خيل : خال الشيء يخال خيلا وخيلة وخيلة وخالا وخيلا وخيلانا ومخالة ومخيلة وخيلولة : ظنه ، وفي المثل : من يسمع يخل أي يظن ، وهو من باب ظننت وأخواتها التي تدخل على الابتداء والخبر ، فإن ابتدأت بها أعملت ، وإن وسطتها أو أخرت فأنت بالخيار بين الإعمال والإلغاء ؛ قال جرير في الإلغاء :
أبالأراجيز يا ابن اللؤم توعدني وفي الأراجيز خلت اللؤم والخور
قال : ومثله في الإلغاء ابن بري للأعشى :
وما خلت أبقى بيننا من مودة عراض المذاكي المسنفات القلائصا
وفي الحديث : ما إخالك سرقت ؛ أي ما أظنك ؛ وتقول في مستقبله : إخال ، بكسر الألف ، وهو الأفصح ، وبنو أسد يقولون أخال ، بالفتح ، وهو القياس ، والكسر أكثر استعمالا . التهذيب : تقول خلته زيدا إخاله وأخاله خيلانا ، وقيل في المثل : من يشبع يخل ، وكلام العرب : من يسمع يخل ؛ قال أبو عبيد : ومعناه من يسمع أخبار الناس ومعايبهم يقع في نفسه عليهم المكروه ، ومعناه أن المجانبة للناس أسلم ، وقال ابن هانئ في قولهم من يسمع يخل : يقال ذلك عند تحقيق الظن ، ويخل مشتق من تخيل إلى . وفي حديث طهفة : نستحيل الجهام ونستخيل الرهام ؛ واستحال الجهام أي نظر إليه هل يحول أي يتحرك . واستخلت الرهام إذا نظرت إليها فخلتها ماطرة . وخيل فيه الخير وتخيله : ظنه وتفرسه . وخيل عليه : شبه . وأخال الشيء : اشتبه . يقال : هذا الأمر لا يخيل على أحد أي لا يشكل . وشيء مخيل أي مشكل . وفلان يمضي على المخيل أي على ما خيلت أي ما شبهت يعني على غرر من غير يقين ، وقد يأتي خلت بمعنى علمت ؛ قال : ابن أحمر
ولرب مثلك قد رشدت بغيه وإخال صاحب غيه لم يرشد
قال ابن حبيب : إخال هنا أعلم . وخيل عليه تخييلا : وجه التهمة إليه . والخال : الغيم ؛ وأنشد لشاعر : ابن بري
باتت تشيم بذي هارون من حضن خالا يضيء إذا ما مزنه ركدا
والسحابة المخيل والمخيلة والمخيلة : التي إذا رأيتها حسبتها ماطرة ، وفي التهذيب : المخيلة ، بفتح الميم ، السحابة ، وجمعها مخايل ، وقد يقال للسحاب الخال ، فإذا أرادوا أن السماء قد تغيمت قالوا قد أخالت ، فهي مخيلة ، بضم الميم ، وإذا أرادوا السحابة نفسها قالوا [ ص: 192 ] هذه مخيلة ، بالفتح . وقد أخيلنا وأخيلت السماء وخيلت وتخيلت : تهيأت للمطر فرعدت وبرقت ، فإذا وقع المطر ذهب اسم التخيل . وأخلنا وأخيلنا : شمنا سحابة مخيلة . وتخيلت السماء أي تغيمت . التهذيب : يقال خيلت السحابة إذا أغامت ولم تمطر . وكل شيء كان خليقا فهو مخيل ؛ يقال : إن فلانا لمخيل للخير . : خيلت السماء للمطر وما أحسن مخيلتها وخالها أي خلاقتها للمطر . وقد أخالت السحابة وأخيلت وخايلت إذا كانت ترجى للمطر . وقد أخلت السحابة وأخيلتها إذا رأيتها مخيلة للمطر . والسحابة المختالة : كالمخيلة ؛ قال ابن السكيت كثير بن مزرد :
كاللامعات في الكفاف المختال
والخال : سحاب لا يخلف مطره ؛ قال :
مثل سحاب الخال سحا مطره
وقال صخر الغي :
يرفع للخال ريطا كثيفا
وقيل : الخال السحاب الذي إذا رأيته حسبته ماطرا ولا مطر فيه . وقول طهفة : نستخيل الجهام ؛ هو نستفعل من خلت أي ظننت أي نظنه خليقا بالمطر ، وقد أخلت السحابة وأخيلتها . التهذيب : والخال خال السحابة إذا رأيتها ماطرة . وفي حديث عائشة - رضي الله عنها : كان إذا رأى في السماء اختيالا تغير لونه ؛ الاختيال : أن يخال فيها المطر ، وفي رواية : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى مخيلة أقبل وأدبر وتغير ؛ قالت عائشة : فذكرت ذلك له فقال : وما يدرينا ؟ لعله كما ذكر الله : فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم . قال ابن الأثير : المخيلة موضع الخيل وهو الظن كالمظنة وهي السحابة الخليقة بالمطر ، قال : ويجوز أن تكون مسماة بالمخيلة التي هي مصدر كالمحسبة من الحسب . والخال : البرق ، حكاه أبو زياد ورده عليه أبو حنيفة . وأخالت الناقة إذا كان في ضرعها لبن ؛ قال : وأراه على التشبيه بالسحابة . والخال : الرجل السمح يشبه بالغيم حين يبرق ، وفي التهذيب : تشبيها بالخال وهو السحاب الماطر . والخال والخيل والخيلاء والخيلاء والأخيل والخيلة والمخيلة ، كله : الكبر . وقد اختال وهو ذو خيلاء وذو خال وذو مخيلة أي ذو كبر . وفي حديث ابن سيده : كل ما شئت والبس ما شئت ما أخطأتك خلتان : سرف ومخيلة . وفي حديث ابن عباس زيد بن عمرو بن نفيل : البر أبقى لا الخال . يقال : هو ذو خال أي ذو كبر ؛ قال العجاج :
والخال ثوب من ثياب الجهال والدهر فيه غفلة للغفال
قال أبو منصور : وكأن الليث جعل الخال هنا ثوبا وإنما هو الكبر . وفي التنزيل العزيز : إن الله لا يحب كل مختال فخور ؛ فالمختال : المتكبر ؛ قال أبو إسحاق : المختال الصلف المتباهي الجهول الذي يأنف من ذوي قرابته إذا كانوا فقراء ، ومن جيرانه إذا كانوا كذلك ، ولا يحسن عشرتهم ، ويقال : هو ذو خيلة أيضا ؛ قال الراجز :
يمشي من الخيلة يوم الورد بغيا كما يمشي ولي العهد
وفي الحديث : ؛ الخيلاء والخيلاء ، بالضم والكسر : الكبر والعجب ، وقد اختال فهو مختال . وفي الحديث : من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه من الخيلاء ما يحبه الله في الصدقة وفي الحرب ، أما الصدقة فإنه تهزه أريحية السخاء فيعطيها طيبة بها نفسه ولا يستكثر كثيرا ولا يعطي منها شيئا إلا وهو له مستقل ، وأما الحرب فإنه يتقدم فيها بنشاط وقوة ونخوة وجنان ؛ ومنه الحديث : ؛ وهو تفعل وافتعل منه . ورجل خال أي مختال ؛ ومنه قوله : بئس العبد عبد تخيل واختال
إذا تحرد لا خال ولا بخل
قال : ورجل خال وخائل وخال ، على القلب ، ومختال وأخائل ذو خيلاء معجب بنفسه ، ولا نظير له من الصفات إلا رجل أدابر لا يقبل قول أحد ولا يلوي على شيء ، وأباتر يبتر رحمه يقطعها ، وقد تخيل وتخايل ، وقد خال الرجل ، فهو خائل ؛ قال الشاعر : ابن سيده
فإن كنت سيدنا سدتنا وإن كنت للخال فاذهب فخل
وجمع الخائل خالة مثل بائع وباعة ؛ قال : ومثله سائق وساقة وحائك وحاكة ، قال : وروي البيت فاذهب فخل ، بضم الخاء ، لأن فعله خال يخول ، قال : وكان حقه أن يذكر في خول ، وقد ذكرناه نحن هناك ؛ قال ابن بري : وإنما ذكره ابن بري الجوهري هنا لقولهم الخيلاء ، قال : وقياسه الخولاء وإنما قلبت الواو فيه ياء حملا على الاختيال كما قالوا مشيب حيث قالوا شيب فأتبعوه مشيبا ، قال : والشاعر رجل من عبد القيس ؛ قال : وقال الجميح بن الطماح الأسدي في الخال بمعنى الاختيال :
ولقيت ما لقيت معد كلها وفقدت راحي في الشباب وخالي
التهذيب : ويقال للرجل المختال خائل ، وجمعه خالة ؛ ومنه قول الشاعر :
أودى الشباب وحب الخالة الخلبه وقد برئت فما بالنفس من قلبه
أراد بالخالة جمع الخائل وهو المختال الشاب . والأخيل : الخيلاء ؛ قال :
له بعد إدلاج مراح وأخيل
واختالت الأرض بالنبات : ازدانت . ووجدت أرضا متخيلة ومتخايلة إذا بلغ نبتها المدى وخرج زهرها ؛ قال الشاعر :
تأزر فيه النبت حتى تخيلت رباه وحتى ما ترى الشاء نوما
وقال : ابن هرمة
سرا ثوبه عنك الصبا المتخايل
ويقال : وردنا أرضا متخيلة ، وقد تخيلت إذا بلغ نبتها أن يرعى . [ ص: 193 ] والخال : الثوب الذي تضعه على الميت تستره به ، وقد خيل عليه . والخال : ضرب من برود اليمن الموشية .
والخال : الثوب الناعم ; زاد الأزهري : من ثياب اليمن ; قال الشماخ :
وبردان من خال وسبعون درهما على ذاك مقروظ من الجلد ماعز
ويقال لما لا شخص له شامة ، وما له شخص فهو الخال ، وتصغير الخال خييل فيمن قال مخيل ومخيول ، وخويل فيمن قال مخول .
وفي صفة خاتم النبوة : عليه خيلان ; هو جمع خال وهي الشامة في الجسد .
وفي حديث المسيح - على نبينا وعليه الصلاة والسلام : " كثير خيلان الوجه " .
والأخيل : طائر أخضر وعلى جناحيه لمعة تخالف لونه ، سمي بذلك للخيلان ، قال : ولذلك وجهه على أن أصله الصفة ثم استعمل استعمال الأسماء كالأبرق ونحوه ، وقيل : الأخيل الشقراق وهو مشئوم ، تقول العرب : أشأم من أخيل ; قال سيبويه ثعلب : وهو يقع على دبر البعير ، يقال إنه لا ينقر دبرة بعير إلا خزل ظهره ، قال : وإنما يتشاءمون به لذلك ; قال في الأخيل : الفرزدق
إذا قطنا بلغتنيه ابن مدرك فلقيت من طير اليعاقيب أخيلا !
قال : الذي في شعره : من طير العراقيب أي ما يعرقبك . يخاطب ناقته ، ويروى : إذا قطن أيضا بالرفع والنصب ، والممدوح ابن بري قطن بن مدرك الكلابي ، ومن رفع ابن جعله نعتا لقطن ، ومن نصبه جعله بدلا من الهاء في بلغتنيه أو بدلا من قطن إذا نصبته ; قال ومثله :
إذا ابن موسى بلالا بلغته
برفع ابن وبلال ونصبهما ، وهو ينصرف في النكرة إذا سميت به ، ومنهم من لا يصرفه في المعرفة ولا في النكرة ، ويجعله في الأصل صفة من التخيل ، ويحتج بقول : حسان بن ثابتذريني وعلمي بالأمور وشيمتي فما طائري فيها عليك بأخيلا
إذا النهار كف ركض الأخيل
قال شمر : الأخيل يفيل نصف النهار ، قال الفراء : ويسمى الشاهين الأخيل ، وجمعه الأخايل ; وأما قوله :ولقد غدوت بسابح مرح ومعي شباب كلهم أخيل
قال : وقد يكون المختال ، قال : ولا أعرفه في اللغة ، قال : وقد يجوز أن يكون التقدير : كلهم أخيل أي ذو اختيال . ابن سيده
والخيال : خيال الطائر يرتفع في السماء فينظر إلى ظل نفسه فيرى أنه صيد فينقض عليه ولا يجد شيئا ، وهو خاطف ظله . والأخيل أيضا : عرق الأخدع ; قال الراجز :
أشكو إلى الله انثناء محملي وخفقان صردي وأخيلي
نادى الصريخ فردوا الخيل عانية تشكو الكلال وتشكو من أذى الخال
والخال : اللواء يعقد للأمير . أبو منصور : والخال اللواء الذي يعقد لولاية وال ، قال : ولا أراه سمي خالا إلا لأنه كان يعقد من برود الخال ; قال الأعشى :
بأسيافنا حتى نوجه خالها
والخال : أخو الأم ، ذكر في خول . والخال : الجبل الضخم والبعير الضخم ، والجمع خيلان ; قال :ولكن خيلانا عليها العمائم
شبههم بالإبل في أبدانهم وأنه لا عقول لهم . وإنه لمخيل للخير أي خليق له . وأخال فيه خالا من الخير وتخيل عليه تخيلا ، كلاهما : اختاره وتفرس فيه الخير . وتخولت فيه خالا من الخير وأخلت فيه خالا من الخير أي رأيت مخيلته .وتخيل الشيء له : تشبه . وتخيل له أنه كذا أي تشبه وتخايل ; يقال : تخيلته فتخيل لي ، كما تقول تصورته فتصور ، وتبينته فتبين ، وتحققته فتحقق . والخيال والخيالة : ما تشبه لك في اليقظة والحلم من صورة ; قال الشاعر :
فلست بنازل إلا ألمت برحلي أو خيالتها الكذوب
أخ لا أخا لي غيره غير أنني كراعي الخيال يستطيف بلا فكر
الصحاح : الخيال خشبة عليها ثياب سود تنصب للطير والبهائم فتظنه إنسانا . وفي حديث عثمان : كان الحمى ستة أميال فصار خيال بكذا وخيال بكذا ، وفي رواية : خيال بإمرة وخيال بأسود العين ; قال ابن الأثير : وهما جبلان ; قال : كانوا ينصبون خشبا عليها ثياب سود تكون علامات لمن يراها ويعلم أن ما داخلها حمى من الأرض ، وأصلها أنها كانت [ ص: 194 ] تنصب للطير والبهائم على المزروعات لتظنه إنسانا ولا تسقط فيه ; وقول الراجز : الأصمعي
تخالها طائرة ولم تطر كأنها خيلان راع محتظر
والصدق أبلج لا يخيل سبيله والصدق يعرفه ذوو الألباب
فلما تجلى ما تجلى من الدجى وشمر صعل كالخيال المخيل
وفي الحديث : ; قال يا خيل الله اركبي ابن الأثير : هذا على حذف المضاف ، أراد يا فرسان خيل الله اركبي ، وهذا من أحسن المجازات وألطفها ; وقول أبي ذؤيب :
فتنازلا وتواقفت خيلاهما وكلاهما بطل اللقاء مخدع
والخيالة : أصحاب الخيول . والخيال : نبت . والخال : موضع ; قال :
أتعرف أطلالا شجونك بالخال
؟ قال : وقد تكون ألفه منقلبة عن واو . والخال : اسم جبل تلقاء المدينة ; قال الشاعر :أهاجك بالخال الحمول الدوافع
وأنت لمهواها من الأرض نازع ؟
والمخايلة : المباراة . يقال : خايلت فلانا باريته وفعلت فعله ; قال : الكميتأقول لهم يوم أيمانهم تخايلها في الندى الأشمل
وقالوا أنت أرض به وتخيلت فأمسى لما في الرأس والصدر شاكيا
الأحمر : افعل كذا وكذا إما هلكت هلك أي على ما خيلت أي على كل حال ونحو ذلك .
وقولهم افعل ذلك على ما خيلت أي على ما شبهت . وبنو الأخيل : حي من عقيل رهط ليلى الأخيلية ; وقولها :
نحن الأخايل ما يزال غلامنا حتى يدب على العصا مذكورا
لمن طلل تضمنه أثال فسرحة فالمرانة فالخيال ؟
أتعرف أطلالا شجونك بالخال وعيش زمان كان في العصر الخالي ؟ الخال الأول : مكان ، والثاني : الماضي .
ليالي ريعان الشباب مسلط علي بعصيان الإمارة والخال
وإذ أنا خدن للغوي أخي الصبا وللغزل المريح ذي اللهو والخال
وللخود تصطاد الرجال بفاحم وخد أسيل كالوذيلة ذي الخال
إذا رئمت ربعا رئمت رباعها كما رئم الميثاء ذو الرثية الخالي
ويقتادني منها رخيم دلالها كما اقتاد مهرا حين يألفه الخالي
زمان أفدى من مراح إلى الصبا بعمي من فرط الصبابة والخال
وقد علمت أني وإن ملت للصبا [ ص: 195 ] إذا القوم كعوا لست بالرعش الخال
ولا أرتدي إلا المروءة حلة إذا ضن بعض القوم بالعصب والخال
وإن أنا أبصرت المحول ببلدة تنكبتها واشتمت خالا على خال
فحالف بحلفي كل خرق مهذب وإلا تحالفني فخال إذا خال
وما زلت حلفا للسماحة والعلى كما احتلفت عبس وذبيان بالخال
وثالثنا في الحلف كل مهند لما يرم من صم العظام به خالي