أيك : الأيكة : الشجر الكثير الملتف ، وقيل : هي الغيضة تنبت السدر والأراك ونحوهما من ناعم الشجر ، وخص بعضهم به منبت الأثل ومجتمعه ، وقيل : الأيكة جماعة الأراك ، قال أبو حنيفة : قد تكون الأيكة الجماع من كل الشجر حتى من النخل ، قال : والأول أعرق ، والجمع أيك . وأيك الأراك فهو أيك واستأيك ، كلاهما : التف وصار أيكة ؛ قال :
ونحن من فلج بأعلى شعب أيك الأراك متداني القضب
قال : أراه أيك الأراك فخفف ، وأيك أيك مثمر ، وقيل هو على المبالغة . وفي التهذيب في قوله تعالى : ابن سيده كذب أصحاب الأيكة المرسلين ، وقرئ أصحاب ليكة ، وجاء في التفسير أن اسم المدينة كان ليكة ، واختار أبو عبيد هذه القراءة وجعل ليكة لا تنصرف ، ومن قرأ أصحاب الأيكة قال : الأيك الشجر الملتف ، يقال أيكة وأيك ، وجاء في التفسير : إن شجرهم كان الدوم . وروى شمر عن [ ص: 212 ] قال : يقال أيكة من أثل ، ورهط من عشر ، وقصيمة من غضا ، قال ابن الأعرابي : يجوز وهو حسن جدا كذب أصحاب ليكة ، بغير ألف على الكسر ، على أن الأصل الأيكة فألقيت الهمزة فقيل اليكة ، ثم حذفت الألف فقال ليكة ، والعرب تقول الأحمر قد جاءني ، وتقول إذا ألقت الهمزة : الحمر جاءني ، بفتح اللام وإثبات ألف الوصل ، وتقول أيضا : لحمر جاءني ، يريدون الأحمر قال : وإثبات الألف واللام فيها في سائر القرآن يدل على أن حذف الهمزة منها التي هي ألف وصل بمنزلة قولهم لحمر ؛ قال الزجاج الجوهري : من قرأ كذب أصحاب الأيكة المرسلين ، فهي الغيضة ، ومن قرأ ليكة فهي اسم القرية . ويقال : هما مثل بكة ومكة .