دوا : الدو : الفلاة الواسعة ، وقيل : الدو المستوية من الأرض . والدوية : المنسوبة إلى الدو ; وقال ذو الرمة :
ودو ككف المشتري غير أنه بساط لأخماس المراسيل واسع
أي هي مستوية ككف الذي يصافق عند صفقة البيع ، وقيل : دوية وداوية إذا كانت بعيدة الأطراف مستوية واسعة ; وقال العجاج :دوية لهولها دوي للريح في أقرابها هوي
كأس عزيز من الأعناب عتقها لبعض أربابها ، حانية حوم
والخيل قد تجشم أربابها الش ق ، وقد تعتسف الداويه
بكي بعينك واكف القطر ابن الحواري العالي الذكر
دوى بها لا يعذر العلائلا وهو يصادي شزنا مثائلا
بالدو أو صحرائه القموص
ومنه خطبة الحجاج :قد ، لفها الليل بعصلبي أروع خراج من الداوي
حتى نساء تميم ، وهي نازحة بباحة الدو فالصمان فالعقد
أجواز داوية خلال دماثها جدد صحاصح ، بينهن هزوم
ودوية قفر تمشى نعامها كمشي النصارى في خفاف الأرندج
دوية لهولها دوي
قال : وإذا كانت الواو فيه مخففة لم يكن منه الدوية ، وإنما الدوية منسوبة إلى الدو على حد قولهم أحمر وأحمري ، وحقيقة هذه الياء عند النحويين أنها زائدة ؛ لأنه يقال دو ودوي للقفر ، ودوية للمفازة ، فالياء فيها جاءت على حد ياء النسب زائدة على الدو فلا اعتبار بها ، قال : ويدلك على فساد قول الجاحظ إن الدوية سميت بالدوي الذي هو عزيف الجن قولهم دو بلا ياء ، قال : فليت شعري بأي شيء سمي الدو لأن الدو ليس هو صوت الجن ، فنقول : إنه سمي الدو بدو الجن أي عزيفه ، وصواب إنشاد بيت الشماخ :تمشى نعاجها
; شبه بقر الوحش في سواد قوائمها وبياض أبدانها برجال بيض قد لبسوا خفافا سودا . والدو : موضع ، وهو أرض من أرض العرب ; قال ابن بري : هو ما بين البصرة واليمامة ، قال غيره : وربما قالوا داوية قلبوا الواو الأولى الساكنة ألفا لانفتاح ما قبلها ولا يقاس عليه . وقولهم : ما بها دوي أي أحد ممن يسكن الدو ، كما يقال ما بها دوري وطوري . والدوداة : الأرجوحة . والدوداة : أثر الأرجوحة وهي فعللة بمنزلة القرقرة ، وأصلها دودوة ثم قلبت الواو ياء ؛ لأنها رابعة هنا فصارت في التقدير دودية ، فانقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصارت دوداة ، قال : ولا يجوز أن يكون فعلاة كأرطاة ؛ لئلا تجعل الكلمة من باب قلق وسلس ، وهو أقل من باب صرصر وفدفد ، ولا يجوز أيضا أن تجعلها فوعلة كجوهرة ؛ لأنك تعدل إلى باب أضيق من باب سلس ، وهو باب كوكب ودودن ، وأيضا فإن الفعللة أكثر في الكلام من فعلاة وفوعلة ; وقول الكميت :خريع دوادي في ملعب تأزر طورا ، وترخي الإزارا
تذكر ذكرى من قطاة فأنصبا وأبن دوداة خلاء وملعبا
وعينك تبدي أن صدرك لي دوي
وقول الشاعر :وقد أقود بالدوى المزمل أخرس في السفر بقاق المنزل
يغضي كإغضاء الدوى الزمين
ورجل دوى ، مقصور : مثل ضنى . ويقال : تركت فلانا دوى ما أرى به حياة . وفي حديث أم زرع : كل داء له داء أي كل عيب يكون في الرجال فهو فيه فجعلت العيب داء وقولهم : له داء خبر ( لكل ) ، ويحتمل أن يكون صفة ( لداء ) ، وداء الثانية خبر ( لكل ) أي كل داء فيه بليغ متناه ، كما يقال : إن هذا الفرس فرس . وفي الحديث : وأي داء أدوى من البخل ، أي أي عيب أقبح منه ; قال ابن بري : والصواب أدوأ من البخل ، بالهمز وموضعه الهمز ، ولكن هكذا يروى إلا أن يجعل من باب دوي يدوى دوى ، فهو دو إذا هلك بمرض باطن ، ومنه حديث العلاء بن الحضرمي : لا داء ولا خبثة ; قال : هو العيب الباطن في السلعة الذي لم يطلع عليه المشتري . وفي الحديث : إن الخمر داء وليست بدواء ; استعمل لفظ الداء في الإثم كما استعمله في العيب ; ومنه قوله : دب إليكم داء الأمم قبلكم البغضاء والحسد ، فنقل الداء من الأجسام إلى المعاني ومن أمر الدنيا إلى أمر الآخرة ، قال : وليست بدواء وإن كان فيها دواء من بعض الأمراض ، على التغليب والمبالغة في الذم ، وهذا كما نقل الرقوب والمفلس والصرعة لضرب من التمثيل والتخييل . وفي حديث علي : إلى مرعى وبي ومشرب دوي أي فيه داء ، وهو منسوب إلى دو من دوي ، بالكسر ، يدوى . وما دوي إلا ثلاثا حتى مات أو برأ أي مرض . الأصمعي : صدر فلان دوى على فلان ، مقصور ، ومثله أرض دوية أي ذات أدواء . قال : ورجل دوى ودو أي مريض ، قال : ورجل دو بكسر الواو ، أي فاسد الجوف من داء ، وامرأة دوية ، فإذا قلت رجل دوى بالفتح ، استوى فيه المذكر والمؤنث والجمع لأنه مصدر في الأصل . ورجل دوى بالفتح أي أحمق ; وأنشد الفراء :وقد أقود بالدوى المزمل
وأرض دوية مخفف أي ذات أدواء . وأرض دوية : غير موافقة . قال ابن سيده : والدوى الأحمق ، يكتب بالياء مقصور . والدوى : اللازم مكانه لا يبرح . ودوي صدره أيضا أي ضغن ، وأدواه غيره أي أمرضه ، وداواه أي عالجه . يقال : هو يدوي ويداوي أي يعالج ، ويداوى بالشيء أي يعالج به ، ابن السكيت : الدواء ما عولج به الفرس من تضمير وحنذ ، وما عولجت به الجارية حتى تسمن ; وأنشد لسلامة بن جندل :ليس بأسفى ولا أقنى ولا سغل يسقى دواء قفي السكن مربوب
ونقفي وليد الحي إن كان جائعا ونحسبه إن كان ليس بجائع
عرفت الديار كخط الدوي ي حبره الكاتب الحميري
بدا منك غش ، طالما قد كتمته كما كتمت داء ابنها أم مدوي
أعددتها لفيك ذي الدوايه
ودوى الماء : علاه مثل الدواية مما تسفي الريح فيه . الأصمعي : ماء مدو وداو إذا علته قشيرة مثل دوى اللبن إذا علته قشيرة ، ويقال للذي يأخذ تلك القشيرة : مدو ، بتشديد الدال ، وهو مفتعل ، والأول مفعل . ومرقة داوية ومدوية : كثيرة الإهالة . وطعام داو ومدو : كثير . وأمر مدو إذا كان مغطى ; وأنشد ابن الأعرابي :ولا أركب الأمر المدوي سادرا بعمياء حتى أستبين وأبصرا
[ ص: 336 ]
وأهلك مهر أبيك الدوى وليس له من طعام نصيب
خلا أنهم كلما أوردوا يصبح قعبا عليه ذنوب
وأهلك مهر أبيك الدواء
بفتح الدال ، قال : معناه أهلكه ترك الدواء فأضمر الترك . والدواء : اللبن . قال ابن سيده : الدواء والدواء والدواء ; الأخيرة عن الهجري ، ما داويته به ، ممدود . ودووي الشيء أي عولج ، ولا يدغم فرقا بين فوعل وفعل . والدواء : مصدر داويته دواء مثل ضاربته ضرابا ; وقول العجاج :بفاحم دووي حتى اعلنكسا وبشر مع البياض أملسا
يقولون : مخمور وهذا دواؤه علي إذا مشي إلى البيت واجب
إلا المقيم على الدوى المتأفن
وداويت الفرس : صنعتها . والدوى : تصنيع الدابة وتسمينه وصقله بسقي اللبن والمواظبة على الإحسان إليه ، وإجرائه مع ذلك البردين قدر ما يسيل عرقه ويشتد لحمه ويذهب رهله . ويقال : داوى فلان فرسه دواء ، بكسر الدال ، ومداواة إذا سمنه وعلفه علفا ناجعا فيه ; قال الشاعر :وداويتها حتى شتت حبشية كأن عليها سندسا وسدوسا
وللأداوي بها تحذيما
وفي حديث الإيمان : تسمع دوي صوته ولا تفقه ما يقول ; الدوي : صوت ليس بالعالي كصوت النحل ونحوه . الأصمعي : خلا بطني من الطعام حتى سمعت دويا لمسامعي . وسمعت دوي المطر والرعد إذا سمعت صوتهما من بعيد . والمدوي أيضا : السحاب ذو الرعد المرتجس . الأصمعي : دوى الكلب في الأرض كما يقال دوم الطائر في السماء إذا دار في طيرانه في ارتفاعه ; قال : ولا يكون التدويم في الأرض ولا التدوية في السماء ، وكان يعيب قول ذي الرمة :حتى إذا دومت في الأرض راجعه كبر ، ولو شاء نجى نفسه الهرب
ربيبة دايات ثلاث ربينها يلقمنها من كل سخن ومبرد


