أول : الأول : الرجوع . آل الشيء يئول أولا ومآلا : رجع . وأول إليه الشيء : رجعه . وألت عن الشيء : ارتددت . وفي الحديث : أي لا رجع إلى خير ، والأول الرجوع . وفي حديث من صام الدهر فلا صام ولا آل خزيمة السلمي : حتى آل السلامى أي رجع إليه المخ . ويقال : طبخت النبيذ حتى آل إلى الثلث أو الربع أي رجع ؛ وأنشد الباهلي لهشام :
حتى إذا أمعروا صفقي مباءتهم وجرد الخطب أثباج الجراثيم آلوا الجمال هراميل العفاء بها
على المناكب ريع غير مجلوم
كأن في أذنابهن الشول من عبس الصيف قرون الإيل
نحن ضربناكم على تنزيله فاليوم نضربكم على تأويله
على أنها كانت ، تأول حبها تأول ربعي السقاب ، فأصحبا
ككرفئة الغيث ، ذات الصبي ر ، تأتي السحاب وتأتالها
بصبوح صافية ، وجذب كرينة بمؤتر تأتاله ، إبهامها
كأن صابا آل حتى امطلا
أي خثر حتى امتد ؛ وأنشد ابن بري : لذي الرمةعصارة جزء آل ، حتى كأنما يلاق بجادي ظهور العراقب
ومن آيل كالورس نضحا كسونه متون الصفا ، من مضمحل وناقع
ومن آيل كالورس نضح سكوبه متون الحصى ، من مضمحل ويابس
ففت الختام ، وقد أزمنت [ ص: 195 ] وأحدث بعد إيال إيالا
وكأن خاثره إذا ارتثئوا به عسل لهم ، حلبت عليه الأيل
وبرذونة بل البراذين ثغرها وقد شربت من آخر الصيف أيلا
ألا يا ازجرا ليلى وقولا لها : هلا وقد ركبت أمرا أغر محجلا
وقد شربت في آخر الليل إيلا
فزعم ابن حبيب أنه أراد لبن إيل ، وزعموا أنه يغلم ويسمن ، قال : ويروى أيلا بالضم ، قال : وهو خطأ لأنه يلزم من هذا أولا . قال أبو الحسن : وقد أخطأ ابن حبيب لأن يرى البدل في مثل هذا مطردا ؛ قال : ولعمري إن الصحيح عنده أقوى من البدل ، وقد وهم سيبويه ابن حبيب أيضا في قوله إن الرواية مردودة من وجه آخر ، لأن أيلا في هذه الرواية مثلها في إيلا ، فيريد لبن أيل كما ذهب إليه في إيل ، وذلك أن الأيل لغة في الإيل ، فإيل كحثيل وأيل كعليب ، فلم يعرف ابن حبيب هذه اللغة . قال : وذهب بعضهم إلى أن أيلا في هذا البيت جمع إيل ، وقد أخطأ من ظن ذلك لأن لا يرى تكسير فعل على فعل ولا حكاه أحد ، لكنه قد يجوز أن يكون اسما للجمع ؛ قال وعلى هذا وجهت أنا قول سيبويه : المتنبيوقيدت الأيل في الحبال طوع وهوق الخيل والرجال
أجعثن ، قد لاقيت عمران شاربا عن الحبة الخضراء ألبان إيل
وقد شربت من آخر الليل أيلا
قال : وهذه الرواية الصحيحة ، قال : تقديره لبن أيل لأن ألبان الإيل إذا شربتها الخيل اغتلمت . أبو حاتم : الآيل مثل العائل اللبن المختلط الخاثر الذي لم يفرط في الخثورة ، وقد خثر شيئا صالحا ، وقد تغير طعمه إلى الحمض شيئا ولا كل ذلك . يقال : آل يئول أولا وأوولا ، وقد ألته أي صببت بعضه على بعض حتى آل وطاب وخثر . وآل : رجع ، يقال : طبخت الشراب فآل إلى قدر كذا وكذا أي رجع : وآل الشيء مآلا ، نقص كقولهم حار محارا . وألت الشيء أولا وإيالا : أصلحته وسسته . وإنه لآيل مال وأيل مال : أي حسن القيام عليه . أبو الهيثم : فلان آيل مال وعائس مال ومراقح مال وإزاء مال وسربال مال إذا كان حسن القيام عليه والسياسة له ، قال : وكذلك خال مال وخائل مال . والإيالة : السياسة . وآل عليهم أولا وإيالا وإيالة : ولي . وفي المثل : قد ألنا وإيل علينا ، يقول : ولينا وولي علينا ، ونسب هذا القول إلى ابن بري عمر ، وقال : معناه أي سسنا وسيس علينا ، قال الشاعر :أبا مالك فانظر فإنك حالب صرى الحرب فانظر أي أول تئولها
إذ يرفع الآل رأس الكلب فارتفعا
، وقال اللحياني : السراب يذكر ويؤنث ؛ وفي حديث قس بن ساعدة :قطعت مهمها وآلا فآلا الآل : السراب ، والمهمه : الفقر . : الآل والسراب واحد ، وخالفه غيره ، فقال : الآل من الضحى إلى زوال الشمس ، والسراب بعد الزوال إلى صلاة العصر ، واحتجوا بأن الآل يرفع كل شيء حتى يصير آلا أي شخصا ، وآل كل شيء : شخصه ، وأن السراب يخفض كل شيء فيه حتى يصير لاصقا بالأرض لا شخص له ؛ وقال الأصمعي يونس : تقول العرب : الآل مذ غدوة إلى ارتفاع الضحى الأعلى ، ثم هو سراب سائر اليوم ؛ وقال : الآل الذي يرفع الشخوص ، وهو يكون بالضحى ، والسراب الذي يجري على وجه الأرض كأنه الماء ؛ وهو نصف النهار ، قال ابن السكيت الأزهري : وهو الذي رأيت العرب بالبادية [ ص: 196 ] يقولونه . الجوهري : الآل الذي تراه في أول النهار وآخره كأنه يرفع الشخوص وليس هو السراب ؛ قال الجعدي :
حتى لحقنا بهم تعدي فوارسنا كأننا رعن قف يرفع الآلا
إذ يرفع الآل رأس الكلب فارتفعا
فجعل الآل هو الفاعل ، والشخص هو المفعول ، قيل : ليس في هذا أكثر من أن هذا جائز ، وليس فيه دليل على أن غيره ليس بجائز ، ألا ترى أنك إذا قلت ما جاءني غير زيد فإنما في هذا دليل على أن الذي هو غيره لم يأتك ، فأما زيد نفسه فلم يعرض للإخبار بإثبات مجيء له أو نفيه عنه ، فقد يجوز أن يكون قد جاء وأن يكون أيضا لم يجئ ؟ والآل : الخشب المجرد ؛ ومنه قوله :آل على آل تحمل آلا
فالآل الأول : الرجل ، والثاني السراب ، والثالث الخشب ؛ وقول أبي دواد :عرفت لها منزلا دارسا وآلا على الماء يحملن آلا
تبطنتها والقيظ ، ما بين جالها إلى جالها ستر من الآل ناصح
كأن حدوجها في الآل ظهرا إذا أفزعن من نشر ، سفين
وأشعث في الدار ذي لمة لدى آل خيم نفاه الأتي
نجوت ، ولم يمنن عليك طلاقة سوى ربة التقريب من آل أعوجا
فكذبوها بما قالت فصبحهم ذو آل حسان يزجي السم والسلعا
ولم يكن في إلتي عوالا
يريد أهل بيته ، قال : وهذا من نوادره ؛ قال أبو منصور : أما إلة الرجل فهم أهل بيته الذين يئل إليهم أي يلجأ إليهم . والآل : الشخص ، وهو معنى قول أبي ذؤيب :يمانية أحيا لها مظ مائد وآل قراس صوب أرمية كحل
وتعرف إن ضلت فتهدى لربها لموضع آلات من الطلح أربع
قد أركب الآلة بعد الآله وأترك العاجز بالجداله
كل ابن أنثى ، وإن طالت سلامته يوما على آلة حدباء محمول
يلوذ بشؤبوب من الشمس فوقها كما آل من حر النهار طريد
أذللتها بعد المرا ح ، فآل من أصلابها
أي ذهب لحم صلبها . والتأويل : بقلة ثمرتها في قرون كقرون الكباش ، وهي شبيهة بالقفعاء ذات غصنة وورق ، وثمرتها يكرهها المال ، وورقها يشبه ورق الآس ، وهي طيبة الريح ، وهو من باب التنبيت ، واحدته تأويلة . وروى المنذري عن أبي الهيثم قال : إنما طعام فلان القفعاء والتأويل ، قال : والتأويل نبت يعتلفه الحمار ، والقفعاء شجرة لها شوك ، وإنما يضرب هذا المثل للرجل إذا استبلد فهمه وشبه بالحمار في ضعف عقله . وقال أبو سعيد : العرب تقول أنت في ضحائك بين القفعاء والتأويل ، وهما نبتان محمودان من مراعي البهائم ، فإذا أرادوا أن ينسبوا الرجل إلى أنه بهيمة إلا أنه مخصب موسع عليه ضربوا له هذا المثل ؛ وأنشد غيره لأبي وجزة السعدي :
عزب المراتع نظار أطاع له من كل رابية ، مكر وتأويل
أيا نخلتي أول ، سقى الأصل منكما مفيض الربى ، والمدجنات ذراكما
ملك الخورنق والسدير ، ودانه ما بين حمير أهلها وأوال
صرفه للضرورة ؛ وأنشد ابن بري لأنيف بن جبلة :
أما إذا استقبلته فكأنه للعين جذع ، من أوال ، مشذب
يا ما أميلح غزلانا برزن لنا من هؤليائكن الضال والسمر
ألالك قومي لم يكونوا أشابة وهل يعظ الضليل إلا ألالكا ؟
ذم المنازل ، بعد منزلة اللوى والعيش ، بعد أولئك الأيام
فإن الألى بالطف من آل هاشم تآسوا ، فسنوا للكرام التآسيا
فأنتم ألى جئتم مع البقل والدبى فطار ، وهذا شخصكم غير طائر
إلى النفر البيض الألاء كأنهم صفائح ، يوم الروع ، أخلصها الصقل
فإن الألاء يعلمونك منهم
قال : وهذا يدل على أن ألا وألاء نقلتا من أسماء الإشارة إلى معنى الذين ، قال : ولهذا جاء فيهما المد والقصر وبني الممدود على الكسر ، وأما قولهم : ذهبت العرب الألى ، فهو مقلوب من الأول لأنه جمع أولى مثل أخرى وأخر ، وأنشد : ابن بريرأيت موالي الألى يخذلونني على حدثان الدهر ، إذ يتقلب
قال : فقوله : يخذلونني مفعول ثان أو حال وليس بصلة ؛ وقال عبيد بن الأبرص :
نحن الألى ، فاجمع جمو عك ، ثم وجههم إلينا
من أجل ذلك كانت العرب الألى يدعون هذا سوددا محدودا
قد كان جدك عصمة العرب الألى فاليوم أنت لهم من الأجذام
نحن الألى ، فاجمع جموعك
أراد : نحن الألى عرفتهم ، وذكر ألي في اللام والهمزة والياء ، وقال : ذكرته هنا لأن ابن سيده قال ألى بمنزلة هدى ، فمثله بما هو من الياء ، وإن كان سيبويه ربما عامل اللفظ . سيبويه