خمط : قال الله - عز وجل - في قصة أهل سبأ : [ ص: 159 ] وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل ؛ قال الليث : الخمط ضرب من الأراك له حمل يؤكل ، وقال : يقال لكل نبت قد أخذ طعما من مرارة حتى لا يمكن أكله خمط ، وقال الزجاج الفراء : الخمط في التفسير ثمر الأراك وهو البرير ، وقيل : شجر له شوك ، وقيل : الخمط في الآية شجر قاتل أو سم قاتل ، وقيل : الخمط الحمل القليل من كل شجرة ، والخمط شجر مثل السدر وحمله كالتوت ، وقرئ : " ذواتي أكل خمط " ، بالإضافة . قال : من جعل الخمط الأراك فحق القراءة بالإضافة لأن الأكل للجني فأضافه إلى الخمط ، ومن جعل الخمط ثمر الأراك فحق القراءة أن تكون بالتنوين ، ويكون الخمط بدلا من الأكل ، وبكل قرأته القراء . ابن بري : الخمط ثمر يقال له فسوة الضبع على صورة الخشخاش ، يتفرك ولا ينتفع به . وقد خمط اللحم يخمطه خمطا ، فهو خميط : شواه ، وقيل : شواه فلم ينضجه . وخمط الحمل والشاة والجدي يخمطه خمطا ، وهو خميط : سلخه ونزع جلده وشواه ، فإذا نزع عنه شعره وشواه فهو السميط ، وقيل : الخمط بالنار ، والسمط بالماء . والخميط : المشوي ، والسميط : الذي نزع عنه شعره . والخماط : الشواء ؛ قال ابن الأعرابي رؤبة :
شاك يشك خلل الآباط شك المشاوي نقد الخماط
أراد بالمشاوي : السفافيد تدخل في خلل الآباط ، قال : والخماط السماط ، الواحد خامط وسامط . والخمطة : ريح نور الكرم وما أشبهه مما له ريح طيبة وليست بشديدة الذكاء طيبا . والخمطة : الخمر التي أخذت ريحا ، وقالاللحياني : الخمطة التي قد أخذت شيئا من الريح كريح النبق والتفاح . يقال : خمطت الخمر ، وقيل : الخمطة الحامضة مع ريح ؛ قال أبو ذؤيب :
عقار كماء الني ليست بخمطة ولا خلة يكوي الوجوه شهابها
ويروى : يكوي الشروب شهابها . وقيل : إذا أعجلت عن الاستحكام في دنها فهي خمطة . وكل طري أخذ طعما ولم يستحكم ، فهو خمط ؛ وقال خالد بن زهير الهذلي :
ولا تسبقن للناس مني بخمطة من السم مذرور عليها ذرورها
يعني طرية حديثة كأنها عنده أحد ؛ وقال المتنخل :
مشعشعة كعين الديك فيها حمياها من الصهب الخماط
اختارها حديثة ، واختارها أبو ذؤيب عتيقة ، ولذلك قال : ليست بخمطة . وقال أبو حنيفة : الخمطة الخمرة التي أعجلت عن استحكام ريحها فأخذت ريح الإدراك كريح التفاح ولم تدرك بعد ، ويقال : هي الحامضة ، وقال أبو زيد : الخمطة أول ما تبتدئ في الحموضة قبل أن تشتد ، وقال السكري في بيت خالد بن زهير الهذلي : عنى بالخمطة اللوم والكلام القبيح . ولبن خمط وخامط : طيب الريح ، وقيل : هو الذي قد أخذ شيئا من الريح كريح النبق أو التفاح ، وكذلك سقاء خامط ، خمط يخمط خمطا وخموطا وخمط خمطا ، وخمطته وخمطته رائحته ، وقيل : خمطه أن يصير كالخطمي إذا لجنه وأوخفه ، وقيل : الخمط الحامض ، وقيل : هو المر من كل شيء ؛ وذكر أبو عبيدة أن اللبن إذا ذهب عنه حلاوة الحلب ولم يتغير طعمه فهو سامط ، فإن أخذ شيئا من الريح فهو خامط ، فإن أخذ شيئا من طعم فهو ممحل ، فإذا كان فيه طعم الحلاوة فهو قوهة . اليزيدي : الخامط الذي يشبه ريحه ريح التفاح ، وكذلك الخمط أيضا ؛ قال : ابن أحمر
وما كنت أخشى أن تكون منيتي ضريب جلاد الشول خمطا وصافيا
التهذيب : لبن خمط وهو الذي يحقن في سقاء ثم يوضع على حشيش حتى يأخذ من ريحه فيكون خمطا طيب الريح طيب الطعم . والخمط من اللبن : الحامض . وأرض خمطة وخمطة : طيبة الرائحة ، وقد خمطت وخمطت . وخمط السقاء وخمط خمطا وخمطا ، فهو خمط : تغيرت رائحته ، ضد . : وهي الخمطة . وتخمط الفحل : هدر . وخمط الرجل وتخمط : غضب وتكبر وثار ؛ قال : سيبويه
إذا تخمط جبار ثنوه إلى ما يشتهون ولا يثنون إن خمطوا
والتخمط : التكبر ، قال :
إذا رأوا من ملك تخمطا أو خنزوانا ضربوه ما خطا
ومنه قول : الكميت
إذا ما تسامت للتخمط صيدها
: التخمط الأخذ والقهر بغلبة ؛ وأنشد : الأصمعي
إذا مقرم منا ذرا حد نابه تخمط فينا ناب آخر مقرم
ورجل متخمط : شديد الغضب له ثورة وجلبة . وفي حديث رفاعة ، فتخمط عمر أي غضب . ويقال للبحر إذا التطمت أمواجه : إنه لخمط الأمواج . وبحر خمط الأمواج : مضطربها ؛ قال قال : الماء من الماء سويد بن أبي كاهل :
ذو عباب زبد آذيه خمط التيار يرمي بالقلع
يعني بالقلع الصخر أي يرمي بالصخرة العظيمة . وتخمط البحر : التطم أيضا .