ذفر : الذفر - بالتحريك - والذفرة جميعا : شدة ذكاء الريح من طيب أو نتن ، وخص اللحياني بهما رائحة الإبطين المنتنين ؛ وقد ذفر - بالكسر - يذفر فهو ذفر وأذفر ، والأنثى ذفرة وذفراء ، وروضة [ ص: 34 ] ذفرة ومسك أذفر : بين الذفر ، وذفر ، أي : ذكي الريح ، وهو أجوده وأقرته . وفي صفة الحوض : وطينه مسك أذفر ، أي : طيب الريح . والذفر بالتحريك : يقع على الطيب والكريه ، ويفرق بينهما بما يضاف إليه ويوصف به ؛ ومنه صفة الجنة وترابها : مسك أذفر .
وقال : الذفر النتن ، ولا يقال في شيء من الطيب ذفر إلا في المسك وحده . قال ابن الأعرابي . وقد ذكرنا أن الدفر - بالدال المهملة - في النتن خاصة ، والذفر : الصنان وخبث الريح ، رجل ذفر وأذفر وامرأة ذفرة وذفراء ، أي : لهما صنان وخبث ريح . وكتيبة ذفراء ، أي : أنها سهكة من الحديد وصدئه ؛ وقال ابن سيده لبيد يصف كتيبة ذات دروع سهكت من صدأ الحديد :
فخمة ذفراء ترتى بالعرى قردمانيا وتركا كالبصل
عدى " ترتى " إلى مفعولين ؛ لأن فيه معنى تكسى ، ويروى دفراء ؛ وقال آخر :
ومئولق أنضجت كية رأسه فتركته ذفرا كريح الجورب
وقال الراعي وذكر إبلا رعت العشب وزهره ، ووردت فصدرت عن الماء ، فكلما صدرت عن الماء نديت جلودها وفاحت منها رائحة طيبة ، فيقال لذلك فأرة الإبل ، فقال الراعي :
لها فأرة ذفراء كل عشية كما فتق الكافور بالمسك فاتقه
وقال : ابن أحمر
بهجل من قسا ذفر الخزامى تداعى الجربياء به حنينا
أي : ذكي ريح الخزامى : طيبها . والذفرى من الناس ومن جميع الدواب : من لدن المقذ إلى نصف القذال ، وقيل : هو العظم الشاخص خلف الأذن ، بعضهم يؤنثها وبعضهم ينونها إشعارا بالإلحاق ، قال : وهي أقلهما . سيبويه الليث : الذفرى من القفا هو الموضع الذي يعرق من البعير خلف الأذن ، وهما ذفريان من كل شيء . الجوهري : يقال هذه ذفرى أسيلة ؛ لا تنون ؛ لأن ألفها للتأنيث ، وهي مأخوذة من ذفر العرق ؛ لأنها أول ما تعرق من البعير .
وفي الحديث : ؛ ذفرى البعير : أصل أذنه ، والذفرى مؤنثة وألفها للتأنيث أو للإلحاق ، ومن العرب من يقول هذه ذفرى فيصرفها كأنهم يجعلون الألف فيها أصلية ، وكذلك يجمعونها على الذفارى ، وقال فمسح رأس البعير وذفراه القتيبي : هما ذفريان ، والمقذان وهما أصول الأذنين وأول ما يعرق من البعير . وقال شمر : الذفرى عظم في أعلى العنق من الإنسان عن يمين النقرة وشمالها ، وقيل : الذفريان الحيدان اللذان عن يمين النقرة وشمالها . والذفر من الإبل : العظيم الذفرى ، والأنثى ذفرة ، وقيل : الذفرة النجيبة الغليظة الرقبة . أبو عمرو : الذفر العظيم من الإبل . أبو زيد : بعير ذفر - بالكسر مشدد الراء - ، أي : عظيم الذفرى ، وناقة ذفرة وحمار ذفر ، وذفر : صلب شديد - والكسر أعلى - . والذفر أيضا : العظيم الخلق . قال الجوهري : الذفر الشاب الطويل التام الجلد . واستذفر بالأمر : اشتد عزمه عليه وصلب له ؛ قال : عدي بن الرقاع
واستذفروا بنوى حذاء تقذفهم إلى أقاصي نواهم ساعة انطلقوا
وذفر النبت : كثر ؛ عن أبي حنيفة ، وأنشد :
في وارس من النجيل قد ذفر
وقيل : الذفرى من الذفر ؟ قال : نعم ؛ والمعزى من المعز ؟ فقال : نعم ؛ بعضهم ينونه في النكرة ويجعل ألفه للإلحاق بدرهم وهجرع ؛ والجمع ذفريات وذفارى - بفتح الراء - وهذه الألف في تقدير الانقلاب عن الياء ، ومن ثم قال بعضهم : ذفار ؛ مثل صحار . والذفراء : بقلة ربعية دشتية تبقى خضراء حتى يصيبها البرد ، واحدتها ذفراءة ، وقيل : هي عشبة خبيثة الريح لا يكاد المال يأكلها ، وفي المحكم : لا يرعاها المال ؛ وقيل : هي شجرة يقال لها عطر الأمة ، وقال لأبي عمرو بن العلاء أبو حنيفة : هي ضرب من الحمض وقال مرة : الذفراء عشبة خضراء ترتفع مقدار الشبر مدورة الورق ذات أغصان ولا زهرة لها وريحها ريح الفساء تبخر الإبل وهي عليها حراص ، ولا تتبين تلك الذفرة في اللبن ، وهي مرة ، ومنابتها الغلظ ؛ وقد ذكرها أبو النجم في الرياض فقال :تظل حفراه من التهدل في روض ذفراء ورعل مخجل
والذفرة : نبتة تنبت وسط العشب ، وهي قليلة ليست بشيء تنبت في الجلد على عرق واحد ، لها ثمرة صفراء تشاكل الجعدة في ريحها . والذفراء : نبتة طيبة الرائحة . والذفراء : نبتة منتنة . وفي حديث مسيره إلى بدر : أنه جزع الصفراء ثم صب في ذفران ؛ وهو بكسر الفاء ، واد هناك .