتعرض لهم ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري : من قرأ لإلافهم وإلفهم فهما من ألف يألف ، ومن قرأ لإيلافهم فهو من آلف يؤلف ، قال : ومعنى يؤلفون يهيئون ويجهزون . قال
أبو منصور : ، وهو على قول
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي بمعنى يجيرون ، والإلف والإلاف بمعنى ; وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=11952حبيب بن أوس في باب الهجاء
لمساور بن هند يهجو
بني أسد :
زعمتم أن إخوتكم قريشا لهم إلف وليس لكم إلاف
، قال
الفراء : من قرأ إلفهم فقد يكون من يؤلفون ، قال : وأجود من ذلك أن يجعل من يألفون رحلة الشتاء والصيف . والإيلاف : من يؤلفون أي يهيئون ويجهزون ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : كان
هاشم يؤلف إلى
الشام ،
وعبد شمس يؤلف إلى
الحبشة ، والمطلب إلى
اليمن ،
ونوفل إلى
فارس . قال : ويتألفون أي يستجيرون ; قال
الأزهري : ومنه قول
أبي ذؤيب :
توصل بالركبان حينا وتؤلف ال جوار ويغشيها الأمان ذمامها
وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : وقد علمت
قريش أن أول من أخذ لها الإيلاف
لهاشم ; الإيلاف : العهد والذمام كان
هاشم بن عبد مناف أخذه من الملوك
لقريش ، وقيل في قوله - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=106&ayano=1لإيلاف قريش يقول تعالى : أهلكت أصحاب الفيل لأولف
قريشا مكة ، ولتؤلف
قريش رحلة الشتاء والصيف أي تجمع بينهما ، إذا فرغوا من ذه أخذوا في ذه ، وهو كما تقول ضربته لكذا لكذا ، بحذف الواو ، وهي الألفة . وأتلف الشيء : ألف بعضه بعضا ، وألفه : جمع بعضه إلى بعض ، وتألف : تنظم . والإلف : الأليف . يقال : حنت الإلف إلى الإلف ، وجمع الأليف ألائف مثل تبيع وتبائع وأفيل وأفائل ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذو الرمة :
فأصبح البكر فردا من ألائفه يرتاد أحلية أعجازها شذب
والألاف : جمع آلف مثل كافر وكفار . وتألفه على الإسلام ، ومنه المؤلفة قلوبهم . التهذيب : في قوله - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=63لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ، قال : نزلت هذه الآية في المتحابين في الله ، قال : والمؤلفة قلوبهم في آية الصدقات قوم من سادات العرب أمر الله تعالى نبيه - صلى الله عليه وسلم - في أول الإسلام بتألفهم أي بمقاربتهم وإعطائهم ليرغبوا من وراءهم في الإسلام ، فلا تحملهم الحمية من ضعف نياتهم على أن يكونوا إلبا مع الكفار على المسلمين ، وقد نفلهم النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم
حنين بمائتين من الإبل تألفا لهم ، منهم
الأقرع بن حابس التميمي ،
والعباس بن مرداس السلمي ،
وعيينة بن حصن الفزاري ،
nindex.php?page=showalam&ids=12026وأبو سفيان بن حرب ، وقد قال بعض أهل العلم : إن النبي - صلى الله عليه وسلم - تألف في وقت بعض سادة الكفار ، فلما دخل الناس في دين الله أفواجا وظهر أهل دين الله على جميع أهل الملل ، أغنى الله - تعالى وله الحمد - عن أن يتألف كافر اليوم بمال يعطى لظهور أهل دينه على جميع الكفار ، والحمد لله رب العالمين ; وأنشد بعضهم :
إلاف الله ما غطيت بيتا دعائمه الخلافة والنسور
قيل : إلاف الله أمان الله ، وقيل : منزلة من الله . وفي حديث
حنين :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10368286إني أعطي رجالا حديثي عهد بكفر أتألفهم ; التألف : المداراة والإيناس ليثبتوا على الإسلام رغبة فيما يصل إليهم من المال ، ومنه حديث الزكاة : سهم للمؤلفة قلوبهم . والإلف : الذي : تألفه ، والجمع آلاف ، وحكى بعضهم في جمع إلف ألوف . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده : وعندي أنه جمع آلف كشاهد وشهود ، وهو الأليف ، وجمعه ألفاء والأنثى آلفة وإلف ; قال :
وحوراء المدامع إلف صخر
، وقال :
قفر فياف ترى ثور النعاج بها يروح فردا وتبقى إلفه طاويه
وهذا من شاذ البسيط لأن قوله طاويه فاعلن وضرب البسيط لا يأتي على فاعلن ، والذي حكاه
أبو إسحاق وعزاه إلى
الأخفش أن أعرابيا سئل أن يصنع بيتا تاما من البسيط فصنع هذا البيت ، وهذا ليس بحجة فيعتد بفاعلن ضربا في البسيط ، إنما هو في موضوع الدائرة ، فأما المستعمل فهو فعلن وفعلن . ويقال : فلان أليفي وإلفي وهم ألافي ، وقد نزع البعير إلى ألافه ; وقول
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذي الرمة :
أكن مثل ذي الألاف ، لزت كراعه [ ص: 134 ] إلى أختها الأخرى ، وولى صواحبه
يجوز الألاف ، وهو جمع آلف ، والآلاف جمع إلف . وقد ائتلف القوم ائتلافا وألف الله بينهم تأليفا . وأوالف الطير : التي قد ألفت
مكة والحرم ، شرفهما الله تعالى . وأوالف الحمام : دواجنها التي تألف البيوت ; قال
العجاج :
أوالفا مكة من ورق الحمى
أراد الحمام فلم يستقم له الوزن فقال الحمى ; وأما قول
رؤبة :
تالله لو كنت من الألاف
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : أراد بالألاف الذين يألفون الأمصار ، واحدهم آلف . وآلف الرجل : تجر . وألف القوم إلى كذا وتألفوا : استجاروا . والألف والأليف : حرف هجاء ; قال
اللحياني : قال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي الألف من حروف المعجم ، مؤنثة ، وكذلك سائر الحروف ، هذا كلام العرب وإن ذكرت جاز ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : حروف المعجم كلها تذكر وتؤنث كما أن الإنسان يذكر ويؤنث . وقوله عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=1الم nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=2ذلك الكتاب ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=1المص ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1المر ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : الذي اخترنا في تفسيرها قول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : إن " الم " : أنا الله أعلم ، و "
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=1المص " : أنا الله أعلم وأفصل ، و "
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1المر " : أنا الله أعلم وأرى ; قال بعض النحويين : موضع هذه الحروف رفع بما بعدها ، قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=1المص nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=2كتاب فكتاب مرتفع ب "
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=1المص " ، وكأن معناه "
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=1المص " حروف كتاب أنزل إليك ، قال : وهذا لو كان كما وصف لكان بعد هذه الحروف أبدا ذكر الكتاب ، فقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=1الم nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=2الله لا إله إلا هو الحي القيوم يدل على أن الأمر مرافع لها على قوله ، وكذلك :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=1يس nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=2والقرآن الحكيم ، وقد ذكرنا هذا الفصل مستوفى في صدر الكتاب عند تفسير الحروف المقطعة من كتاب الله عز وجل .
[ ألف ]
ألف : الْأَلْفُ مِنَ الْعَدَدِ مَعْرُوفٌ مُذَكَّرٌ ، وَالْجَمْعُ آلُفٌ : قَالَ
بُكَيْرٌ أَصَمُّ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ عَبَّادٍ :
عَرَبًا ثَلَاثَةَ آلُفٍ وَكَتِيبَةً أَلْفَيْنِ أَعْجَمَ مِنْ بَنِي الْفَدَّامِ
وَآلَافٌ وَأُلُوفٌ ، يُقَالُ ثَلَاثَةُ آلَافٍ إِلَى الْعَشْرَةِ ، ثُمَّ أُلُوفٌ جَمْعُ الْجَمْعِ . قَالَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=243وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ ; فَأَمَّا قَوْلُ الشَّاعِرِ :
وَكَانَ حَامِلُكُمْ مِنَّا وَرَافِدُكُمْ وَحَامِلٌ الْمِينَ بَعْدَ الْمِينَ وَالْأَلَفِ
إِنَّمَا أَرَادَ الْآلَافَ فَحَذَفَ لِلضَّرُورَةِ ، وَكَذَلِكَ أَرَادَ الْمِئِينَ فَحَذَفَ الْهَمْزَةَ . وَيُقَالُ : أَلْفٌ أَقْرَعُ لِأَنَّ الْعَرَبَ تُذَكِّرُ الْأَلْفَ ، وَإِنْ أُنِّثَ عَلَى أَنَّهُ جَمْعٌ فَهُوَ جَائِزٌ ، وَكَلَامُ الْعَرَبِ فِيهِ التَّذْكِيرُ ; قَالَ
الْأَزْهَرِيُّ : وَهَذَا قَوْلُ جَمِيعِ النَّحْوِيِّينَ . وَيُقَالُ : هَذَا أَلْفٌ وَاحِدٌ وَلَا يُقَالُ وَاحِدَةٌ ، وَهَذَا أَلْفٌ أَقْرَعُ أَيْ تَامٌّ وَلَا يُقَالُ قَرْعَاءُ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12758ابْنُ السِّكِّيتِ : وَلَوْ قُلْتَ هَذِهِ أَلْفٌ بِمَعْنَى هَذِهِ الدَّرَاهِمُ أَلْفٌ لَجَازَ ; وَأَنْشَدَ
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابْنُ بَرِّيٍّ فِي التَّذْكِيرِ :
فَإِنْ يَكُ حَقِّي صَادِقًا وَهْوَ صَادِقِي نَقُدْ نَحْوَكُمْ أَلْفًا مِنَ الْخَيْلِ أَقْرَعَا
قَالَ : وَقَالَ آخَرُ :
وَلَوْ طَلَبُونِي بِالْعَقُوقِ أَتَيْتُهُمْ بِأَلْفٍ أُؤَدِّيهِ إِلَى الْقَوْمِ أَقْرَعَا
وَأَلَّفَ الْعَدَدَ وَآلَفَهُ : جَعَلَهُ أَلْفًا . وَآلَفُوا : صَارُوا أَلْفًا . وَفِي الْحَدِيثِ : أَوَّلُ حَيٍّ آلَفَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَنُو فُلَانٍ . قَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ : يُقَالُ كَانَ الْقَوْمُ تِسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ فَآلَفْتُهُمْ ، مَمْدُودٌ ، وَآلَفُوا هُمْ إِذَا صَارُوا أَلْفًا ، وَكَذَلِكَ أَمْأَيْتُهُمْ فَأَمْأَوْا إِذَا صَارُوا مِائَةً .
الْجَوْهَرِيُّ : آلَفْتُ الْقَوْمَ إِيلَافًا أَيْ كَمَّلْتُهُمْ أَلْفًا ، وَكَذَلِكَ آلَفْتُ الدَّرَاهِمَ وَآلَفَتْ هِيَ . وَيُقَالُ : أَلْفٌ مَؤَلَّفَةٌ أَيْ مُكَمَّلَةٌ . وَأَلَفَهُ يَأْلِفُهُ ، بِالْكَسْرِ ، أَيْ أَعْطَاهُ أَلْفًا ; قَالَ الشَّاعِرُ :
وَكَرِيمَةٍ مِنْ آلِ قَيْسَ أَلَفْتُهُ حَتَّى تَبَذَّخَ فَارْتَقَى الْأَعْلَامِ
أَيْ وَرُبَّ
كَرِيمَةٍ ، وَالْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ ، وَارْتَقَى إِلَى الْأَعْلَامِ ، فَحَذَفَ إِلَى وَهُوَ يُرِيدُهُ . وَشَارَطَهُ مُؤَالَفَةً أَيْ عَلَى أَلْفٍ ; عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ . وَأَلَّفَ الشَّيْءَ أَلْفًا وَإِلَافًا وَوِلَافًا ; الْأَخِيرَةُ شَاذَّةٌ ، وَأَلَفَانًا وَأَلَفَهُ : لَزِمَهُ ، وَآلَفَهُ إِيَّاهُ : أَلْزَمَهُ . وَفُلَانٌ قَدْ أَلِفَ هَذَا الْمَوْضِعَ ، بِالْكَسْرِ ، يَأْلَفُهُ أَلَفًا وَآلَفَهُ أَيَّاهُ غَيْرُهُ ، وَيُقَالُ أَيْضًا : آلَفْتُ الْمَوْضِعَ أُولِفُهُ إِيلَافًا ، وَكَذَلِكَ آلَفْتُ الْمَوْضِعَ أُؤَالِفُهُ مُؤَالَفَةً وَإِلَافًا ، فَصَارَتْ صُورَةُ أَفْعَلَ وَفَاعَلَ فِي الْمَاضِي وَاحِدَةً ،
[ ص: 133 ] وَأَلَّفْتُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ تَأْلِيفًا فَتَأَلَّفَا وَأْتَلَفَا . وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=106&ayano=1لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ nindex.php?page=tafseer&surano=106&ayano=2إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ ; فِيمَنْ جَعَلَ الْهَاءَ مَفْعُولًا وَرِحْلَةَ مَفْعُولًا ثَانِيًا ، وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمَفْعُولُ هُنَا وَاحِدًا عَلَى قَوْلِكَ آلَفْتُ الشَّيْءَ كَأَلِفْتُهُ ، وَتَكُونُ الْهَاءُ وَالْمِيمُ فِي مَوْضِعِ الْفَاعِلِ كَمَا تَقُولُ عَجِبْتُ مِنْ ضَرْبِ زَيْدٍ عَمْرًا ، وَقَالَ
أَبُو إِسْحَاقَ : فِي إِيلَافِ
قُرَيْشٍ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ : لِإِيلَافِ ، وَلِإِلَافِ ، وَوَجْهٌ ثَالِثٌ لِإِلْفِ
قُرَيْشٍ ، قَالَ : وَقَدْ قُرِئَ بِالْوَجْهَيْنِ الْأَوَّلَيْنِ .
أَبُو عُبَيْدٍ : أَلِفْتُ الشَّيْءَ وَآلَفْتُهُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ لَزِمْتُهُ ، فَهُوَ مُؤْلَفٌ وَمَأْلُوفٌ . وَآلَفَتِ الظِّبَاءُ الرَّمْلَ إِذَا أَلِفَتْهُ ; قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذُو الرُّمَّةِ :
مِنَ الْمُؤْلِفَاتِ الرَّمْلِ أَدْمَاءُ حُرَّةٌ شُعَاعُ الضُّحَى فِي مَتْنِهَا يَتَوَضَّحُ
أَبُو زَيْدٍ : أَلِفْتُ الشَّيْءَ وَأَلِفْتُ فُلَانًا إِذَا أَنِسْتَ بِهِ ، وَأَلَّفْتُ بَيْنَهُمْ تَأْلِيفًا إِذَا جَمَعْتَ بَيْنَهُمْ بَعْدَ تَفَرُّقٍ ، وَأَلَّفْتُ الشَّيْءَ تَأْلِيفًا إِذَا وَصَلْتَ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ ; وَمِنْهُ تَأْلِيفُ الْكُتُبِ . وَأَلَّفْتُ الشَّيْءَ أَيْ وَصَلْتُهُ . وَآلَفْتُ فُلَانًا الشَّيْءَ إِذَا أَلْزَمْتَهُ إِيَّاهُ أُولِفُهُ إِيلَافًا ، وَالْمَعْنَى فِي قَوْلِهِ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=106&ayano=1لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ لِتُؤْلَفَ
قُرَيْشٌ الرِّحْلَتَيْنِ فَتَتَّصِلَا ، وَلَا تَنْقَطِعَا ، فَاللَّامُ مُتَّصِلَةٌ بِالسُّورَةِ الَّتِي قَبْلَهَا ، أَيْ أَهْلَكَ اللَّهُ أَصْحَابَ الْفِيلِ لِتُؤْلَفَ
قُرَيْشٌ رِحْلَتَيْهَا آمِنِينَ .
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ : أَصْحَابُ الْإِيلَافِ أَرْبَعَةُ إِخْوَةٍ :
هَاشِمٌ وَعَبْدُ شَمْسٍ وَالْمُطَّلِبُ وَنَوْفَلٌ بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ ، وَكَانُوا يُؤَلِّفُونَ الْجِوَارَ يُتْبِعُونَ بَعْضَهُ بَعْضًا يُجِيرُونَ
قُرَيْشًا بِمِيَرِهِمْ وَكَانُوا يُسَمَّوْنَ الْمُجِيرِينَ ، فَأَمَّا هَاشِمٌ فَإِنَّهُ أَخَذَ حَبْلًا مِنْ مَلِكِ الرُّومِ ، وَأَخَذَ
نَوْفَلٌ حَبْلًا مِنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16848كِسْرَى ، وَأَخَذَ
عَبْدُ شَمْسٍ حَبْلًا مِنَ
nindex.php?page=showalam&ids=888النَّجَاشِيِّ ، وَأَخَذَ
الْمُطَّلِبُ حَبْلًا مِنْ مُلُوكِ حِمْيَرَ ، قَالَ : فَكَانَ تُجَّارُ
قُرَيْشٍ يَخْتَلِفُونَ إِلَى هَذِهِ الْأَمْصَارِ بِحِبَالِ هَؤُلَاءِ الْإِخْوَةِ فَلَا يُتَعَرَّضُ لَهُمْ ; قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ : مَنْ قَرَأَ لِإِلَافِهِمْ وَإِلْفِهِمْ فَهُمَا مِنْ أَلِفَ يَأْلَفُ ، وَمَنْ قَرَأَ لِإِيلَافِهِمْ فَهُوَ مِنْ آلَفَ يُؤْلِفُ ، قَالَ : وَمَعْنَى يُؤَلِّفُونَ يُهَيِّئُونَ وَيُجَهِّزُونَ . قَالَ
أَبُو مَنْصُورٍ : ، وَهُوَ عَلَى قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ بِمَعْنَى يُجِيرُونَ ، وَالْإِلْفُ وَالْإِلَافُ بِمَعْنًى ; وَأَنْشَدَ
nindex.php?page=showalam&ids=11952حَبِيبُ بْنُ أَوْسٍ فِي بَابِ الْهِجَاءِ
لِمُسَاوِرِ بْنِ هِنْدٍ يَهْجُو
بَنِي أَسَدٍ :
زَعَمْتُمْ أَنَّ إِخْوَتَكُمْ قُرَيْشًا لَهُمْ إِلْفٌ وَلَيْسَ لَكُمْ إِلَافُ
، قَالَ
الْفَرَّاءُ : مَنْ قَرَأَ إِلْفِهِمْ فَقَدْ يَكُونُ مِنْ يُؤَلِّفُونَ ، قَالَ : وَأَجْوَدُ مِنْ ذَلِكَ أَنْ يُجْعَلَ مِنْ يَأْلَفُونَ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ . وَالْإِيلَافُ : مِنْ يُؤَلِّفُونَ أَيْ يُهَيِّئُونَ وَيُجَهِّزُونَ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ : كَانَ
هَاشِمٌ يُؤَلِّفُ إِلَى
الشَّامِ ،
وَعَبْدُ شَمْسٍ يُؤَلِّفُ إِلَى
الْحَبَشَةِ ، وَالْمُطَّلِبُ إِلَى
الْيَمَنِ ،
وَنَوْفَلٌ إِلَى
فَارِسَ . قَالَ : وَيَتَأَلَّفُونَ أَيْ يَسْتَجِيرُونَ ; قَالَ
الْأَزْهَرِيُّ : وَمِنْهُ قَوْلُ
أَبِي ذُؤَيْبٍ :
تَوَصَّلُ بِالرُّكْبَانِ حِينًا وَتُؤْلِفُ الْ جِوَارَ وَيُغْشِيهَا الْأَمَانَ ذِمَامُهَا
وَفِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ : وَقَدْ عَلِمَتْ
قُرَيْشٌ أَنَّ أَوَّلَ مَنْ أَخَذَ لَهَا الْإِيلَافَ
لَهَاشِمٌ ; الْإِيلَافُ : الْعَهْدُ وَالذِّمَامُ كَانَ
هَاشِمُ بْنُ عَبْدِ مُنَافٍ أَخَذَهُ مِنَ الْمُلُوكِ
لِقُرَيْشٍ ، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=106&ayano=1لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ يَقُولُ تَعَالَى : أَهْلَكْتُ أَصْحَابَ الْفِيلِ لَأُولِفَ
قُرَيْشًا مَكَّةَ ، وَلِتُؤَلِّفَ
قُرَيْشٌ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ أَيْ تَجْمَعَ بَيْنَهُمَا ، إِذَا فَرَغُوا مِنْ ذِهِ أَخَذُوا فِي ذِهِ ، وَهُوَ كَمَا تَقُولُ ضَرَبْتُهُ لِكَذَا لِكَذَا ، بِحَذْفِ الْوَاوِ ، وَهِيَ الْأُلْفَةُ . وَأْتَلَفَ الشَّيْءُ : أَلِفَ بَعْضُهُ بَعْضًا ، وَأَلَّفَهُ : جَمَعَ بَعْضَهُ إِلَى بَعْضٍ ، وَتَأَلَّفَ : تَنَظَّمَ . وَالْإِلْفُ : الْأَلِيفُ . يُقَالُ : حَنَّتِ الْإِلْفُ إِلَى الْإِلْفِ ، وَجَمْعُ الْأَلِيفِ أَلَائِفُ مِثْلَ تَبِيعٍ وَتَبَائِعَ وَأَفِيلٍ وَأَفَائِلَ ; قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذُو الرُّمَّةِ :
فَأَصْبَحَ الْبَكْرُ فَرْدًا مِنْ أَلَائِفِهِ يَرْتَادُ أَحْلِيَةً أَعْجَازُهَا شَذَبُ
وَالْأُلَّافُ : جَمْعُ آلِفٍ مِثْلُ كَافِرٍ وَكُفَّارٍ . وَتَأَلَّفَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ ، وَمِنْهُ الْمُؤَلَّفَةُ قُلُوبُهُمْ . التَّهْذِيبُ : فِي قَوْلِهِ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=63لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ، قَالَ : نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي الْمُتَحَابِّينَ فِي اللَّهِ ، قَالَ : وَالْمُؤَلَّفَةُ قُلُوبُهُمْ فِي آيَةِ الصَّدَقَاتِ قَوْمٌ مِنْ سَادَاتِ الْعَرَبِ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ بِتَأَلُّفِهِمْ أَيْ بِمُقَارَبَتِهِمْ وَإِعْطَائِهِمْ لِيُرَغِّبُوا مَنْ وَرَاءَهُمْ فِي الْإِسْلَامِ ، فَلَا تَحْمِلُهُمُ الْحَمِيَّةُ مِنْ ضَعْفِ نِيَّاتِهِمْ عَلَى أَنْ يَكُونُوا إِلْبًا مَعَ الْكُفَّارِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ ، وَقَدْ نَفَّلَهُمُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ
حُنَيْنٍ بِمِائَتَيْنِ مِنَ الْإِبِلِ تَأَلُّفًا لَهُمْ ، مِنْهُمُ
الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ ،
وَالْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيُّ ،
وَعُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ الْفَزَارِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12026وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ ، وَقَدْ قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ : إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَأَلَّفَ فِي وَقْتٍ بَعْضَ سَادَةِ الْكُفَّارِ ، فَلَمَّا دَخَلَ النَّاسُ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا وَظَهَرَ أَهْلُ دِينِ اللَّهِ عَلَى جَمِيعِ أَهْلِ الْمِلَلِ ، أَغْنَى اللَّهُ - تَعَالَى وَلَهُ الْحَمْدُ - عَنْ أَنْ يُتَأَلَّفَ كَافِرٌ الْيَوْمَ بِمَالٍ يُعْطَى لِظُهُورِ أَهْلِ دِينِهِ عَلَى جَمِيعِ الْكُفَّارِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ; وَأَنْشَدَ بَعْضُهُمْ :
إِلَافُ اللَّهِ مَا غَطَّيْتُ بَيْتًا دَعَائِمُهُ الْخِلَافَةُ وَالنُّسُورُ
قِيلَ : إِلَافُ اللَّهِ أَمَانُ اللَّهِ ، وَقِيلَ : مَنْزِلَةٌ مِنَ اللَّهِ . وَفِي حَدِيثِ
حُنَيْنٍ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10368286إِنِّي أُعْطِي رِجَالًا حَدِيثِي عَهْدٍ بِكُفْرٍ أَتَأَلَّفُهُمْ ; التَّأَلُّفُ : الْمُدَارَاةُ وَالْإِينَاسُ لَيَثْبُتُوا عَلَى الْإِسْلَامِ رَغْبَةً فِيمَا يَصِلُ إِلَيْهِمْ مِنَ الْمَالِ ، وَمِنْهُ حَدِيثُ الزَّكَاةِ : سَهْمٌ لِلْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ . وَالْإِلْفُ : الَّذِي : تَأْلَفُهُ ، وَالْجَمْعُ آلَافٌ ، وَحَكَى بَعْضُهُمْ فِي جَمْعِ إِلْفٍ أُلُوفٌ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابْنُ سِيدَهْ : وَعِنْدِي أَنَّهُ جَمْعُ آلِفٍ كَشَاهِدٍ وَشُهُودٍ ، وَهُوَ الْأَلِيفُ ، وَجَمْعُهُ أُلَفَاءُ وَالْأُنْثَى آلِفَةٌ وَإِلْفٌ ; قَالَ :
وَحَوْرَاءُ الْمَدَامِعِ إِلْفُ صَخْرِ
، وَقَالَ :
قَفْرٌ فَيَافٍ تَرَى ثَوْرَ النِّعَاجِ بِهَا يَرُوحُ فَرْدًا وَتَبْقَى إِلْفُهُ طَاوِيَهْ
وَهَذَا مِنْ شَاذِّ الْبَسِيطِ لِأَنَّ قَوْلَهُ طَاوِيَهْ فَاعِلُنْ وَضَرْبُ الْبَسِيطِ لَا يَأْتِي عَلَى فَاعِلُنْ ، وَالَّذِي حَكَاهُ
أَبُو إِسْحَاقَ وَعَزَاهُ إِلَى
الْأَخْفَشِ أَنَّ أَعْرَابِيًّا سُئِلَ أَنْ يَصْنَعَ بَيْتًا تَامًّا مِنَ الْبَسِيطِ فَصَنَعَ هَذَا الْبَيْتَ ، وَهَذَا لَيْسَ بِحُجَّةٍ فَيُعْتَدَّ بِفَاعِلُنْ ضَرْبًا فِي الْبَسِيطِ ، إِنَّمَا هُوَ فِي مَوْضُوعِ الدَّائِرَةِ ، فَأَمَّا الْمُسْتَعْمَلُ فَهُوَ فَعِلُنْ وَفَعْلُنْ . وَيُقَالُ : فُلَانٌ أَلِيفِي وَإِلْفِي وَهُمْ أُلَّافِي ، وَقَدْ نَزَعَ الْبَعِيرُ إِلَى أُلَّافِهِ ; وَقَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذِي الرُّمَّةِ :
أَكُنْ مِثْلَ ذِي الْأُلَّافِ ، لُزَّتْ كُرَاعُهُ [ ص: 134 ] إِلَى أُخْتِهَا الْأُخْرَى ، وَوَلَّى صَوَاحِبُهْ
يَجُوزُ الْأُلَّافُ ، وَهُوَ جَمْعُ آلِفٍ ، وَالْآلَافُ جَمْعُ إِلْفٍ . وَقَدِ ائْتَلَفَ الْقَوْمُ ائْتِلَافًا وَأَلَّفَ اللَّهُ بَيْنَهُمْ تَأْلِيفًا . وَأَوَالِفُ الطَّيْرِ : الَّتِي قَدْ أَلِفَتْ
مَكَّةَ وَالْحَرَمَ ، شَرَّفَهُمَا اللَّهُ تَعَالَى . وَأَوَالِفُ الْحَمَامِ : دَوَاجِنُهَا الَّتِي تَأْلَفُ الْبُيُوتَ ; قَالَ
الْعَجَّاجُ :
أَوَالِفًا مَكَّةَ مِنْ وُرْقِ الْحِمَى
أَرَادَ الْحَمَامَ فَلَمْ يَسْتَقِمْ لَهُ الْوَزْنُ فَقَالَ الْحِمَى ; وَأَمَّا قَوْلُ
رُؤْبَةَ :
تَاللَّهِ لَوْ كُنْتُ مِنَ الْأُلَّافِ
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ : أَرَادَ بِالْأُلَّافِ الَّذِينَ يَأْلَفُونَ الْأَمْصَارَ ، وَاحِدُهَمْ آلِفٌ . وَآلَفَ الرَّجُلُ : تَجَرَ . وَأَلَّفَ الْقَوْمُ إِلَى كَذَا وَتَأَلَّفُوا : اسْتَجَارُوا . وَالْأَلِفُ وَالْأَلِيفُ : حَرْفُ هِجَاءٍ ; قَالَ
اللِّحْيَانِيُّ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ الْأَلِفُ مِنْ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ ، مُؤَنَّثَةٌ ، وَكَذَلِكَ سَائِرُ الْحُرُوفِ ، هَذَا كَلَامُ الْعَرَبِ وَإِنْ ذُكِّرَتْ جَازَ ; قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ : حُرُوفُ الْمُعْجَمِ كُلُّهَا تُذَكَّرُ وَتُؤَنَّثُ كَمَا أَنَّ الْإِنْسَانَ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ . وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=1الم nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=2ذَلِكَ الْكِتَابُ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=1المص ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1المر ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الَّذِي اخْتَرْنَا فِي تَفْسِيرِهَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ : إِنَّ " الم " : أَنَا اللَّهُ أَعْلَمُ ، وَ "
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=1المص " : أَنَا اللَّهُ أَعْلَمُ وَأُفَصِّلُ ، وَ "
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=1المر " : أَنَا اللَّهُ أَعْلَمُ وَأَرَى ; قَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ : مَوْضِعُ هَذِهِ الْحُرُوفِ رَفْعٌ بِمَا بَعْدَهَا ، قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=1المص nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=2كِتَابٌ فَكِتَابٌ مُرْتَفِعٌ بِ "
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=1المص " ، وَكَأَنَّ مَعْنَاهُ "
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=1المص " حُرُوفُ كِتَابٍ أُنْزِلَ إِلَيْكَ ، قَالَ : وَهَذَا لَوْ كَانَ كَمَا وُصِفَ لَكَانَ بَعْدَ هَذِهِ الْحُرُوفِ أَبَدًا ذِكْرُ الْكِتَابِ ، فَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=1الم nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=2اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْأَمْرَ مَرَافِعٌ لَهَا عَلَى قَوْلِهِ ، وَكَذَلِكَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=1يس nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=2وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ، وَقَدْ ذَكَرْنَا هَذَا الْفَصْلَ مُسْتَوْفًى فِي صَدْرِ الْكِتَابِ عِنْدَ تَفْسِيرِ الْحُرُوفِ الْمُقَطَّعَةِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .