ألك : في ترجمة علج : يقال هذا ألوك صدق وعلوك صدق وعلوج صدق لما يؤكل ، وما تلوكت بألوك وما تعلجت بعلوج . الليث : الألوك الرسالة ، وهي المألكة ، على مفعلة ، سميت ألوكا لأنه يؤلك في الفم ، مشتق من قول العرب : الفرس يألك اللجم ، والمعروف يلوك أو يعلك ، أي يمضغ . : ألك الفرس اللجام في فيه يألكه علكه . والألوك والمألكة والمألكة : الرسالة لأنها تؤلك في الفم ، قال ابن سيده لبيد :
وغلام أرسلته أمه بألوك ، فبذلنا ما سأل
، قال الشاعر :
أبلغ أبا دختنوس مألكة عن الذي قد يقال م الكذب
قال : ابن بري أبو دختنوس هو لقيط بن زرارة ودختنوس ابنته ، سماها باسم بنت كسرى ; قال فيها :
يا ليت شعري عنك دختنوس إذا أتاك الخبر المرموس
قال : ، وقد يقال مألكة ومألك ; وقوله :
أبلغ يزيد بني شيبان مألكة أبا ثبيت أما تنفك تأتكل
إنما أراد تأتلك من الألوك ; حكاه يعقوب في المقلوب . قال : ولم نسمع نحن في الكلام تأتلك من الألوك فيكون هذا محمولا عليه مقلوبا منه ; فأما قول ابن سيده : عدي بن زيد
أبلغ النعمان عني مألكا أنه قد طال حبسي وانتظاري
فإن قال : ليس في الكلام مفعل ، وروي عن سيبويه محمد بن يزيد أنه قال : مألك جمع مألكة ، وقد يجوز أن يكون من باب انقحل في القلة ، والذي روي عن أقيس ; قال ابن عباس : ومثله مكرم ومعون ; قال الشاعر : ابن بري
ليوم روع أو فعال مكرم
، قال جميل :
بثين الزمي لا إن لا إن لزمته على كثرة الواشين
، أي معون
قال : ونظير البيت المتقدم قول الشاعر :
أيها القاتلون ظلما حسينا أبشروا بالعذاب والتنكيل
! كل أهل السماء يدعو عليكم من نبي وملأك ورسول
ويقال : ألك بين القوم إذا ترسل ألكا وألوكا ، والاسم منه الألوك ، وهي الرسالة ، وكذلك الألوكة والمألكة والمألك ، فإن نقلته بالهمزة قلت ألكته إليه رسالة ، والأصل أألكته فأخرت الهمزة بعد اللام وخففت بنقل حركتها على ما قبلها وحذفها ، فإن أمرت من هذا الفعل المنقول بالهمزة قلت ألكني إليها برسالة ، وكان مقتضى هذا اللفظ أن يكون معناه أرسلني إليها برسالة ، إلا أنه جاء على القلب إذ المعنى كن رسولي إليها بهذه الرسالة فهذا على حد قولهم :
ولا تهيبني الموماة أركبها
أي ولا أتهيبها ، وكذلك ألكني لفظه يقضي بأن المخاطب مرسل والمتكلم مرسل ، وهو في المعنى بعكس ذلك ، وهو أن المخاطب مرسل والمتكلم مرسل ; وعلى ذلك قول ابن أبي ربيعة :
ألكني إليها بالسلام فإنه ينكر إلمامي بها ويشهر
[ ص: 136 ] أي بلغها سلامي وكن رسولي إليها ، وقد تحذف هذه الباء فيقال ألكني إليها السلام ; قال عمرو بن شأس :
ألكني إلى قومي السلام رسالة بآية ما كانوا ضعافا ولا عزلا
فالسلام مفعول ثان ، ورسالة بدل منه ، وإن شئت حملته إذا نصبت على معنى بلغ عني رسالة والذي وقع في شعر عمرو بن شأس :
ألكني إلى قومي السلام ورحمة ال إله فما كانوا ضعافا ولا عزلا
، وقد يكون المرسل هو المرسل إليه ، وذلك كقولك ألكني إليك السلام أي كن رسولي إلى نفسك بالسلام ; وعليه قول الشاعر
[ النابغة الذبياني يخاطب عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري ] :
ألكني يا عيين إليك قولا ستهديه الرواة إليك عني
وفي حديث وأبيه وعمه : زيد بن حارثة
ألكني إلى قومي وإن كنت نائيا فإني قطين البيت عند المشاعر
أي بلغ رسالتي من الألوك والمألكة ، وهي الرسالة . قال كراع : المألك الرسالة ولا نظير لها أي لم يجئ على مفعل إلا هي . وألكه يألكه ألكا : أبلغه الألوك . : يقال : ألكني إلى فلان يراد به أرسلني ، وللاثنين ألكاني وألكوني وألكيني وألكاني وألكنني ، والأصل في ألكني ألئكني فحولت كسرة الهمزة إلى اللام وأسقطت الهمزة ; وأنشد : ابن الأنباري
ألكني إليها بخير الرسو ل أعلمهم بنواحي الخبر
قال : ومن بنى على الألوك قال : أصل ألكني أألكني فحذفت الهمزة الثانية تخفيفا ; وأنشد :
ألكني يا عيين إليك قولا
قال أبو منصور : ألكني ألك لي ، وقال : ألكني إليه أي كن رسولي إليه ; قال ابن الأنباري أبو عبيد في قوله :
ألكني يا عيين إليك عني
أي أبلغ عني الرسالة إليك ، والملك مشتق منه ، وأصله مألك ، ثم قلبت الهمزة إلى موضع اللام فقيل ملأك ، ثم خففت الهمزة بأن ألقيت حركتها على الساكن الذي قبلها فقيل ملك ; وقد يستعمل متمما والحذف أكثر :
فلست لإنسي ولكن لملأك تنزل من جو السماء يصوب
والجمع ملائكة ، دخلت فيها الهاء لا لعجمة ولا لنسب ، ولكن على حد دخولها في القشاعمة والصياقلة ، وقد قالوا الملائك . : هي المألكة والملأكة على القلب . والملائكة : جمع ملأكة ثم ترك الهمز فقيل ملك في الوحدان ، وأصله ملأك كما ترى . ويقال : جاء فلان قد استألك مألكته أي حمل رسالته . ابن السكيت