أنف : الأنف : المنخر معروف ، والجمع آنف وآناف وأنوف ; وأنشد : ابن الأعرابي
بيض الوجوه كريمة أحسابهم في كل نائبة عزاز الآنف
، وقال الأعشى :
إذا روح الراعي اللقاح معزبا [ ص: 174 ] وأمست على آنافها غبراتها
، وقال : حسان بن ثابت
بيض الوجوه كريمة أحسابهم شم الأنوف من الطراز الأول
والعرب تسمي الأنف أنفين ; قال : ابن أحمر
يسوف بأنفيه النقاع كأنه عن الروض من فرط النشاط كعيم
الجوهري : الأنف للإنسان وغيره . وفي حديث سبق الحدث في الصلاة : ; قال فليأخذ بأنفه ويخرج ابن الأثير : إنما أمره بذلك ليوهم المصلين أن به رعافا ، قال : وهو نوع من الأدب في ستر العورة وإخفاء القبيح والكناية بالأحسن عن الأقبح ، قال : ولا يدخل في باب الكذب والرياء ، وإنما هو من باب التجمل والحياء وطلب السلامة من الناس . وأنفه يأنفه ويأنفه أنفا : أصاب أنفه . ورجل أنافي : عظيم الأنف ، وعضادي : عظيم العضد ، وأذاني : عظيم الأذن . والأنوف : المرأة الطيبة ريح الأنف . : امرأة أنوف طيبة ريح الأنف ، قال ابن سيده : هي التي يعجبك شمك لها ، قال : وقيل لأعرابي تزوج امرأة : كيف رأيتها ؟ فقال : وجدتها رصوفا رشوفا أنوفا ، وكل ذلك مذكور في موضعه . وبعير مأنوف : يساق بأنفه فهو أنف . وأنف البعير : شكا أنفه من البرة . وفي الحديث : ابن الأعرابي إن المؤمن كالبعير الأنف والآنف أي أنه لا يريم التشكي ، وفي رواية : المسلمون هينون لينون كالجمل الأنف أي المأنوف ، إن قيد انقاد ، وإن أنيخ على صخرة استناخ . والبعير أنف : مثل تعب ، فهو تعب ، وقيل : الأنف الذي عقره الخطام ، وإن كان من خشاش أو برة أو خزامة في أنفه فمعناه أنه ليس يمتنع على قائده في شيء للوجع ، فهو ذلول منقاد ، وكان الأصل في هذا أن يقال : مأنوف لأنه مفعول به كما يقال مصدور . وأنفه : جعله يشتكي أنفه . وأضاع مطلب أنفه أي الرحم التي خرج منها عن ثعلب : وأنشد :
وإذا الكريم أضاع موضع أنفه أو عرضه لكريهة لم يغضب
وبعير مأنوف كما يقال مبطون ومصدور ومفئود للذي يشتكي بطنه أو صدره أو فؤاده ، وجميع ما في الجسد على هذا ، ولكن هذا الحرف جاء شاذا عنهم ، قال بعضهم : الجمل الأنف الذلول ، قال أبو سعيد : الجمل الأنف الذليل المؤاتي الذي يأنف من الزجر ومن الضرب ، ويعطي ما عنده من السير عفوا سهلا ، كذلك المؤمن لا يحتاج إلى زجر ولا عتاب وما لزمه من حق صبر عليه وقام به . وأنفت الرجل : ضربت أنفه . وآنفته أنا إينافا إذا جعلته يشتكي أنفه . وأنفه الماء إذا بلغ أنفه ; زاد الجوهري : وذلك إذا نزل في النهر . وقال بعض الكلابيين : أنفت الإبل إذا وقع الذباب على أنوفها وطلبت أماكن لم تكن تطلبها قبل ذلك ، وهو الأنف ، والأنف يؤذيها بالنهار ; وقال معقل بن ريحان :
وقربوا كل مهري ودوسرة كالفحل يقدعها التفقير والأنف
والتأنيف : تحديد طرف الشيء . وأنفا القوس : الحدان اللذان في بواطن السيتين . وأنف النعل : أسلتها . وأنف كل شيء : طرفه وأوله ; وأنشد ابن بري للحطيئة :
ويحرم سر جارتهم عليهم ويأكل جارهم أنف القصاع
قال : ويكون في الأزمنة ; واستعمله ابن سيده أبو خراش في اللحية فقال :
تخاصم قوما لا تلقى جوابهم وقد أخذت من أنف لحيتك اليد
سمى مقدمها أنفا ، يقول : فطالت لحيتك حتى قبضت عليها ولا عقل لك ، مثل . وأنف الناب : طرفه حين يطلع . وأنف الناب : حرفه وطرفه حين يطلع . وأنف البرد : أشده . وجاء يعدو أنف الشد والعدو أي أشده . يقال هذا أنف الشد ، وهو أول العدو . وأنف البرد أوله وأشده . وأنف المطر : أول ما أنبت قال امرؤ القيس :
قد غدا يحملني في أنفه لاحق الأيطل محبوك ممر
وهذا أنف عمل فلان أي أول ما أخذ فيه . وأنف خف البعير : طرف منسمه . وفي الحديث : لكل شيء أنفة ، وأنفة الصلاة التكبيرة الأولى ; أنفة الشيء : ابتداؤه ; قال ابن الأثير : هكذا روي بضم الهمزة ، قال : قال الهروي : الصحيح بالفتح ، وأنف الجبل نادر يشخص ويندر منه . والمؤنف : المحدد من كل شيء . والمؤنف : المسوى . وسير مؤنف : مقدود على قدر واستواء ; ومنه قول الأعرابي يصف فرسا : لهز لهز العير وأنف تأنيف السير أي قد حتى استوى كما يستوي السير المقدود . وروضة أنف ، بالضم : لم يرعها أحد ، وفي المحكم : لم توطأ ; واحتاج أبو النجم إليه فسكنه فقال :
أنف ترى ذبانها تعلله
وكلأ أنف إذا كان بحاله لم يرعه أحد . وكأس أنف : ملأى ، وكذلك المنهل . والأنف : الخمر التي لم يستخرج من دنها شيء قبلها ; قال عبدة بن الطبيب :
ثم اصطبحنا كميتا قرقفا أنفا من طيب الراح واللذات تعليل
وأرض أنف وأنيفة : منبتة ، وفي التهذيب : بكر نباتها . وهي آنف بلاد الله أي أسرعها نباتا . وأرض أنيفة النبت إذا أسرعت النبات . وأنف : وطئ كلأ أنفا . وأنفت الإبل إذا وطئت كلأ أنفا ، وهو الذي لم يرع . وآنفتها أنا فهي مؤنفة إذا انتهيت بها أنف المرعى . يقال : روضة أنف وكأس أنف لم يشرب بها قبل ذلك كأنه استؤنف شربها مثل روضة أنف . ويقال : أنف فلان ماله تأنيفا وآنفها إينافا إذا رعاها أنف الكلأ ; وأنشد :
لست بذي ثلة مؤنفة آقط ألبانها وأسلؤها
[ ص: 175 ] ، وقال حميد :
ضرائر ليس لهن مهر تأنيفهن نقل وأفر
أي رعيهن الكلأ الأنف هذان الضربان من العدو والسير . وفي حديث : أبي مسلم الخولاني ووضعها في أنف من الكلأ وصفو من الماء ; الأنف : بضم الهمزة والنون : الكلأ الذي لم يرع ولم تطأه الماشية . واستأنف الشيء وأتنفه : أخذ أوله وابتدأه ، وقيل : استقبله ، وأنا آتنفه ائتنافا ، وهو افتعال من أنف الشيء . وفي حديث - رضي الله عنهما - : ابن عمر أي يستأنف استئنافا من غير أن يسبق به سابق قضاء وتقدير ، وإنما هو على اختيارك ودخولك فيه ; استأنفت الشيء إذا ابتدأته . وفعلت الشيء آنفا أي في أول وقت يقرب مني . واستأنفه بوعد : ابتدأه من غير أن يسأله إياه ; أنشد إنما الأمر أنف ثعلب :
وأنت المنى لو كنت تستأنفيننا بوعد ولكن معتفاك جديب
أي لو كنت تعديننا الوصل . وأنف الشيء : أوله ومستأنفه . والمؤنفة والمؤنفة من الإبل : التي يتبع بها أنف المرعى أي أوله ، وفي كتاب علي بن حمزة : أنف الرعي . ورجل مئناف : يستأنف المراعي والمنازل ويرعي ماله أنف الكلأ . والمؤنفة من النساء التي استؤنفت بالنكاح أولا . ويقال : امرأة مكثفة مؤنفة ، وسيأتي ذكر المكثفة في موضعه . ويقال للمرأة إذا حملت فاشتد وحمها وتشهت على أهلها الشيء بعد الشيء : إنها لتتأنف الشهوات تأنفا . ويقال للحديد اللين أنيف وأنيث ، بالفاء والثاء ; قال الأزهري : حكاه أبو تراب . وجاءوا آنفا أي قبيلا . الليث : أتيت فلانا أنفا ، كما تقول من ذي قبل . ويقال : آتيك من ذي أنف كما تقول من ذي قبل ، أي فيما يستقبل ، وفعله بآنفة وآنفا ; عن ولم يفسره ; قال ابن الأعرابي : وعندي أنه مثل قولهم فعله آنفا . وقال ابن سيده في قوله - تعالى - : الزجاج ماذا قال آنفا ، أي ماذا قال الساعة في أول وقت يقرب منا ، ومعنى آنفا من قولك استأنف الشيء إذا ابتدأه . وقال : ماذا قال آنفا أي مذ ساعة ، وقال ابن الأعرابي : نزلت في المنافقين يستمعون خطبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا خرجوا سألوا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استهزاء وإعلاما أنهم لم يلتفتوا إلى ما قال فقالوا : الزجاج ماذا قال آنفا ، أي ماذا قال الساعة ؟ . وقلت كذا آنفا وسالفا . وفي الحديث : أي الآن . والاستئناف : الابتداء ، وكذلك الائتناف . ورجل حمي الأنف إذا كان أنفا يأنف أن يضام . وأنف من الشيء يأنف أنفا وأنفة : حمي ، وقيل : استنكف . ويقال : ما رأيت أحمى أنفا ولا آنف من فلان . وأنف الطعام وغيره أنفا : كرهه . وقد أنف البعير الكلأ إذا أجمه ، وكذلك المرأة والناقة والفرس تأنف فحلها إذا تبين حملها فكرهته وهو الأنف ; قال أنزلت علي سورة آنفا رؤبة :
حتى إذا ما أنف التنوما وخبط العهنة والقيصوما
، قال : أنف أجم ، ونئف إذا كره . قال : وقال أعرابي أنفت فرسي هذه هذا البلد أي اجتوته وكرهته فهزلت . وقال ابن الأعرابي أبو زيد : أنفت من قولك لي أشد الأنف أي كرهت ما قلت لي . وفي حديث : معقل بن يسار ; أنف من الشيء يأنف أنفا إذا كرهه وشرفت عنه نفسه ; وأراد به هاهنا أخذته الحمية من الغيرة والغضب قال فحمي من ذلك أنفا ابن الأثير : وقيل هو أنفا ، بسكون النون ، للعضو أي اشتد غضبه وغيظه من طريق الكناية ، كما يقال للمتغيظ ورم أنفه . وفي حديث أبي بكر في عهده إلى عمر - رضي الله عنهما - بالخلافة : فكلكم ورم أنفه أي اغتاظ من ذلك ، وهو من أحسن الكنايات لأن المغتاظ يرم أنفه ويحمر ; ومنه حديثه الآخر : أما إنك لو فعلت ذلك لجعلت أنفك في قفاك ، يريد أعرضت عن الحق وأقبلت على الباطل ، وقيل : أراد أنك تقبل بوجهك على من وراءك من أشياعك فتؤثرهم ببرك . ورجل أنوف : شديد الأنفة ، والجمع أنف . وآنفه : جعله يأنف ; وقول : ذي الرمة
رعت بارض البهمى جميما وبسرة وصمعاء حتى آنفتها نصالها
أي صيرت النصال هذه الإبل إلى هذه الحالة تأنف رعي ما رعته أي تأجمه ; قال : يجوز أن يكون آنفتها جعلتها تشتكي أنوفها ، قال : وإن شئت قلت إنه فاعلتها من الأنف ، وقال ابن سيده عمارة : آنفتها جعلتها تأنف منها كما يأنف الإنسان ، فقيل له إن يقول كذا ، وإن الأصمعي أبا عمرو يقول كذا ، فقال : عاض كذا من أمه ، الأصمعي وأبو عمرو ماص كذا من أمه ! أقول ويقولان فأخبر الراوية بهذا فقال : صدق وأنت عرضتهما له ، وقال شمر في قوله آنفتها نصالها قال : لم يقل أنفتها ، لأن العرب تقول أنفه وظهره إذا ضرب أنفه وظهره ، وإنما مده لأنه أراد جعلتها النصال تشتكي أنوفها ، يعني نصال البهمى ، وهو شوكها ; والجميم : الذي قد ارتفع ولم يتم ذلك التمام . وبسرة ، وهي الغضة ، وصمعاء إذا امتلأ كمامها ولم تتفقأ . ويقال : هاج البهمى حتى آنفت الراعية نصالها ، وذلك أن ييبس سفاها فلا ترعاها الإبل ولا غيرها ، وذلك في آخر الحر ، فكأنها جعلتها تأنف رعيها أي تكرهه . ابن الأعرابي : الأنف السيد . وقولهم : فلان يتتبع أنفه إذا كان يتشمم الرائحة فيتبعها . وأنف : بلدة ; قال ابن الأعرابي عبد مناف بن ربع الهذلي :
من الأسى أهل أنف يوم جاءهم جيش الحمار فكانوا عارضا بردا
وإذا نسبوا إلى بني أنف الناقة وهم بطن من بني سعد بن زيد مناة ، قالوا : فلان الأنفي ; سموا أنفيين لقول الحطيئة فيهم :
قوم هم الأنف والأذناب غيرهم ومن يسوي بأنف الناقة الذنبا ؟