دبر : الدبر والدبر : نقيض القبل .
ودبر كل شيء : عقبه ومؤخره ; وجمعهما أدبار .
ودبر كل شيء : خلاف قبله في كل شيء ما خلا قولهم : جعل فلان قولك دبر أذنه خلف أذنه .
الجوهري : الدبر والدبر خلاف القبل ، ودبر الشهر : آخره ، على المثل ; يقال : جئتك دبر الشهر وفي دبره وعلى دبره ، والجمع من كل ذلك أدبار ; يقال : جئتك أدبار الشهر وفي أدباره .
والأدبار لذوات الحوافر والظلف والمخلب : ما يجمع الاست والحياء ، وخص بعضهم به ذوات الخف ، والحياء من كل ذلك وحده دبر .
ودبر البيت : مؤخره وزاويته .
وإدبار النجوم : تواليها ، وأدبارها : أخذها إلى الغرب للغروب آخر الليل ; هذه حكاية أهل اللغة .
قال : ولا أدري كيف هذا لأن الأدبار لا يكون الأخذ إذ الأخذ مصدر ، والأدبار أسماء . ابن سيده
وأدبار السجود وإدباره : أواخر الصلوات ، وقد قرئ : وأدبار وإدبار ، فمن قرأ وأدبار فمن باب خلف ووراء ، ومن قرأ وإدبار فمن باب خفوق النجم .
قال ثعلب في قوله تعالى : وإدبار النجوم ، وأدبار السجود ; قال الكسائي : إدبار النجوم أن لها دبرا واحدا في وقت السحر ، وأدبار السجود لأن مع كل سجدة إدبارا .
التهذيب : من قرأ ( وأدبار السجود ) بفتح الألف ، جمع على دبر وأدبار ، وهما الركعتان بعد المغرب ، روي ذلك عن - كرم الله وجهه ، قال : وأما قوله وإدبار النجوم في سورة الطور فهما الركعتان قبل الفجر ، قال : ويكسران جميعا وينصبان ; جائزان . علي بن أبي طالب
ودبره يدبره دبورا : تبعه من ورائه .
ودابر الشيء : آخره . الشيباني : الدابرة آخر الرمل .
وقطع الله دابرهم أي آخر من بقي منهم .
وفي التنزيل : فقطع دابر القوم الذين ظلموا ; أي استؤصل آخرهم ; ودابرة الشيء : كدابره .
وقال الله تعالى في موضع آخر : وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين . قولهم : قطع الله دابره ; قال وغيره : الدابر الأصل أي أذهب الله أصله ; وأنشد لوعلة : الأصمعي
فدى لكما رجلي أمي وخالتي غداة الكلاب إذ تحز الدوابر
.أي يقتل القوم فتذهب أصولهم ولا يبقى لهم أثر .
وقال ابن بزرج : دابر الأمر آخره ، وهو على هذا كأنه يدعو عليه بانقطاع العقب حتى لا يبقى أحد يخلفه .
الجوهري : ودبر الأمر ودبره آخره ; قال : الكميت
أعهدك من أولى الشبيبة تطلب على دبر هيهات شأو مغرب
ودابر القوم : آخر من يبقى منهم ويجيء في آخرهم .
وفي الحديث : أيما مسلم خلف غازيا في دابرته ; أي من يبقى بعده .
وفي حديث عمر : كنت أرجو أن يعيش رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى يدبرنا أي يخلفنا بعد موتنا . يقال : دبرت الرجل إذا بقيت بعده .
وعقب الرجل : دابره .
والدبر والدبر : الظهر .
وقوله تعالى : سيهزم الجمع ويولون الدبر ; جعله للجماعة ، كما قال تعالى : لا يرتد إليهم طرفهم .
قال الفراء : كان هذا يوم بدر ، وقال الدبر فوحد ولم يقل الأدبار ، وكل جائز صواب .
تقول : ضربنا منهم الرؤوس وضربنا منهم الرأس ، كما تقول : فلان كثير الدينار والدرهم ; وقال ابن مقبل :
الكاسرين القنا في عورة الدبر
ودابرة الحافر : مؤخره ، وقيل : هي التي تلي مؤخر الرسغ ، وجمعها الدوابر .الجوهري : دابرة الحافر ما حاذى موضع الرسغ ، ودابرة الإنسان عرقوبه ; قال وعلة : إذ تحز الدوابر . : الدابرة المشؤومة ، والدابرة الهزيمة . ابن الأعرابي
والدبرة ، بالإسكان والتحريك : الهزيمة في القتال ، وهو اسم من الإدبار .
ويقال : جعل الله عليهم الدبرة ، أي الهزيمة ، وجعل لهم الدبرة على فلان أي الظفر والنصرة .
وقال أبو جهل يوم لابن مسعود بدر وهو مثبت جريح صريع : لمن الدبرة ؟ فقال : لله ولرسوله يا عدو الله ; قوله لمن الدبرة أي لمن الدولة والظفر ، [ ص: 210 ] وتفتح الباء وتسكن ; ويقال : على من الدبرة أيضا أي الهزيمة .
والدابرة : ضرب من الشغزبية في الصراع .
والدابرة : صيصية الديك . : دابرة الطائر الأصبع التي من وراء رجله وبها يضرب البازي ، وهي للديك أسفل من الصيصية يطأ بها . ابن سيده
وجاء دبريا أي أخيرا .
وفلان لا يصلي الصلاة إلا دبريا ، بالفتح ، أي في آخر وقتها ; وفي المحكم : أي أخيرا ; رواه أبو عبيد عن ، قال : والمحدثون يقولون دبريا ، بالضم ، أي في آخر وقتها ; وقال الأصمعي أبو الهيثم : دبريا ، بفتح الدال وإسكان الباء .
وفي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : . ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة : رجل أتى الصلاة دبارا ، ورجل اعتبد محررا ، ورجل أم قوما هم له كارهون
قال الإفريقي راوي هذا الحديث : معنى قوله دبارا أي بعدما يفوت الوقت .
وفي حديث : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : أبي هريرة . إن للمنافقين علامات يعرفون بها : تحيتهم لعنة ، وطعامهم نهبة ، لا يقربون المساجد إلا هجرا ، ولا يأتون الصلاة إلا دبرا ، مستكبرين لا يألفون ولا يؤلفون ، خشب بالليل ، صخب بالنهار
قال : قوله دبارا في الحديث الأول جمع دبر ودبر ، وهو آخر أوقات الشيء الصلاة وغيرها ; قال : ومنه الحديث الآخر ابن الأعرابي ، يروى بالضم والفتح ، وهو منصوب على الظرف ; وفي حديث آخر : لا يأتي الصلاة إلا دبريا ، بفتح الباء وسكونها ، وهو منسوب إلى الدبر آخر الشيء ، وفتح الباء من تغييرات النسب ، ونصبه على الحال من فاعل يأتي . لا يأتي الصلاة إلا دبرا
قال : والعرب تقول العلم قبلي وليس بالدبري ; قال أبو العباس : معناه أن العالم المتقن يجيبك سريعا والمتخلف يقول لي فيها نظر .
: تبعت صاحبي دبريا إذا كنت معه فتخلفت عنه ثم تبعته وأنت تحذر أن يفوتك . ابن سيده
ودبره يدبره ويدبره : تلا دبره .
والدابر : التابع .
وجاء يدبرهم أي يتبعهم ، وهو من ذلك .
وأدبر إدبارا ودبرا : ولى ; عن كراع .
والصحيح أن الإدبار المصدر والدبر الاسم .
وأدبر أمر القوم : ولى لفساد .
وقول الله تعالى : ثم وليتم مدبرين ; هذا حال مؤكدة لأنه قد علم أن مع كل تولية إدبارا فقال مدبرين مؤكدا ; ومثله قول ابن دارة :
أنا ابن دارة معروفا لها نسبي وهل بدارة يا للناس من عار ؟
والمدبرة : الإدبار ; أنشد ثعلب :
هذا يصاديك إقبالا بمدبرة وذا يناديك إدبارا بإدبار
ودبر الرجل : ولى وشيخ ; ومنه قوله تعالى : والليل إذا دبر ; أي تبع النهار قبله ، وقرأ ابن عباس ومجاهد : والليل إذ أدبر ، وقرأها كثير من الناس : والليل إذا دبر .
وقال الفراء : هما لغتان : دبر النهار وأدبر ، ودبر الصيف وأدبر ، وكذلك قبل وأقبل ، فإذا قالوا أقبل الراكب أو أدبر لم يقولوا إلا بالألف .
قال : وإنهما عندي في المعنى لواحد لا أبعد أن يأتي في الرجال ما أتى في الأزمنة ، وقيل : معنى قوله : والليل إذا دبر ، جاء بعد النهار ، كما تقول خلف .
يقال : دبرني فلان وخلفني أي جاء بعدي ، ومن قرأ : والليل إذا أدبر ; فمعناه ولى ليذهب .
ودابر العيش : آخره ; قال معقل بن خويلد الهذلي :
وما عريت ذا الحيات إلا لأقطع دابر العيش الحباب
ودابر العيش : آخره ; يقول : ما عريته إلا لأقتلك .
ودبر النهار وأدبر : ذهب .
وأمس الدابر : الذاهب ; وقالوا : مضى أمس الدابر وأمس المدبر ، وهذا من التطوع المشام للتأكيد لأن اليوم إذا قيل فيه أمس فمعلوم أنه دبر ، لكنه أكده بقوله الدابر كما بينا ; قال الشاعر :
وأبي الذي ترك الملوك وجمعهم بصهاب هامدة كأمس الدابر
ولقد قتلتكم ثناء وموحدا وتركت مرة مثل أمس الدابر
ولقد دفعت إلى دريد طعنة نجلاء تزغل مثل عط المنحر
والعط : الشق .
والنجلاء : الواسعة .
ويقال : هيهات ، ذهب فلان كما ذهب أمس الدابر ، وهو الماضي لا يرجع أبدا .
ورجل خاسر دابر إتباع ، وسيأتي خاسر دابر ، ويقال خاسر دامر ، على البدل ، وإن لم يلزم أن يكون بدلا .
واستدبره : أتاه من ورائه ; وقول الأعشى يصف الخمر أنشده أبو عبيدة :
تمززتها غير مستدبر على الشرب أو منكر ما علم
والدابر من القداح : خلاف القابل ، وصاحبه مدابر ; قال صخر الغي الهذلي يصف ماء ورده :
فخضخضت صفني في جمه خياض المدابر قدحا عطوفا
ودابرت فلانا : عاديته .
وقولهم : ما يعرف قبيله من دبيره ، وفلان ما يدري قبيلا من دبير ; المعنى ما يدري شيئا .
وقال الليث : القبيل فتل القطن ، والدبير : فتل الكتان والصوف .
ويقال : القبيل ما وليك والدبير ما خالفك . : أدبر الرجل إذا عرف دبيره من قبيله . ابن الأعرابي
قال : القبيل ما أقبل من الفاتل إلى حقوه ، والدبير ما أدبر به الفاتل إلى [ ص: 211 ] ركبته . الأصمعي
وقال المفضل : القبيل فوز القدح في القمار ، والدبير خيبة القدح .
وقال الشيباني : القبيل طاعة الرب والدبير معصيته . الصحاح : الدبير ما أدبرت به المرأة من غزلها حين تفتله .
قال يعقوب : القبيل ما أقبلت به إلى صدرك ، والدبير ما أدبرت به عن صدرك . يقال : فلان ما يعرف قبيلا من دبير ، وسنذكر من ذلك أشياء في ترجمة قبل ، إن شاء الله تعالى .
والدبرة : خلاف القبلة ; يقال : فلان ما له قبلة ولا دبرة إذا لم يهتد لجهة أمره ، وليس لهذا الأمر قبلة ولا دبرة إذا لم يعرف وجهه ; ويقال : قبح الله ما قبل منه وما دبر .
وأدبر الرجل : جعله وراءه .
ودبر السهم أي خرج من الهدف .
وفي المحكم : دبر السهم الهدف يدبره دبرا ودبورا جاوزه وسقط وراءه .
والدابر من السهام : الذي يخرج من الهدف . : دبر رد ، ودبر تأخر ، وأدبر إذا انقلبت فتلة أذن الناقة إذا نحرت إلى ناحية القفا ، وأقبل إذا صارت هذه الفتلة إلى ناحية الوجه . ابن الأعرابي
والدبران : نجم بين الثريا والجوزاء ويقال له التابع والتويبع ، وهو من منازل القمر ، سمي دبرانا لأنه يدبر الثريا أي يتبعها .
: الدبران نجم يدبر الثريا ، لزمته الألف واللام لأنهم جعلوه الشيء بعينه . ابن سيده
قال : فإن قيل : أيقال لكل شيء صار خلف شيء دبران ؟ فإنك قائل له : لا ، ولكن هذا بمنزلة العدل والعديل ، وهذا الضرب كثير أو معتاد . سيبويه
الجوهري : الدبران خمسة كواكب من الثور يقال إنه سنامه ، وهو من منازل القمر .
وجعلت الكلام دبر أذني وكلامه دبر أذني أي خلفي لم أعبأ به ، وتصاممت عنه وأغضيت عنه ولم ألتفت إليه ، قال :
يداها كأوب الماتحين إذا مشت ورجل تلت دبر اليدين طروح
وإذا رأيت الشعرى تقبل فمجد فتى ومجد حمل ، أي إذا رأيت الشعرى مع المغرب فذلك صميم القر ، فلا يصبر على القرى وفعل الخير في ذلك الوقت غير الفتى الكريم الماجد الحر .
وقوله : ومجد حمل أي لا يحمل فيه الثقل إلا الجمل الشديد لأن الجمال تهزل في ذلك الوقت وتقل المراعي .
والدبور : ريح تأتي من دبر الكعبة مما يذهب نحو المشرق ، وقيل : هي التي تأتي من خلفك إذا وقفت في القبلة .
التهذيب : والدبور ، بالفتح ، الريح التي تقابل الصبا والقبول ، وهي ريح تهب من نحو المغرب ، والصبا تقابلها من ناحية المشرق ; قال ابن الأثير : وقول من قال سميت به لأنها تأتي من دبر الكعبة ليس بشيء .
ودبرت الريح أي تحولت دبورا ; وقال : مهب الدبور من مسقط النسر الطائر إلى مطلع سهيل من التذكرة ، يكون اسما وصفة ، فمن الصفة قول ابن الأعرابي الأعشى :
لها زجل كحفيف الحصا د صادف بالليل ريحا دبورا
ريح الدبور مع الشمال وتارة رهم الربيع وصائب التهتان
ودبر القوم ، على ما لم يسم فاعله ، فهو مدبورون : أصابتهم ريح الدبور ; وأدبروا : دخلوا في الدبور ، وكذلك سائر الرياح .
وفي الحديث : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : . نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور
ورجل أدابر : للذي يقطع رحمه مثل أباتر .
وفي حديث : إذا زوقتم مساجدكم وحليتم مصاحفكم فالدبار عليكم ، بالفتح ، أي الهلاك . أبي هريرة
ورجل أدابر : لا يقبل قول أحد ولا يلوي على شيء . قال : وحكى السيرافي : أدابرا في الأسماء ولم يفسره أحد على أنه اسم ، لكنه قد قرنه بأحامر وأجارد ، وهما موضعان ، فعسى أن يكون أدابر موضعا . سيبويه
قال الأزهري : ورجل أباتر يبتر رحمه فيقطعها ، ورجل أخايل وهو المختال .
وأذن مدابرة : قطعت من خلفها وشقت .
وناقة مدابرة : شقت من قبل قفاها ، وقيل : هو أن يقرض منها قرضة من جانبها مما يلي قفاها ، وكذلك الشاة .
وناقة ذات إقبالة وإدبارة إذا شق مقدم أذنها ومؤخرها وفتلت كأنها زنمة ; وذكر الأزهري ذلك في الشاة أيضا .
والإدبار : نقيض الإقبال ; والاستدبار : خلاف الاستقبال .
ورجل مقابل ومدابر : محض من أبويه كريم الطرفين .
وفلان مستدبر المجد مستقبل أي كريم أول مجده وآخره ; قال : وذلك من الإقبالة والإدبارة ، وهو شق في الأذن ثم يفتل ذلك ، فإذا أقبل به فهو الإقبالة ، وإذا أدبر به فهو الإدبارة ، والجلدة المعلقة من الأذن هي الإقبالة والإدبارة كأنها زنمة ، والشاة مدابرة ومقابلة ، وقد أدبرتها وقابلتها . الأصمعي
وناقة ذات إقبالة وإدبارة وناقة مقابلة مدابرة أي كريمة الطرفين من قبل أبيها وأمها .
وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - ; قال أنه نهى أن يضحى بمقابلة أو مدابرة : المقابلة أن يقطع من طرف أذنها شيء ثم يترك معلقا لا يبين كأنه زنمة ; ويقال لمثل ذلك من الإبل : المزنم ، ويسمى ذلك المعلق الرعل . الأصمعي
والمدابرة : أن يفعل ذلك بمؤخر الأذن من الشاة ; قال : وكذلك إن بان ذلك من الأذن فهي مقابلة ومدابرة بعد أن كان قطع . الأصمعي
والمدابر من المنازل : خلاف المقابل .
وتدابر القوم : تعادوا وتقاطعوا ، وقيل : لا يكون ذلك إلا في بني الأب .
وفي الحديث : قال النبي - صلى الله عليه وسلم : ; قال لا تدابروا ولا تقاطعوا أبو عبيد : التدابر المصارمة والهجران ، مأخوذ من أن يولي الرجل صاحبه دبره وقفاه ويعرض عنه بوجهه ويهجره ; وأنشد :
أأوصى أبو قيس بأن تتواصلوا وأوصى أبوكم ويحكم أن تدابروا ؟
وأدبروا إذا ولى أمرهم إلى آخره فلم يبق منهم باقية .
ويقال : عليه الدبار أي العفاء إذا دعوا عليه بأن يدبر فلا يرجع ; ومثله : عليه العفاء أي الدروس والهلاك .
وقال : الدبار الهلاك ، بالفتح ، مثل الدمار . الأصمعي
والدبرة : نقيض الدولة ، فالدولة في الخير والدبرة في الشر . يقال : جعل الله عليه [ ص: 212 ] الدبرة ، قال : وهذا أحسن ما رأيته في شرح الدبرة ; وقيل : الدبرة العاقبة . ابن سيده
ودبر الأمر وتدبره : نظر في عاقبته ، واستدبره : رأى في عاقبته ما لم ير في صدره ; وعرف الأمر تدبرا أي بأخرة ; قال جرير :
ولا تتقون الشر حتى يصيبكم ولا تعرفون الأمر إلا تدبرا
وفلان ما يدري قبال الأمر من دباره أي أوله من آخره .
ويقال : إن فلانا لو استقبل من أمره ما استدبره لهدي لوجهة أمره أي لو علم في بدء أمره ما علمه في آخره لاسترشد لأمره .
وقال أكثم بن صيفي لبنيه : يا بني لا تتدبروا أعجاز أمور قد ولت صدورها .
والتدبير : أن يتدبر الرجل أمره ويدبره أي ينظر في عواقبه .
والتدبير : أن يعتق الرجل عبده عن دبر ، وهو أن يعتق بعد موته ، فيقول : أنت حر بعد موتي ، وهو مدبر ; وفي الحديث : ; أي بعد موته . إن فلانا أعتق غلاما له عن دبر
ودبرت العبد إذا علقت عتقه بموتك ، وهو التدبير أي أنه يعتق بعدما يدبره سيده ويموت .
ودبر العبد : أعتقه بعد الموت .
ودبر الحديث عنه : رواه .
ويقال : دبرت الحديث عن فلان حدثت به عنه بعد موته ، وهو يدبر حديث فلان أي يرويه .
ودبرت الحديث أي حدثت به عن غيري . قال شمر : دبرت الحديث ليس بمعروف ; قال الأزهري : وقد جاء في الحديث : أي يحدث به عنه ; وقال : إنما هو يذبره ، بالذال المعجمة والباء ، أي يتقنه . أما سمعته من معاذ يدبره عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم ؟
وقال : الذبر القراءة ، وأما الزجاج أبو عبيد فإن أصحابه رووا عنه يدبره كما ترى ، وروى الأزهري بسنده إلى قال : سمعت سلام بن مسكين قتادة يحدث عن فلان ، يرويه عن ، يدبره عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : أبي الدرداء . ما شرقت شمس قط إلا بجنبيها ملكان يناديان أنهما يسمعان الخلائق غير الثقلين الجن والإنس ، ألا هلموا إلى ربكم فإن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى ، اللهم عجل لمنفق خلفا وعجل لممسك تلفا
: ودبر الكتاب يدبره دبرا كتبه ; عن ابن سيده كراع ، قال : والمعروف ذبره ولم يقل دبره إلا هو .
والرأي الدبري : الذي يمعن النظر فيه ، وكذلك الجواب الدبري ; يقال : شر الرأي الدبري وهو الذي يسنح أخيرا عند فوت الحاجة ، أي شره إذا أدبر الأمر وفات .
والدبرة ، بالتحريك : قرحة الدابة والبعير ، والجمع دبر وأدبار مثل شجرة وشجر وأشجار .
ودبر البعير ، بالكسر ، يدبر دبرا ، فهو دبر وأدبر ، والأنثى دبرة ودبراء ، وإبل دبرى وقد أدبرها الحمل والقتب ، وأدبرت البعير فدبر ; وأدبر الرجل إذا دبر بعيره ، وأنقب إذا حفي خف بعيره .
وفي حديث : كانوا يقولون في الجاهلية إذا برأ الدبر وعفا الأثر ; الدبر ، بالتحريك : الجرح الذي يكون في ظهر الدابة ، وقيل : هو أن يقرح خف البعير . ابن عباس
وفي حديث عمر : قال لامرأة أدبرت وأنقبت ; أي دبر بعيرك وحفي .
وفي حديث قيس بن عاصم : إني لأفقر البكر الضرع والناب المدبر ; أي التي أدبر خيرها .
والأدبر : لقب نبز به لأن السلاح أدبر ظهره ، وقيل : سمي به لأنه طعن موليا ; حجر بن عدي ودبير الأسدي ؛ منه كأنه تصغير أدبر مرخما .
والدبرة : الساقية بين المزارع ، وقيل : هي المشارة في المزرعة ، وهي بالفارسية كرده ، وجمعها دبر ودبار ; قال بشر بن أبي خازم :
تحدر ماء البئر عن جرشية على جربة يعلو الدبار غروبها
والدبرة : الكردة من المزرعة ، والجمع الدبار .
والدبارات : الأنهار الصغار التي تتفجر في أرض الزرع ، واحدتها دبرة ; قال : ولا أعرف كيف هذا إلا أن يكون جمع دبرة على دبار ثم ألحقت الهاء للجمع ، كما قالوا الفحالة ثم جمع الجمع جمع السلامة . ابن سيده
وقال أبو حنيفة : الدبرة البقعة من الأرض تزرع ، والجمع دبار .
والدبر والدبر : المال الكثير الذي لا يحصى كثرة ، واحده وجمعه سواء ; يقال : مال دبر ومالان دبر وأموال دبر .
قال : هذا الأعرف ، قال : وقد كسر على دبور ، ومثله مال دثر . ابن سيده الفراء : الدبر والدبر الكثير من الضيعة والمال ، يقال : رجل كثير الدبر إذا كان فاشي الضيعة ، ورجل ذو دبر كثير الضيعة والمال ; حكاه أبو عبيد عن أبي زيد .
والمدبور : المجروح .
والمدبور : الكثير المال .
والدبر ، بالفتح : النحل والزنابير ، وقيل : هو من النحل ما لا يأري ، ولا واحد لها ، وقيل : واحدته دبرة ; أنشد : ابن الأعرابي
وهبته من وثبى ممطره مصرورة الحقوين مثل الدبره
[ والصواب قال لبيد ] .
بأبيض من أبكار مزن سحابة وأري دبور شاره النحل عاسل
بأشهب من أبكار مزن سحابة وأري دبور شاره النحل عاسل
وأبكار : جمع بكر .
والمزن : السحاب الأبيض ، الواحدة مزنة .
والأري : العسل .
وشاره : جناه ، والنحل منصوب بإسقاط من أي جناه من النحل عاسل ; وقبله :
عتيق سلافات سبتها سفينة يكر عليها بالمزاج النياطل
وحمي الدبر : عاصم بن ثابت بن أبي الأفلح الأنصاري من أصحاب سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصيب يوم أحد فمنعت النحل الكفار منه ، وذلك أن المشركين لما قتلوه أرادوا أن يمثلوا به فسلط الله - عز وجل - عليهم الزنابير الكبار تأبر الدارع فارتدعوا عنه حتى أخذه المسلمون فدفنوه .
وقال أبو حنيفة : الدبر النحل ، بالكسر ، كالدبر ; وقول أبي ذؤيب :
[ ص: 213 ]
بأسفل ذات الدبر أفرد خشفها وقد طردت يومين فهي خلوج
والدبر والدبر أيضا أولاد الجراد ; عنه .
وروى الأزهري بسنده عن قال : الخافقان ما بين مطلع الشمس إلى مغربها . مصعب بن عبد الله الزبيري
والدبر : الزنابير ; قال : ومن قال النحل فقد أخطأ ; وأنشد لامرأة قالت لزوجها :
إذا لسعته النحل لم يخش لسعها وخالفها في بيت نوب عوامل
وفي الحديث : ; هو بسكون الباء النحل ، وقيل : الزنابير . فأرسل الله عليهم مثل الظلة من الدبر
والظلة : السحاب .
وفي حديث بعض النساء : جاءت إلى أمها وهي صغير تبكي فقالت لها : ما لك ؟ فقالت : مرت بي دبيرة فلسعتني بأبيرة ; هو تصغير الدبرة النحلة .
والدبر : رقاد كل ساعة ، وهو نحو التسبيخ .
والدبر : الموت .
ودابر الرجل : مات ; عن اللحياني ; وأنشد : لأمية بن أبي الصلت
زعم ابن جدعان بن عم رو أنني يوما مدابر
ومسافر سفرا بعي دا ، لا يؤوب له مسافر
ودبار ، بالضم : ليلة الأربعاء ، وقيل : يوم الأربعاء عادية من أسمائهم القديمة ، وقال كراع : جاهلية ; وأنشد :
أرجي أن أعيش ، وأن يومي بأول أو بأهون أو جبار
أو التالي دبار فإن أفته فمؤنس أو عروبة أو شيار
وشيار : السبت ، وكل منها مذكور في موضعه . : أدبر الرجل إذا سافر في دبار . ابن الأعرابي
وسئل مجاهد عن يوم النحس فقال : هو الأربعاء لا يدور في شهره .
والدبر : قطعة تغلظ في البحر كالجزيرة يعلوها الماء وينضب عنها .
وفي حديث أنه قال : " ما أحب أن تكون دبرى لي ذهبا وأني آذيت رجلا من المسلمين " . النجاشي
وفسر الدبرى بالجبل ، قال ابن الأثير : هو بالقصر اسم جبل ، قال : وفي رواية ما أحب أن لي دبرا من ذهب ; والدبر بلسانهم : الجبل ; قال : هكذا فسر ، قال : فهو في الأولى معرفة وفي الثانية نكرة ، قال : ولا أدري أعربي هو أم لا .
ودبر : موضع باليمن ، ومنه فلان الدبري .
وذات الدبر : اسم ثنية ; قال : وقد صحفه ابن الأعرابي فقال : ذات الدير . الأصمعي
ودبير : قبيلة من بني أسد .
والأديبر : دويبة .
وبنو الدبير : بطن ; قال :
وفي بني أم دبير كيس على الطعام ما غبا غبيس